ارتفاع أعداد الإسرائيليين الدارسين للغة العربية.. أستاذ دراسات إسرائيلية: الكنيست سن قانونا لتعليم اللغة العربية فى المدارس.. يهدف إلى القضاء على خوف اليهود من الفلسطينين.. وخلق جيل قادر على التغلغل وسط العرب

الإثنين، 19 أغسطس 2019 06:00 م
ارتفاع أعداد الإسرائيليين الدارسين للغة العربية.. أستاذ دراسات إسرائيلية: الكنيست سن قانونا لتعليم اللغة العربية فى المدارس.. يهدف إلى القضاء على خوف اليهود من الفلسطينين.. وخلق جيل قادر على التغلغل وسط العرب
كتب- هاشم الفخرانى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بطرق عدة تحاول إسرائيل اختراق عقول الشعوب العربية ، فلم تكتف حكومة الاحتلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعى لدس السم بالعسل بل تسعى لتخريج أجيال تتقن اللغة العربية ، بل جعلها لغة أساسية فى التعلم وعنصر أساسى للالتحاق بالجهات الأمنية مثل الموساد وشعبة الاستخبارات بالجيش الاسرائيلى "امان" وجهاز الأمن العام "الشاباك" .

 

وكشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية عن بيانات رسمية صادرة عن وزارة التعليم الإسرائيلية تشير إلى ارتفاع أعداد الإسرائيليين الدارسين للغة العربية ، كمادة أساسية بالمدارس اليهودية بإسرائيل.

 

اللغة العربية
 

وأضافت الصحيفة أنه طبقا للبيانات فإنه فى عام 2011 كانت نسبة الطلاب اليهود الذين تخصصوا بـ 5 وحدات للغة العربية (وهي اعلى مستوى) في امتحانات الثانوية العامة 2000 طالب، في حين ارتفع هذا العدد في عام 2018 الى 3000.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه على عكس الشعور بأن موضوع اللغة العربية يتلاشى من الجهاز التعليمي، الا ان البيانات تشير إلى أن المزيد والمزيد من الطلاب اليهود يدرسون اللغة العربية كمادة أساسية، وتعود الزيادة في عدد الطلاب اليهود الذين يدرسون اللغة العربية، جزئياً، إلى جهد وزارة التعليم في تدريس اللغة العربية في المدارس الإعدادية، ففي إطار التعليم الأساسى ، لا يتم تدريس اللغة فقط، بل أيضًا يتم تدريس مجال العالم العربي والإسلامي، الذي يوفر للطلاب اليهود لمحة عن الشرق الأوسط.

 

وأضافت الصحيفة انه في عام 2018 تم فتح 260 تخصص لتعليم اللغة العربية في الجهاز التعليمي، وقالت الدكتورة إيتى أمويل من مجموعة التدريب في شعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلى إن دور متعلمي اللغة العربية اليهود هو حساس جدًا، لأن الطلاب يحبون اللغة ويريدون العمل بها في المستقبل، حيث يمكنهم الوصول إلى جميع الهيئات الأمنية.

طلاب اسرائيليون
طلاب اسرائيليون

 

وتعليقا على التقرير المنشور بالصحيفة تقول د. نرمين القماح مدرس الأدب العبري الحديث والمعاصر بكلية الألسن جامعة عين شمس أنه وفقا لدراسات أجريت مؤخراً ،يتبين أنه منذ أواخر القرن التاسع عشر دُرست العربية في القدس وحيفا وفي بعض البلدات اليهودية الجديدة، ففي عام 1901قام إلياهو ميوحاس بتعليم العربية في المدرسة الدينية للبنات "أفلينا دي روتشيلد" في القدس ، وحتى في فترة الانتداب البريطاني كان هناك حضور لهذا الموضوع في المدارس العبرية، وذلك لأن اللغة العربية كانت هي السائدة في البلاد آنذاك، لقد علموا هذه اللغة لكي يتعرفوا على أوجه الشبه والاختلاف بين اللغتين وكذلك من أجل التحدث مع السكان العرب والتواصل معهم.

 

وأضافت القماح لـ" اليوم السابع" أنه بعد قيام إسرائيل عام 1948 ، وخلال السنوات الأولى كان هناك مقاومة ضد تدريس اللغة الإنجليزية، بينما حظى تدريس اللغة العربية بالقبول ، ولكن بعد فترة وجيزة تبوأت اللغة الإنجليزية موقعها كلغة عالمية، وبقيت اللغة العربية على مدى سنوات طويلة لغة اختيارية إلى جانب الفرنسية، إلا أن هذا الوضع تغير للأفضل في العقدين الأخيرين.

 

وفي عام 2013 كان في مقابل كل طالب يتقدم لامتحان  الثانوية في اللغة الفرنسية طالبان على الأقل يتقدمان لامتحان في اللغة العربية، وفى عام 2014، تقدم النائب " أورين حزان" ممثل حزب الليكود المتطرف مشروع بقانون أقره الكنيست، يهدف هذا المشروع إلى إعادة تشكيل أثر اللغة في بلاد الشام التي مزقتها الصراعات، ويُلزم بتدريس اللغة العربية للطلاب الإسرائيليين، وبالمقابل يلزم الطلاب العرب بدراسة اللغة العبرية اعتبارًا من سن السادسة.

 

ومن المفارقة أن مقدم هذا المشروع عضو الليكود اليميني المتطرف، هذا الحزب الذي طالما عارض وبشدة تدريس اللغة العربية في المدارس بحجة أنها تمثل خطرًا على هوية الدولة الإسرائيلية اليهودية.

 

 وفي نفس السنة قدم حزب الليكود قانون تحت اسم "يهودية الدولة"  أو "قانون إسرائيل دولة القومية اليهودية" ، والذي يقضى بإلغاء مكانة اللغة العربية كإحدى اللغتين الرسميتين للدولة.

 

ويري النائب "حزان" أن ما دفعه لتقديم مشروع القانون الجديد هو تصاعد موجات العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والتي خلفت خوفًا مستمرًا لدى المواطن الإسرائيلي عند سماع أحد الأشخاص يتحدث العربية في الأماكن العامة.

 

وفي حينها تضاربت ردود الأفعال بين مؤيد ومعارض، فمنهم من يرى أن القانون سيساهم في زياد التفاهم والتعايش وخطوة إيجابية يرسل بها الكنيست رسالة إيجابية للعالم، بأن إسرائيل تسعى لبناء جسر للتواصل مع جيرانهم الفلسطينيين، للوصول إلى صيغة في المستقبل للتصالح والتعايش.

 

والبعض يرى أن دمج المعلمين العرب في المدارس اليهودية، وتدريبهم على كيفية تناول الموضوعات الشائكة، سيساعد الأطفال على اختبار أفكارهم، وتغيير الصورة النمطية السلبية لديهم. مما يساعد على تخفيف الانقسام والاستقطاب القومي الذي تعاني منه إسرائيل.

أما المعارضون فرأوا أنه أمر محمود تعليم اللغة العربية لكنها تبقى كلغة اختيارية وليست إلزامية لأنها مضيعة لوقت الطلبة الإسرائيليين لأنهم ينسونها سريعًا لأنهم لا يوظفونها في حياتهم العملية، كما أن تأهيل ما لا يقل عن 5 آلاف مدرس عربي على أعلى مستوى هو أمر غير ممكن في ذلك الوقت.

 

 إلا أن البيانات تشير إلى أن المزيد والمزيد من الطلاب اليهود يدرسون اللغة العربية كمادة أساسية. في عام 2015 كان عدد الطلاب 2487 طالبًا، في عام 2016 ارتفع العدد إلى 2829 طالبًا، في عام 2017 تراجع قليلا إلى 2371 طالب، لكن في 2018 عاود الارتفاع إلى 2936.

تعود هذه الزيادة إلى جهد وزارة التعليم في تدريس اللغة العربية في المدارس الإعدادية، فلا يتم تدريس اللغة فحسب، بل يتم تدريس معلومات عن العالم العربي والإسلامي، الذي يوفر لمحة للطلاب اليهود عن الشرق الأوسط.

 

النائب حازان بالكنيست 

 

كما تم افتتاح 260 تخصصا لتعليم اللغة العربية في الجهاز التعليمي لإسرائيل، فمن خلال برنامج "المستقبل" الذي يهدف إلى تعليم الطلاب في المدارس الثانوية اللغة العربية واللغة الفارسية، ومنحهم فرصة للتعرف على اللغة أكثر في جهاز المخابرات في الجيش الإسرائيلي، حيث يتم قبول بعضهم في وحدة 8200 (وحدة الاستخبارات الإسرائيلية المسؤولة عن التجسس الإلكتروني). ليس هذا فحسب بل تعليم اللهجات العربية وبصفة خاصة "العامية المصرية".

 

وإذا كان دافع إسرائيل في الماضي من تدريس اللغة العربية نابعًا في الأساس من اعتبارات أمنية، بغرض التعرف على العدو، فإن الهدف المعلن حاليا هو التلاقح الثقافي والفكري مع الدول العربية المحيطة بإسرائيل، وخاصة التي تجمعها بهم علاقات دبلوماسية واقتصادية.

 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة