أشجار النخيل هى أهم ما يميز واحات محافظة الوادى الجديد ويمثل المصدر الرئيسى للربح والمعيشة لأغلب سكان المحافظة والذين يرتبطون به ارتباطا لا يمكن وصفه حيث أن شجرة النخيل وكل ما تحتويه تتداخل مع تفاصيل الحياه اليومية لسكان الواحات بدءا من الاستخدام اليومى للأدوات المنزلية وانتهاء بموسم الحصاد كبشير للفرحة والسعادة بعد أن يجنى المزارعون ثمار جهدهم طوال العام.
وعلى اختلاف التركيبة السكانية لأهالى المحافظة تطفو العادات التراثية الذى تجسد مظاهر الحياه الواحاتية المتوغلة فى جذور السكان منذ القدم لتعود وتظهر فى أشكال عصرية وقابلة لاعادة الطرح برؤية متطورة تحمل فى كامل ملامحها الشكل التراثى والتقليدى للحياة الواحاتية فى الوادى الجديد .
ومن أحد مظاهر إعادة تجسيد الحياة الواحاتية للحفاظ على العادات القديمة والمتأصلة هو ظاهرة إعادة إحياء المشغولات اليدوية فى عدة صور منها المشاركة فى المعارض التى تقام فى المحافظات الأخرى وتنظيم المعارض الموسمية على هامش الفعاليات والاحتفالات السنوية والجهود الذاتية من هواة وعشاق التراث لإنشاء معارض ومتاحف لتجميع المشغولات اليدوية التى يتم انتاجها ومنها معرض المشغولات اليدوية والحرفية بقرية القصر الاسلامية والذى أنشأته حنان صبحى سنوسى وشهرتها أم جنة والذى يحتوى على أكثر من 3500 قطعة فنية فى أكثر من 10 حرف يدوية تعكس التراث الواحاتى ومنها صناعة الخوص والجريد والعرجون والخرز والكريستال والارابيسك والثوب الواحاتى وغيرها من المشغولات اليدوية التى تتميز بدقتها المتناهية لكونها مصنوعة يدويا .
وقالت أم جنة فى تصريح خاص لــ" اليوم السابع " أنها على مدار سنوات طويلة كرستها من حياتها حبا فى التراث حيث أنها خريجة معهد خدمة اجتماعية وكانت تتمنى دخول كلية الفنون الجميلة ونجحت فى اختبار القدرات ولكن لم تتمكن من الالتحاق بالكلية فتوجيهت لتنمية هوايتها التى تحبها منذ الصغر ونجحت تدريجيا فى التعلم الذاتى حتى شاركت فى عدد من المعارض الهامة خارج المحافظة وحققت شهرة نوعا ما لمنتجاتها وبدأت فى التوسع بالجهود الذاتية حتى نجحت فى إنشاء المعرض الكائن فى قرية القصر الإسلامية وسط أهم المعالم الأثرية بالقرية .
وأضافت أم جنة أنها كونت فريقا متكاملا من الفتيات والسيدات المدربات على تلك الحرف اليدوية وفقا لنوع التخصص حتى بلغ عددهن حوالى 50 متدربة ينتجن أعمالا فنية باحتراف وأصبح لدى كل واحدة منهن وسيلة لتحقيق الربح ومع ضعف نسبة الاقبال على شراء المنتجات اليدوية بدأ مؤشر الاستقرار فى الانتاج ينحدر بسرعة نظرا لضعف التسويق وتكدس القطع الفنية التى يتم انتاجها وهو ما بات يهدد تلك المنتجات بالتلف على الرغم من تحملها وفريق العمل معها لكل الضغوط وسوء الحالة الاقتصادية لاغلبهن ورغم ذلك كن يصبرن بصورة دائمة أملا فى تحسن الظروف وإيمانا منهن بأن ما يقمن به هو رسالة للحفاظ على التراث أكثر من تحقيق الأرباح .
وأوضحت أم جنة أن تنفيذ المشغولات اليدوية يتم على عدة مراحل منظمة يكون فيها العمل تعاونى وفقا لنوع التخصص حيث يتم عمل نول خاص بعرجون النخيل لنسجه وانتاج حصير دقيق يشبه السجاد اليدوي ويتم قص الأجزاء منه لادخالها فى صناعة الديكورات ومستلزمات المنازل والمكاتب بصورة احترافية غاية فى الابداع وجميع مراحل التنفيذ يدويا لا تدخل فيها الالات وكذلك الامر بشان الخوص وما يتم إنتاجه من أدوات ومستلزمات وأيضا الخرز والكريستال والثوب الواحاتى وهو أصعب المنتجات التى يتم انتاجها حيث أن الثوب الواحد يستغرق صناعته شهر كامل بالنسبة للمبتدئات فى العمل وحوالى 15 يوما بالنسبة للمحترفات .
وكشفت أم جنة أنها تتمنى أن تجد دعما مناسبا من الجهات المختصة لتعزيز الفرص التسويقية من أجل الحفاظ على تلك الحرف اليدوية من الاندثار وحتى لا تتوقف العاملات بها عن العمل والانتاج على الرغم من ضعف العوائد التى تتقاضها كل واحدة منهن متمنية أن يتم دعوتها وفريق العمل معها للمشاركة المستمرة فى المعارض الكبيرة التى يتم تنظيمها بصفة مستمرة ولا تعلم عنها شيئا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة