مواقف غامضة وتبرعات مثيرة للجدل، وعلاقات من وراء ستار جمعتها ـ وربما لا تزال ـ بجماعة الإخوان وأنقرة.. بهذه العبارات يمكن تعريف النائبة الديمقراطية ذات الأصول الصومالية إلهان عمر، والتى حلت طرفاً فى أزمة ممتدة مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والذى دعا انصاره فى أحد المؤتمرات الانتخابية، "إلهان" للعودة إلى بلادها.
إلهان عمر ، المنتمية للحزب الديمقراطى حاول حزبها وقادته الترويج لها قبل وبعد فوزها بعضوية الكونجرس، تحت شعارات من بينها الانتصار للتعددية، وقبول الآخر والاعتراف بحقوق ذوو الأصول غير الأمريكية وأبناء المهاجرين، إلا أن الصورة الوردية التى رسمها الحزب ووسائل الإعلام الأمريكية الموالية لم تدم طويلاً، فسرعان ما أقدمت مواقع وصحف أمريكية تتبنى قدر من الحياد على البحث فى الأرشيف الخاص بتلك الشابة، ليفاجئ الجميع بلقاء سابق جمعها بالرئيس التركى رجب طيب أردوغان قبل عدة سنوات، رغم أنها لم تكن فى ذلك الحين أكثر من عضو مجلس محلي.
ومع احتدام الأزمة بين ترامب والنائبة الشابة، انضم السيناتور الجمهورى البارز راند بول ، لمعسكر ترامب فى المواجهة الممتدة منذ أسابيع، معلناً أنه على استعداد لتقديم عرض شراء تذكرة للنائبة الديمقراطية للذهاب إلى الصومال "بلدها الأم" لكى تتعلم أن تكون أكثر امتناناً للعيش فى الولايات المتحدة.
وقال بول، فى مقابلة مع موقع بريتبارت نيوز: "لا أقول إرسالها إجبارا إلى أى مكان.. أنا على استعداد للمساهمة فى شراء تذكرة لها حتى تزور الصومال.. أعتقد أنها ربما تتعلم قليلا عن الكارثة التى فى الصومال"، وانتقد سيناتور كينتاكى عدم توافر الحقوق التى منحها الله فى الصومال، وأضاف: "عمر ربما تعود وتقدر أمريكا أكثر بعد زيارة الصومال".
وفى وقت سابق من يوليو الجارى، دعا الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، إلهان عمر وثلاثة نائبات أخريات من أصول ليست أمريكية، للعودة إلى بلدانهم وإصلاح ما بها من فوضى بدلا من هجومهم المستمر على سياسات الولايات المتحدة، وهو ما آثار موجة واسعة من الانتقادات والهجوم على ترامب واتهامه بالعنصرية.
وفى أعقاب ذلك تم تداول مقطع فيديو من لقاء تليفزيونى للنائبة مع قناة الجزيرة، يعود لعام 2018، تقول فيه إن الولايات المتحدة يجب أن تكون أكثر خوفا من الرجل الأبيض، مضيفة: "يجب أن نرصد ونراقب ونضع سياسات لمحاربة تطرف الرجال البيض"، وهو ما أثار غضب الأمريكيين، ذلك بخلاف اللقاءات الغامضة التى تقعدها من آن إلى آخر مع رموز وقيادات التنظيم الدولى للإخوان.
وفى وقت سابق، كشفت تقارير أمريكية أن إلهان شاركت قبل عام، وتحديداً فى أغسطس 2018 فى سلسلة لقاءات عقدها مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية المقرب من جماعة الإخوان، وجمعت تبرعات دون الإعلان بشكل واضح عن أوجه صرف تلك التبرعات، وذلك قبل 3 أشهر فقط من انتخابات الكونجرس التى فازت بها.
بينما كشفت تقارير أخرى أن جماعات تابعة للإخوان ومنها جمعية الأمريكيين المسلمين أرسلت رسائل بريد إلكترونى لأنصارها تطلب منهم تأييد عمر فى الانتخابات وأيضا تأييد طليب.
ومنذ وصولها إلى الكونجرس كنائبة عن الحزب الديمقراطى لدائرة منيسوتا، أثارت عمر، الجدل بسبب علاقاتها بجماعة الإخوان وتعليقاتها المعادية للأمريكيين، حيث اتهمت اليهود الأمريكيين بالولاء لإسرائيل أكثر من بلدهم.
وكشفت الأزمة بين ترامب والنائبات الديمقراطيات الأربعة، ومن بينهن إلهان جوانب كثيرة من الأجندة الخاصة بالحزب الديمقراطى وطبيعة العلاقة التى تجمعه بجماعة الإخوان وغيرها من التنظيمات المنتمية للإسلام السياسى.
وفيما انحاز العديد من وسائل الإعلام الأمريكية لجبهة الحزب الديمقراطى، قالت إلهان عمر، فى حديث للصحفيين فى الكابيتول هيل قبل أيام: "هذا الرئيس عنصرى، ونعتقد أنه فاشى".
