جددت تصريحات البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية حول الاحتفال بعيد الميلاد المجيد فى الـ25 من ديسمبر بدلا من السابع من يناير فى كنائس المهجر، الجدل الدائر كنسيا حول توحيد أيام الأعياد بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنائس الكاثوليكية.
البابا تواضروس استند فى وجهة نظره التى طرحها أمام أقباط ألمانيا إلى أن مواعيد الأعياد مجرد اختلاف فى التقويم وليس لها أصل طقسى أو لاهوتى، ومن ثم يمكن تغيير تلك المواعيد بالتوافق مع آباء الكنيسة بالشكل الذى يسمح للأقباط المقيمين فى المهجر الاحتفال فى نفس مواعيد الدول المقيمين فيها، بدلا من الاحتفال 7 يناير وهو يوم عمل عادى لا يمكنهم من قضاء الأعياد أو صلاة القداس.
فى نفس السياق، فإن الأنبا ديسقورس الأسقف العام تقدم بدراسة للبابا تواضروس تؤكد أن المسيح ولد فى الـ25 من ديسمبر وليس السابع من يناير.
والأنبا ديسقورس هو أحد الأساقفة الذين درسوا وترهبنوا فى الولايات المتحدة الأمريكية حيث كان يعمل معيدا بكلية الهندسة جامعة عين شمس، قبل أن يسافر فى بعثة لدراسة الماجستير فى السبعينات، وهناك تَكَرَّس للخدمة في لوس أنجلوس (كنيسة مارمرقس) سنة 1973 م، وهو أول راهب كلفه قداسة البابا شنودة الثالث بأمريكا، للإشراف على تأسيس دير الأنبا أنطونيوس هناك.
فى الدراسة التى حصل اليوم السابع على نسخة منها يقول الأنبا ديسقورس: "منذ أوائل السبعينات وحين تركت تكملة دراستى العلمية وبدأت خدمة الكنيسة كشماس مكرس فى كنيسة مارمرقس الرسول بلوس انجلوس بولاية كاليفورنيا بدأت تجميع مكتبة من مراجع وقواميس ودوائر معارف كثيرة متخصصة لدراسة الكتاب المقدس بطريقة مستفيضة، وحين كنت أصادف فى قراءاتى كثير من المراجع تختلف فى تحديد سنة ميلاد يسوع كنت دائمًا أتساءل هل يمكن اتباع طريقة علمية للوصول إلى الحقيقة؟".
وأشار إلى وجود عدة آراء مختلفة فى هذا الشأن، الأول يرى أن بداية التقويم الغربى لعيد الميلاد صحيحة والذى بدأ سنة 532 ميلادية والآراء الأخرى تحدد ميلاد المسيح بسنتين أو أربعة أو ستة وقد تطول إلى ثمانى سنوات مثل التقويم الشرقى، ومنذ بداية العمل بهذا التقويم فإن كل فريق يدافع عن رأيه مستندًا إلى مخطوطات المؤرخين مختلفين وكذلك العاملين فى علم "الأركيولوجى" أو الحفريات الحديثة.
ويعرج الأسقف على مصدر الاختلاف فى عيد ميلاد المسيح، وهو ما جاء نتيجة اختلاف قدماء المؤرخين الرومان فى تحديد أزمنة لسلسلة من الأحداث الأساسية للدولة الرومانية خاصة موعد بداية ونهاية حكم سلسلة ملوكهم من بداية مدينة روما وبالتالى زمن بداية حكم القيصر أغسطس الذى تم فى عهده ميلاد المسيح، مشيرا إلى أن الله أرشده إلى حقيقة كتابية تؤكد أن المسيح عمل الفصح اليهودى ثم سر التناول يوم خميس العهد وبدأ البحث للوصول إلى طريقة دقيقة لحساب التقويم القمرى ووصل إلى أن هناك أكثر من سنة بين سنة 34 وسنة 27 تحقق هذا الشرط.
واستبعد الأسقف، فى حساباته التى اعتمد فيها على مراجع علمية تخص وكالة الفضاء الأمريكية ناسا تظهر التقويم القمرى فى زمن ميلاد السيد المسيح، وأجرى معادلات حسابية ومزجها بحقائق كتابية وتاريخية ليتبين له أن سنة 30 هى سنة صلب السيد المسيح أى أن سنة 5 قبل الميلاد هى سنة ميلاد المسيح لأنها تستوفى شرط وقوع عيد التجديد يوم 25 من الشهر القمرى فى يوم 25 من الشهر اليوليانى، وكذلك تستوفى سنة 30 للصلب شرط وقوع عيد الفصح يوم 14 نيسان يوم الخميس وكذلك أيضا سنة 5 قبل الميلاد التى تقابلها كيوم لميلاد المسيح فى نفس يوم عيد التجديد، ومن ثم فإن الموعد الصحيح لميلاد المسيح هو 25 ديسمبر سنة 5 قبل الميلاد، أما يوم صلب المسيح فهو يوم 6 أبريل سنة 30 ميلادية، ويوم 9 أبريل هو يوم "قيامة المسيح" عام 30 أيضا، ويوم 18 مايو هو يوم صعود المسيح إلى السماء، ويوم 28 مايو هو يوم الخمسين أى يوم حلول الروح القدس.
بينما رفض الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة فكرة توحيد الأعياد مع الكاثوليك وأكد فى عظة له بأحد الكنائس بكندا أن الكنيسة القبطية تسلمت هذا الإيمان من الأجداد وتقتضى الأمانة تسليمه كما هو.
واقترح الأنبا رافائيل على أقباط المهجر التقدم بطلب للحكومات فى الدول التى يقيمون بها لمنحهم إجازات يوم السابع من يناير، خاصة وأن تلك الدول تقدر المناسبات الدينية وهو الأمر الذى يتيح للجيل الثانى من المهاجرين الاحتفال مرتين مرة فى الـ25 من ديسمبر وهو الكريسماس ومرة ثانية فى السابع من يناير، يمكن تخصيصها للصلاة فى الكنيسة القبطية.