"التحفيل" بدأ مبكراً على السوشيال ميديا، واحتدمت الصراع بين جمهور الأحمر والأبيض على الفيس بوك، قبل انطلاق مباراة القمة بين الأهلي والزمالك، فكل معسكر يمنح الأفضلية لفريقه، وسط آراء متزنة تفضل رؤية مباراة تليق باسم القطبين بغض النظر عن النتائج.
هكذا كان المشهد قبل مباراة الأهلي والزمالك الأحد الماضي التي انتهت بفوز الأهلي بهدف نظيف دون رد، حيث كانت القلوب تخفق حباً في الناديين الأبرز والأشهر، والآهات تعلو هنا وهناك بين الجماهير العريضة المتراصة أمام التلفاز.
وداخل منطقة شعبية لحداً ما في القاهرة، جلس مواطن بين أفراد أسرته أمام التلفاز لمشاهدة المباراة المرتقبة، لا سيما بعدما أحضرت الزوجة "لزوم القعدة" من "لب وسوداني وحاجة ساقعة"، حيث كانت خفقات القلوب تتقاسم ما بين الأبيض والأحمر، فقد انقسمت الرغبات والطموحات داخل لفريقين، عدا قلب الزوجة الذي لم يخفق حباً إلا لـ"لعشيقها".
دقائق قليلة وتبدأ المباراة، لكن الشاشة لا يظهر عليها شيء، فقد تعطل البث، فطالبت الزوجة رفيق عمرها بالصعود للسطح لإصلاح العطل من "الدش"، ليأتيها اتصال من زوجها بعد دقائق من صعوده للسطح يسألها عن تحسن الصورة من عدمه، لكنها طالبته بإعادة المحاولة مرة أخرى.
مرت الدقائق سريعاً، والشوط الأول من المباراة قد انتهى وبدأ الشوط الثاني دون فائدة، والأبناء والزوجة يسمعون صيحات الجيران تعبيراً عن المباراة وتسديدات اللاعبين، والزوجة تبدو قلقة مشغولة، الأمر الذي جعل الأبناء يعتقدون انشغالها على فريقها الذي تسانده، لكن قلبها كان مشغولاً على عشيقها.
"معلول" يحرز هدفاً في شباك الزمالك، وتتصاعد الصيحات من خلف نوافذ الجيران، وتعلو معها صيحة الزوج فوق السطح جراء تلقيه طعنات نافذة، لكن لا أحد يسمع صوته، وسط زحام الأصوات المرتفعة بالمنطقة، بينما احمرت الشوارع بالأعلام الحمراء ابتهاجا بفوز الأهلي واحمر معه سطح العقار بدماء الأب.
انتهت المباراة وانتهت الجريمة فوق السطح، فقد صعد أحد الأبناء للاطمئنان على الأب الذي لم يرد على هاتفه المحمول ليجده مقتولاً.
مشهد صادم وقاسي على الأبناء، ودموع الأم المصطنعة لا تتوقف، ورجال المباحث يعاينوا مسرح الجريمة، فلا يوجد شيء يدل على القاتل، فمسرح الجريمة بخيلاً لا يبوح بكثير من التفاصيل، حتى تشير تحريات المباحث لوجود علاقة آثمة بين الزوجة وشخص آخر ويتم ضبطهما بعد اتفاقهما على التخلص من الضحية.
العشيق اعترف بارتكابه للجريمة ليصفو له الجو مع عشيقته زوجة القتيل، التي كانت تعطيه أموالها وجسدها في الحرام، فقد نجح في إشباع عطشها الجنسي، ومن ثم عطلت "الدش" ورسمت سيناريو الجريمة لتسلم زوجها للعشيق فوق السطح لقتله.
هذه الجريمة، واحدة من ضمن جرائم عديدة ارتكبت وترتكب بسبب الانترنت، الذي سهل تعارف العشيقين وساهم في توهج العلاقات المحرمة، من خلال "الشات الحرام" بين الرجال والنساء، وتبادل الصور والفيديوهات الخاصة.
هذه الجريمة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، فالأمر يحتاج لضمير، ورقابة حقيقية على الزوجات والأزواج على حداً سواء، وألا ننسى دوماً الفضل بيننا، فإما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة