سرادقات العزاء والمواساة وصفحات الوفيات فى الصحف ومنشورات وتغريدات التعزية على «فيس بوك وتويتر» كاشفة وفاضحة لما تخفيه الصدور والنوايا، ومقياس حقيقى لمدى التعاطف للموتى وأهله وذويه والكيانات التى ينتمون إليها.
فى سرادقات العزاء، وأمام الصدمة العنيفة، تتلاشى الكياسة والحصافة وتتراجع معدلات القريحة، ويتصرف الإنسان بطبيعته الفطرية، فتحركه مشاعره الشخصية من حب وكراهية وتعاطف، ولذلك فإن كل مقاييس التعاطف الحقيقية تظهر بقوة ووضوح فى حالات الوفاة!!
وعندما توفى الإخوانى العتيد محمد مرسى العياط، مساء أمس الأول، إثر أزمة قلبية، ظهرت فى «سرادق العزاء» المتمثلة فى الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى، لكيانات إرهابية، وشخصيات، كنا نشك فى انتمائها ومقياس تعاطفها مع جماعة الإخوان الإرهابية، ولكن كانوا يظهرون عكس ما تخفيه صدورهم ونواياهم، كم رأينا شخصيات تترنم يوميا بقصائد الانتماء والوطنية، يستخدمون مصطلحات متعاطفة، مثل أن الميت لا تجيز عليه سوى الرحمة، وأنه الآن بين يدى الله سبحانه وتعالى.
وكان على رأس المتعاطفين الكيان الإرهابى الذى يتخذ من مسمى ولاية سيناء اسما، وقلنا من قبل، مرارا وتكرارا، أن داعش أو ولاية سيناء، وما تنفذه من تفجيرات وأعمال إرهابية ضد خيرة شباب مصر من جنود وضباط الجيش والشرطة وأيضا المدنيين، فى سيناء، وغيرها من المحافظات، ما هى إلا تنظيم إخوانى مرتبط بالجماعة عضويا وتنظيميا.
لكن تبقى المفاجأة فى تغريدات ومنشورات الشخصيات العامة التى تبارت فيما بينها لتقديم التعازى بتعاطف شديد، مثل الكابتن محمد أبوتريكة، أول من أطلق العنان سريعا ليكتب تويتة نصها: «رحم الله الدكتور محمد مرسى رئيس مصر السابق وأسكنه فسيح جناته وغفر الله له وثبته عند السؤال، واجعل قبره روضة من رياض الجنة وتجاوز عن سيئاته».
هذه التويتة، وصياغتها، والأمانى التى تتضمنها، تدفع كل من لديه ولو مثال ذرة من شك أن أبوتريكة إخوانى، قلبا وقالبا، أن يعيد حساباته، ويتأكد من قدرات إدراكه ووعيه وحواس التقييم، فما كتبه نجم الأهلى السابق، يؤكد أنه إخوانى الانتماء والهوى، وقطع بذلك الشك باليقين، وهل ننسى أنه شارك فى حملة دعائية مصورة تحث المصريين على اختيار محمد مرسى، مرشح الإخوان فى الانتخابات الرئاسية 2012 وأن برنامج حزب الجماعة «الحرية والعدالة» هو الأفضل والأهم..؟!
أما حمدين صباحى ومحمد البرادعى وخالد على وحسن نافعة و«طفل أنابيب الإعلام الرياضى» هانى حتحوت، وفاطمة ناعوت ومدحت العدل وحسن نافعة وغيرهم، من الذين كتبوا منشورات وتغريدات تعزى فى وفاة محمد مرسى، تحت شعار الإنسانية والرحمة، نسألهم: وهل جماعة الإخوان الإرهابية كانت مفعمة بمشاعر الإنسانية والرحمة عندما مات البابا شنودة، والعالم الكبير أحمد زويل، والدكتور رفعت السعيد، والشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى، والفنان الكبير ممدوح عبدالعليم، والكاتب الكبير صلاح عيسى والمناضلة الكبيرة شاهندة مقلد، وغيرهم العشرات من القامات الوطنية، فكريا وثقافيا؟!
وجدنا الجماعة من أكبر رأس إلى أصغر متعاطف، يدشنون حملات الشماتة فى موت كل القامات الوطنية، ببجاحة وغلظ عين وحقد وغل لا مثيل له، ودون مراعاة لرحمة أو إعلاء للقيم الإنسانية!!
أنا لا أطالب أحدا بالتشفى، ولكن لا تلعبون دورا غامضا ومليئا بسهام الشك، فى ضرورة أن الميت لا تجوز عليه إلا الرحمة، ويجب إعلاء شأن الإنسانية، لأنه لا يمكن أن نتعاطف مع إرهابيين وقتلة تحت أى ظرف من الظروف، وأيضا لن نشمت فى موت أحد..!!
ولك الله يا مصر..!!
عدد الردود 0
بواسطة:
د.مى
نعمة الوطن
يسلم قلمك أستاذ دندراوي ازاى الناس دي نسيت ان الاخوان الإرهابيين هم قتلة خير شبابنا في سيناء باعتراف البلتاجي. ياخساره على الوطنيه
عدد الردود 0
بواسطة:
amin daoud
خونة ومنحطين
اللهم علي بهم