الجهل لا يقتصر فقط على من لا يعرفون القراءة والكتابة، بل هناك رجال لا يعرفون أن يكتبوا أسمائهم ولكن بحكمتهم وخبرتهم فى الحياه يستطيع أن يلقنوا دروس لمن هو حاصل على درجة الدكتوراه، فتعليم الجامعات والمدارس لا يساوى صفر بالنسبة لتعليم مدرسة الحياة للبشر.
فى الفترة الأخيرة، انتشرت بصورة كبيرة الجرائم الأسرية، وأصبحنا نقرأ ونرى ونسمع من وسائل الإعلام المختلفة عن حوادث غريبة على مجتمعنا ، فهناك من يقتل أولاده وزوجته خشية الفقر ، وأخر يلقى بأبناءه فى النهر خوفا عليهم من المستقبل المظلم أو لأنه يمر بضائقة مادية، وغيره يقدم على مثل هذه الجرائم لأسباب تتعلق بالثأر أو اختلافه مع شركاءه فى العمل، كلها أسباب واهية تسيطر على ضعاف النفوس والجهلاء حتى لو كانوا حاصلين على أعلى الدرجات التعليمية ، هل هذا يرجع للفقر ، أم الجهل، أم ضعف الايمان بالله ؟
الكثير من الدراسات أكدت أن ضعف العلاقات الاجتماعية والضغوط الاجتماعية قد تكون السبب الرئيسى وراء ارتكاب هذه الجرائم الغريبة على المجتمع المصرى، بالإضافة إلى أن ضعف الايمان بالله والايمان بالقضاء والقدر، وأن الإنسان من صناعة الخالق، فهو أرحم عليه من أبوية، كما أن إصدار الشخص نفسه الحكم بالإعدام على أشخاص أبرياء لم يرتكبا أى ذنب سوى أنهم أبناءه، يؤكد أن هذا الشخص نفسه الذى ارتكب الجريمة يعانى من اختلال نفسى أهم أسبابه هى ضعف العلاقات الاجتماعية والابتعاد عن الله.
ولا شك ظاهرة الإدمان وانتشارها بصورة كبيرة، والنشأة غير الجيدة لهؤلاء الأشخاص تعد سبب آخر ورئيسى وراء ظهور مثل هذه الجرائم، فلا أن نتهم الفقر بأنه وراء هذه الجرائم، فهناك بعض المواطنين وخاصة فى محافظات الصعيد أشد فقرا من هؤلاء، ولكن نظرا للنشاة الجيدة التى تربى عليها هؤلاء، والتى تنطبق عليهم الآية الكريمة " وتحسبهم أغنياء من التعفف" فالايمان بأن الرزق بيد الله ليس بيد الخالق، وأن مهما كان الشخص لديه أموال عديدة، فهى لن تكون مصدر الآمان لأبنائه وأن تقوى الله وطاعته هى السبيل الوحيد.
ربما يكون غياب التوعية الجيدة بأهمية التناسق الأسرى، أحد الأسباب، كما يجب أن يتضمن تجديد الخطاب الدينى على ضرورة زيادة التوعية وحث المواطنين من خلال كافة المنابر، على أهمية التناسق الأسري، واستحداث برامج تليفزيونية تكون هدفها الوحيد التوعية بأهمية التناسق الأسرى، والعمل على سرعة العرض على أخصائيين نفسيين واجتماعيين لحل المشكلات بدلاً من مضاعفاتها، والقضاء على الإدمان والمخدرات، وأيضا التوعية المجتمعية، وعلى الدولة توفير العلاج فى المستشفيات الحكومية، والتوعية من خلال المدارس والجامعات.
من أسباب زيادة الجرائم الأسرية أيضا ، ارتفاع معدﻻت الكثافة السكانية واﻻزدحام، وانتشار العنف فى المجتمع المصرى عبر وسائل الإعلام والدراما وتراجع الدور الثقافى فى المجتمع، لأن تسليط الضوء على الجرائم يؤكد زيادة نسبة معدﻻتها، بالإضافة إلى الانفلات الأخلاقى، وحرب الخلافات الأسرية والأفكار المغلوطة، مما يتسبب فى حالة من عدم اﻻستقرار والعيش فى صراعات..وفى الختام يجب على كافة المسئولين كل فى جهته سرعة العمل على مواجهة هذه الظاهرة وتنظيم ورش عمل وإعداد الأبحاث العلمية..فهذه المشكلات يجب أن تحل وتواجه بحلول علمية جاءت بناء على دراسة جيدة للأسباب والعوامل التى أدت لظور هذه الجرائم الغريبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة