تمر اليوم الذكرى 1039، على ميلاد العالم والطبيب ابن سينا، إذ ولد يوم 22 أغسطس سنة 370 هـ (980م) وتوفى فى همدان (فى إيران حاليًا) يوم 21 يونيو سنة 427 هـ (1037م)، وعرف باسم الشيخ الرئيس، وسماه الغربيون بأمير الأطباء وأبو الطب الحديث فى العصور الوسطى، وقد ألّف 200 كتابًا فى مواضيع مختلفة، العديد منها يركّز على الفلسفة والطب.
وكفر العديد من الفقهاء المسلمين الطبيب الراحل واتهموه أنه كان يقول بقدم العالم، ونفى المعاد الجسماني، ولا ينكر المعاد النفسانى، وكُفر "ابن سينا"، بسبب أفكاره هذه من عدد كبير من معارضيه، وعلى رأسهم الغزالى فى كتابه "المنقذ من الضلال" وكفر أيضًا الفارابى، وأكد نفس المعلومات ابن كثير فى كتابه "البداية والنهاية"، كما قال ابن العماد الحنبلى فى "شذرات الذهب"، إن كتاب ابن سينا "الشفاء"، اشتمل على فلسفة لا ينشرح لها قلب متدين، أما ابن تيمية أكد أنه كان من الإسماعيلية.
وقال عنه ابن تيمية أيضا فى ( نقض المنطق) "وكذلك ابن سينا وغيره يذكر من التنقص بالصحابة ما ورثه عن أبيه وشيعته القرامطه حتى تجدهم إذا ذكروا حاجة النوع الإنسانى إلى الإمامة عرضوا بقول الرافضة الضلال لكن أولئك الرافضة يصرحون بالسب بأكثر مما يصرح به هؤلاء الفلاسفة".
وكفره الغزإلى فى كتابه "المنقذ من الضلال" بحسب ما ذكر الإمام الذهبى فى كتابه الشهير "سير أعلام النبلاء" إذ قال: له كتاب الشفاء وغيره وأشياء لاتحتمل، وقد كفره الغزالى فى كتاب "المنقذ من الضلال".
ووصفه ابن القيم أيضا بقوله: "الملحد ، بل رأس ملاحدة الملة" كما فى "الصواعق المرسلة" (3/1105).
وقال ابن حجر رحمه الله: " وقال ابن أبى الحموى ألفقيه الشافعى شارح الوسيط ، فى كتابه الملل والنحل: لم يقم أحد من هؤلاء، يعنى فلاسفة الإسلام، مقام أبى نصر الفارابى وأبى على ابن سيناء، وكان أبو على أقوم الرجلين وأعلمهما.
وقال ابن كثير: " وقد لخص الغزالى كلامه فى " مقاصد الفلاسفة "، ثم رد عليه فى " تهافت الفلاسفة " فى عشرين مسألة، كفره فى ثلاث مسائل منهن ; وهى قوله بقدم العالم، وعدم المعاد الجسماني، وأن الله لا يعلم الجزئيات، وبدّعه فى البواقي.