عندما أحرز البرازيلى روبرتو كارلوس الظهير الأيسر الأسبق لمنتخب السامبا فى مرمى فرنسا عام 1997 بتسديد صاروخية من كرة ثابتة انحرفت الكرة وقتها بغرابة شديدة، قبل أن تسكن شباك "الديوك الفرنسية"، ما حير كل متابعى كرة القدم، وتصدر عناوين الصحف العالمية آنذاك بعنوان "هدف كارلوس الذى حير علماء الفيزياء".
بالتأكيد هذا الهدف لم يحير العلماء، كما أثير، لكنه عنوان فيه إسقاط بسبب جمال وروعة الهدف، وما يحدث فى مدرجات بطولة كأس الأمم الأفريقية التى تستضيفها مصر حاليًا يؤكد أن كرة القدم والتشجيع لهما سحر خاص، يسحب الروح إلى عالم آخر يتنسم رقياً، فحينما تشاهد الجماهير المتراصة فى المدرجات لتشجيع المنتخب الوطنى ويسيطر عليهم حمية وحماس من أجل فوز مصر على جميع المنافسين من أجل حصد لقب الـ"كان"، مشهد يغلف عليه الحب الصادق تجاه الوطن.
المشهد الحضارى للجماهير فى كل المباريات التى كان طرفها منتخبنا الوطنى أو المنتخبات العربية (الجزائر-المغرب-تونس-موريتانيا)، حير علماء الفيسبوكيين أو المغرضين الذين يستهدفون بث سموهم للتشويش على التنظيم الرائع للبطولة، فضلاً عن محاولاتهم لإخراج لاعبى منتخب مصر عن التركيز حتى لا يحصلون على اللقب.
الحديث عن تشابه الأداء التكتيكى بين خافيير أجيرى المدير الفنى للمنتخب الوطنى وهيكتور كوبر المدير الفني السابق للفريق، زاد بشدة بعد الأداء الذى ظهر عليه اللاعبين خلال مباريات الدور الأول، حيث أصبح هناك وجهتين نظر عن هذه القضية تحديدًا:
الأولى: يرى البعض أن أجيرى وضع نفسه فى مأزق كبير بسبب القائمة التى اختارها قبل البطولة، بسبب عدم وجود بديل لمحمود حسن "ترزيجيه"، ونفس الحال لعبدالله السعيد الذى لم يقدم المردود الجيد حتى الآن، وهو ما أدى لخروج الأداء بهذا الشكل.
الثانية: يرى البعض الآخر أن أجيرى قرر السير على درب كوبر بالاستقرار على الدفاع حتى لا يصاب مرماه بأهداف ، ثم يبحث بعدها عن الفوز بهجمة سريعة يستغل فيها محمد صلاح أو تريزيجيه، وهو ما جعل الكثير ينتقد أدائه.
بين وجهتى النظر المرصودتين.. يكون لى رأى مختلف.. حيث إننى أرى أن الحكم على تجربة أجيرى مازالت مبكرة جدًا،، كما أنه وفقاً للنتائج المحققة تحت قيادته حتى الآن فإن الأمور تسير فى الاتجاه الصحيح، ويجب على الجميع مساندته بقوة حتى لا يخرج اللاعبين عن تركيزهم فى المباريات المتبقية.
لكن فى الوقت نفسه يجب أجيرى عدم الاستهانة بأى خصم، حيث أننى أرى أنه كان هناك ثقة زائدة عن الحد لدى الجميع فى المباريات الأخيرة ، فالوقت الحالى لا يصلح ليكون توقيت للتجارب، لأن المنتخب دخل الى الجد فى المنافسة بقوة نحو الوصول إلى اللقب الثامن.
زمان أجدادنا في الحكم الشعبية:"العمل المتسم بالشجاعة متسم بالشهرة".. ومن هنا يجب أن يعلم لاعبى المنتخب الوطنى بأن الأمر بات متروكاً للجهد والعرق داخل"حلبة" الساحرة المستديرة، كما يجب عليهم الابتعاد عن ما يثار عنهم فى "السوشيال ميديا".
ختامًا.. لابد أن نقف جميعًا خلف منتخبنا الوطنى من خلال دعم اللاعبين بقوة بحثاً عن حصد اللقب للمرة الثامنة فى تاريخنا الكبير الملىء بالإنجازات المشرفة، فمثلما كانت الجماهير فى المدرجات على العهد باستدعاء حثها الوطنى لبث روح الحماس لدى اللاعبين، يجب أن نرى الخبراء الكرويين ووسائل الإعلام يجسدون فكرة الانتماء الحقيقى لمصر والعمل على مساندة المنتخب حتى نراه على منصة التتويج ويرقص معه الجماهير فى الشوارع مثلما حدث فى بطولات.. يا له من حلم جميل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة