بقلم محمد فودة
على الرغم من أن سر بناء الأهرامات لا يزال مصدر حيرة للعلماء والمتخصصين، إلا أننا نفاجأ من حين لآخر بظهور بعض الدراسات والأبحاث التى تتناول هذا الموضوع بالأدلة التى يرى أصحابها أنها موثقة، وتتباين الآراء وتختلف الأدلة ولكننا نظل فى نهاية الأمر أمام موضوع محير ويزداد غموضا يوماً بعد الآخر.
وهذا الغموض هو الذى دفعنى للكتابة الآن فى هذا الموضوع، خاصة أن صحيفة ديلى إكسبريس البريطانية سلطت الضوء مؤخرا على فيلم وثائقى جديد يظهر بردية عمرها 4500 عام تم العثور عليها فى كهف أثرى بالقرب من البحر الأحمر، وأشارت إلى العديد من التساؤلات التى حيرت العلماء حول كيفية بناء الأهرامات، مشيرة الى أن تلك التساؤلات كثيرة ومتباينة، وأبرزها إثارة للجدل تلك الدراسات التى تزعم بأن مخلوقات فضائية هى من قامت ببناء الأهرامات، وأنها استغرقت عقدين من الزمان لبنائها، وقد تبنى هذا الرأى العلماء الروس الذين أثاروا جدلاً كبيراً خلال الشهور الماضية، ليس هذا وحسب بل إن هناك الكثير من الروايات الأخرى حول بناء الأهرامات.
وأشارت الصحيفة البريطانية فى تقريرها إلى أن المؤرخة بيتانى هيوز وضعت حدا لهذه التكهنات، حيث أكدت أن الأهرامات من صنع البشر وليس من كائنات فضائية، وقد دعمت هذا الرأى بقولها إنهم عثروا قبل 6 سنوات على نسخة من مجلة مصنوعة من ورق البردى القديم فى كهف بالقرب من البحر الأحمر لرجل يدعى "ميرر" وتعود لـ4500 عام، وذلك خلال مهمة فرنسية قام بها عالم الآثار بيير تالت من جامعة باريس "السوربون" فى كهف "وادى الجرف" على ساحل البحر الأحمر.
واستوقفنى فى هذا التقرير أنه أشار إلى أن تلك المجلة التى يعود عمرها لـ4500 عامًا والمكتوبة باللغة الهيروغليفية والهيراطيقية أكدت أن هرم الجيزة الأكبر المعروف باسم خوفو هو أقدم وأكبر الأهرامات الثلاثة، وواحد من عجائب الدنيا السبعة، وتم بناء هذا الهيكل الضخم على مدار 20 عامًا وتمت المصادقة عليه تحت حاكم الأسرة الرابعة (خوفو).
والحق يقال فإننى - وإن كنت لست متخصصاً فى هذا المجال - إلا أننى مع هذا الرأى الذى أراه جديراً بالتصديق لأن القول إن هناك كائنات فضائية قامت ببناء الأهرامات هو أمر غريب وفيه إهانة لأعظم الحضارات وأقدمها على الإطلاق، فقد قرأت من قبل دراسة لباحث أمريكى تفيد بأن بناء الأهرامات احتاج الكثير من العمل والحجارة، حيث يحتوى الهرم الأكبر منفردًا على أكثر من 2 مليون كتلة حجرية، يبلغ متوسط وزن كل منها أكثر من 2 طن، وهو ما يشير إلى براعة المصريين القدماء فى تشييد هذه البنايات الضخمة دون أدوات بناء حديثة اعتمد عليها الفراعنة فى البناء قبل 5000 عام.
واللافت للنظر فى هذا الموضوع أن معرفة طريقة بناء الأهرامات تعتبر أمرًا صعبا ومعقداً، حيث إن الفراعنة لم يتركوا خلفهم أية علامات يستدل بها العلماء على طريقة البناء مما يدفعهم للاعتماد على ما يجدونه فى الحفريات مثل الأدوات التى استخدمها المصريون القدماء، كما أنهم ينظرون إلى الكتابات واللوحات التى صنعوها للعثور على أدلة.
واستنادًا إلى تلك الأدلة التى عثر عليها علماء الآثار فإن المصريون القدماء استخدموا زلاجات لنقل الكتل الحجرية من المحاجر، متعمدين ترطيب الرمال أمام الزلاجات لتصبح ناعمة وثابتة لتتحرك الزلاجات بسهولة.
وأعتقد أن هذا الفيلم الوثائقى البريطانى جاء فى الوقت المناسب ليعيد الاعتبار للمصرى القديم باعتباره صاحب أقدم حضارة فى التاريخ فكيف تكون الكائنات الفضائية هى التى صنعت له أحد عجائب الدنيا السبع، فى إشارة إلى بناء الأهرامات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة