فى ظل الهزائم المستمرة لتنظيم داعش الإرهابى فى سوريا والعراق، وكذلك اعتقال المئات منهم فى دول الصراع، تظل قضية عودة المقاتلين الأجانب إلى دولهم فى القارة العجوز بمثابة الكابوس المؤرق، حيث تخشى حكومات أوروبا وخاصة بلجيكا وفرنسا من عودتهم إلى أراضيها بعدما تشربوا الفكر الإرهابى وتدربوا على حمل السلاح، وصاروا أكثر خطورة مما سبق.
ومع انهيار التنظيم الملحوظ لدى العالم أجمع ، قال المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارت، إنه لا يدل على أنه تحطم وجاءت نهايته، وإنما فى الواقع هو يمثل تهديدًا حقيقيًا خاصة لذوى الجنسية البلجيكية حيث يعود الكثير من مقاتلى داعش البلجيكيين إلى دولهم.
ووفقاً للمركز ذاته، تشكل عودة مقاتلى داعش من ذوى الجنسية البلجيكة تهديداً محتملاً على الأمن القومى البلجيكى يجب أخذه بشكل جدى.
وأوضحت التقارير الأمنية، أنه من المتوقع أن يستفيد عناصر داعش من التأشيرات الإنسانية ويكونوا بالفعل قد نجحوا فى دخول بلجيكا، ومنها يمكنهم السفر إلى أماكن أخرى ليشكلوا خطرا جديدا على مختلف الدول الاوروبية.
وتبقى الحرب ضد الإرهاب وتدفق المقاتلين الأجانب إحدى التحديات الرئيسية التى تواجه الإستخبارات الإيطالية، فلم يعد تسلل الإرهابيين إلى الشواطئ الإيطالية تهديدا محتملا وإنما أصبح مؤكدا مما يفسر قرارت الحكومة الإيطالية بعدم رسو السفن القادمة من مناطق الصراعات، لاسيما بعد تأجج الأزمة الليبية التى تزيد من مخاطر تصاعد ظاهرة الإرهاب وتداعياتها على الأمن الإيطالى.
وعودة المقاتلين الأجانب تعد أحد "أكبر التحديات" التى تواجه الاتحاد الأوروبى، فمأزق عودتهم أشد تعقيداً من مأزق رحيلهم
وفى فرنسا كذلك رحب وزير الخارجية الفرنسى جون إيف لودريان، بإعدام الدواعش الفرنسيى، واعتبر ان حكم الاعدام بحقهم "عادل".
ووقال لودريان أمام الجمعية الوطنية منذ ايام : "اود أن اقول لكم، بخلاف ما اسمعه هنا وهناك: المحاكمة عادلة"، فى حين يعتبر محامو عائلات المقاتلين عكس ذلك تماما ويطالبون بمحاكمتهم فى فرنسا.
واعتبر لودريان أن حقوق الدفاع كانت مؤمنة تماما خلال المحاكمات، وشدد على أن المتهمين استفادوا من دعم قنصلية فرنسا فى بغداد.
وتابع الوزير الفرنسى "الجلسات مفتوحة ويترأسها قاض يعاونه مستشارون ، المحامى موجود وفى حال كانت هناك مشكلة ترجمة فالسفارة بنفسها تقدم مترجمين".
وقال لودريان أيضا فى شرحه لمسار المحاكمات فى بغداد "يقوم القاضى بتلاوة التهم لدى افتتاح الجلسة، ويحق للمتهم الكلام متى يشاء، كما يحق للمحامى التدخل متى يجد ذلك مناسبا".
وحكمت محكمة فى العراق الأحد على داعشى فرنسى هو التاسع بالإعدام.
وفى أيطاليا، قال رئيس الشرطة الإيطالية فرانكو جابرييللى، "نراقب التدفقات المهاجرة"، على طريق البلقان: "كذلك من ناحية إمكانية تدفق مقاتلين أجانب من مناطق الصراعات".
وفى منتصف مايو الماضى قال جابرييللى، تصريحات على هامش الدورة السادسة لـ"منتدى روما"، وهو اجتماع سنوى لرؤساء الشرطة فى منطقة البلقان، حول إمكانية وجود تهديد إرهابى ما من ناحية تدفقات الهجرة من البلقان، "أن هذا الأمر محتمل فى بعض الحالات.
يذكر أن المجتمع الأوروبى لديه مشكلة خاصة باستقبال المقاتلين الأجانب وخشية تأثير وفود المقاتلين فى الأقليات واللاجئين الذين نزلوا عليها، وهؤلاء يشعرون بالتهميش مما يضعهم فى خانة الأكثر خطورة، وهو ما يدفع الحكومات الأجنبية بالوقوف أمام استقبالهم بأى صورة حتى لو كان من أجل محاكمتهم.