تستخدم إسرائيل الأزمات التى تعيشها منطقة الشرق الأوسط للانخراط وسط الدول العربية بالتطبيع معها، وذلك بالتدخل السافر فى الشئون الداخلية لبعض الدول العربية سياسيًا وعسكريًا، فى محاولة من الاحتلال الإسرائيلى للتطبيع من دولنا العربية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب والتطرف.
الأحداث الساخنة التى تعيشها العديد من الدول العربية وخاصة سوريا والعراق دفعت الاحتلال الإسرائيلى لاستخدام تلك المشكلات للانخراط بشكل أكبر وسط دولنا العربية، والترويج لأكاذيب وشائعات حول رغبة إسرائيل فى التعاون مع الدول العربية فى مكافحة الإرهاب.
فشلت الولايات المتحدة الأمريكية ومن تشكيل تحالف قوى فى منطقة الشرق الأوسط ضد التنظيمات المتطرفة وخاصة داعش، وذلك بسبب دعمها الأعمى لإسرائيل، رغم تشكيل واشنطن تحالفا يضم أكثر من 60 دولة ضد الإرهاب.
الحرب على الإرهاب والتطرف تحتاج إلى دعم شعبى كى تنجح الدول المعنية بمكافحة الإرهاب فى مهمتها، وقد فشلت جهود حلف شمال الأطلسى فى القضاء على القاعدة وطالبان فى أفغانستان.فيما فشلت واشنطن فى مهمتها بالعراق وأنهار الجيش العراقى سريعا فى 2014.
أزمات الشرق الأوسط لن تحل إلا بحل القضية الفلسطينية التى تعتبر سياسية بامتياز وليست دينية كما تروج حكومة الاحتلال الإسرائيلى أو بعض التنظيمات المتطرفة فى المنطقة، ويعتبر حل القضية الفلسطينية هو المفتاح السرى لحل أزمات منطقة الشرق الأوسط.
حكومة الاحتلال الإسرائيلى تستخدم المخاوف العربية من النفوذ الإيرانى فى الشرق الأوسط، وذلك بمحاولة استهداف سوريا والعراق بذريعة تدمير مخازن أسلحة وصواريخ إيرانية، والترويج بشكل دائم إلى خطر إيران على الشرق الأوسط وإسرائيل وهى محاولة من الاحتلال الإسرائيلى لشرعنة احتلاله للأراضى الفلسطينية.
شنت إسرائيل غارات جوية على مواقع عسكرية للحشد الشعبى العراقى وتدمير مخازن أسلحة وصواريخ داخل الأحياء السكنية، بالإضافة لغارات جوية على تمركزات ومواقع الجيش السورى عبر الأجواء اللبنانية، وتلجأ إسرائيل لذريعة الإرهاب ومواجهة النفوذ الإيرانى لتبرير جرائمها وانتهاكاتها بحق شعوبنا العربية.
المحاولات الأمريكية المستميتة لتشكيل تحالف يضم إسرائيل بذريعة مكافحة الإرهاب ومواجهة النفوذ الإيرانى ما هى إلا محاولة لشرعنة وجود إسرائيل فى المنطقة، وذلك فى إطار الخطة الأمريكية التى تهدف لشرعنة احتلال إسرائيل للأراضى الفلسطينية.
التهديدات الأمريكية والإسرائيلية للفلسطينيين سواء بالتجويع أو وقف المساعدات عن الأونروا أو غيرها من الضغوطات التى تمارس على الفلسطينيين للرضوخ للخطة الأمريكية والضغوطات الإسرائيلية التى تسعى لاقتطاع المزيد من الأراضى العربية لتوسيع مساحتها.
تبقى القضية الفلسطينية هى القضية المركزية للدول العربية ومن دون حلها لن يحل الأمن والاستقرار على منطقة الشرق الأوسط، وعلى الشعوب والأنظمة العربية التمسك بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطينى ودعم الفلسطينيين فى معركتهم لاستعادة الأرض.