دعت جامعة الدول العربية اليوم الثلاثاء، الدول الأعضاء إلى اتخاذ تدابير فورية وفعالة للقضاء على عمل الأطفال وكافة الظواهر السلبية الناتجة عنه، ووضع توصيات "دراسة عمل الأطفال فى الدول العربية" التى أقرتها القمة العربية الاقتصادية التنموية الاجتماعي التي عقدت في بيروت يناير 2019 موضع التنفيذ عبر خطط وبرامج واستراتيجيات وطنية.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر اليوم عن الجامعة العربية وشركائها في وضع الدراسة وهم كل من: منظمة العمل الدولية ومنظمة العمل العربية والمجلس العربي للطفولة والتنمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال الذى حددت الأمم المتحدة يوم 12 يونيو من كل عام موعدا له ليكون فرصة لإلقاء الضوء على مدى انتشار هذه الظاهرة في العالم، والجهود اللازمة للقضاء عليها.
وذكر البيان أن المنطقة العربية خلال العقد الحالي تشهد تراجعا وانتكاسة واضحة في حقوق الأطفال العرب، بسبب ما مرت به المنطقة من تحولات تاريخية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا أحدثت تدهورا في كل الأوضاع الإنسانية، وكان الأطفال من أكثر الفئات تضررا، حيث يعاني الأطفال اليوم من اطراد في نسب العنف المباشر وغير المباشر، واللجوء والنزوح القسري، وارتفاع معدلات سوء التغذية، وانهيار في كثير من الخدمات الصحية والتعليمية، مع ارتفاع نسب الفقر والبطالة وأسعار السلع الغذائية والوقود وندرة المياه.
وأشار إلى أن قضية عمل الأطفال في المنطقة العربية تمثل إحدى أبرز قضايا انتهاك حقوق الأطفال والإساءة لهم، حيث تشير الأرقام والإحصاءات إلى وجود زيادة مطردة في الاستخدام المباشر وغير المباشر للأطفال في كل قطاعات الزراعة والخدمات والصناعة وفي الشوارع، وفي أنشطة غير مشروعة مثل العمل القسري والسخرة، إضافة إلى تجنيدهم واستخدامهم كدروع بشرية بل وإشراكهم في أعمال مسلحة أو مرتبطة بالإرهاب.
وقالت الجامعة العربية وشركاؤها إنه: "تم إعداد دراسة عمل الأطفال في الدول العربية، وإطلاق نتائجها في مارس 2019 بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لتلقي الضوء على الاتجاهات والخصائص الرئيسية لعمل الأطفال في المنطقة العربية خاصة في الظروف الراهنة.
وأوضح البيان أن الدراسة خرجت بعدد من التوصيات، والتي تم اعتمادها من قبل أعمال القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية في دورتها العادية الرابعة والتي عقدت بالجمهورية اللبنانية بتاريخ 20 يناير 2019، لحث الدول العربية على التدخل من خلال اتخاذ تدابير فورية وفعالة للقضاء على عمل الأطفال وكافة الظواهر السلبية الناتجة عنه، عبر تطبيق وإصلاح الأطر القانونية والتشريعية وفق الالتزامات المترتبة على الاتفاقيات الدولية والقوانين الوطنية من أجل مواجهة عمل الأطفال خاصة الأسوأ منه، ووضع سياسات لتوفير الحماية الاجتماعية والحد من الفقر والبطالة، وضمان حظر أسوأ أشكال عمل الأطفال والقضاء عليه.
وقال البيان: "في هذا اليوم (اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال) ونحن، الشركاء، إذ ندرك حجم التحديات التي تواجهها المنطقة العربية، والحاجة إلى ضرورة بناء الشراكات متعددة الأبعاد، ندعو ونعلن ومن واقع مسئوليتنا جميعا إلى العمل من أجل وضع توصيات "دراسة عمل الأطفال في الدول العربية" موضع التنفيذ عبر خطط وبرامج واستراتيجيات وطنية، والعمل على زيادة عدد البلدان التي تقيس عمل الأطفال وتبلغ عنه بانتظام من خلال استطلاعات القوى العاملة والدراسات الاستقصائية المتعددة المؤشرات للوصول إلى تقدير دقيق لهذه الظاهرة في الدول العربية، ما يعزز آليات تنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030، وذلك من أجل توفير بيئة أمنة لأطفالنا، وفهم الاستثمار الأمثل من أجل مستقبل أكثر أشراقا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة