حمل مسلسل "صراع العروش" الكثير من المفاجآت والصدمات، وطرق متعددة للحرب والقتل بداية من الاختناقات وتحطيم الجماجم إلى الذبح والانتقام، ومن بينها ما جاء فى الموسم الثالث الذى انتهى بـ(الزفاف الأحمر) Red Wedding.
الزفاف الاحمر
وحمل المسلسل فى الكثير من أحداثه حدًا كبيرًا من التشابه مع أحداث حقيقة، منها مثلاً التشابه الكبير بين مجزرة الزفاف الأحمر، التى وقعت فى المسلسل، والتى تعيد لذاكرتنا بدء عزف موسيقى The Rains of Castemere، وخطاب (والدر فراي) الأخير الذى وجّهه لـ(روب ستارك)، كما أنّ استقبال عائلة (فراي) وحسن ضيافتهم جعل عائلة (الستارك) ورجالهم يشعرون بالأمان، فكما أنّهم لم يتوقعوا أنّ مضيفهم سيقتلهم، كذلك الفارثيون لم يتوقعوا من ضيوفهم الرومان ذلك، بالطبع وفى كلتا الحالتين رفع المهاجمون الجو الاحتفالى إلى مستوى آخر من الموت.
العشاء الأسود واقعة وحشية فى تاريخ اسكتلندا
المشهد الأخير استوحى من مجزرة Glencoe والعشاء الأسود من عام 1440، تمت دعوة وليام دوجلاس البالغ من العمر 16 عامًا والسادس من إيرل دوجلاس وشقيقه الأصغر لتناول العشاء مع الملك جيمس الثانى ملك اسكتلندا البالغ من العمر عشر سنوات، فى وقت لاحق يسمى العشاء الأسود، نظمت هذه المناسبة من قبل اللورد المستشار، السير ويليام كريشتون، بينما كانوا يأكلون، تم إدخال رأس ثور أسود، رمز الموت، ووضعه أمام إيرل، تم جر الشقيقين بعد ذلك إلى Castle Hill، وتم تقديمهما لمحاكمة وهمية وقطعت رءوسهما، ثم فرضت العشيرة دوجلاس حصارًا على قلعة إدنبرة، إدراكًا للخطر، استسلم كريتشتون القلعة للملك ومُكافأ بلقب اللورد كريشتون، لا يزال من غير الواضح بالضبط من المسئول الآخر فى النهاية، على الرغم من أنه يعتقد أن ليفينجستون وبوشان كانا مرشحين محتملين.
يوحنا المعمدان دفع ثمن رقص سالومى لـ هيرودس
مقتل يوحنا المعمدان
دفع النبى يحيى أو يذكر فى الكتاب المقدس بيوحنا المعمدان ثمن رفضه زواج هيردويا، من الملك هيردوس، فكانت نتيجته ذبحه، فالواقعة التى حدثت فى عام 30 ميلاديًا، جاءت بعد رغبة الملك هيرودوس أنتيباس فى الزواج من زوجة أخيه هيروديا، وهو ما نهاه عنه يوحنا، فبقى فى نفسها منه، فلما كان بينها وبين الملك ما يحب منها استوهبت منه دم يحيى.
هيردوس سجن المعمدان، بعدما وبخه وصدمه بالحق فى غير خوف ولا وجل، فسجنه وهو الأمر الذى لم يشف غليل هيروديا، وملأ الحقد قلبها ورغبتها فى الانتقام حتى وهى تعلم أنها مخطئة، ولأجل اقناعه برغبتها، أمرت ابنتها سالومى ذات السابعة عشر عامًا، لترقص أمام الحاضرين فى الاحتفال بمولد هيرودس، وهو الأمر الذى لم يكن مقبولا بالنسبة للأميرات، فرى هيرودس أن ذلك يستحق تكريما، وكان ذلك خطة هيروديا للانتقام من المعمدان الرجل الذى وبخ سرها وفسادها، وأقسم على هذا أمام الجمع فخرجت الصبية لعند أمها وتشاورت معها وطلبت رأس يوحنا المعمدان على طبق فحزن الملك جداً لأجل القسم. وأرسل الملك سيافاً وأمره أن يأتي برأس يوحنا، وأتي برأسه للصبية، والصبية بدورها أعطته لأمها.
مذبحة سان بارتيليمى
مذبحة سان بارتيليمى
واحدة من أبشع المذابح الدينية فى تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وهى مذبحة سان بارتيليمى التى حدثت فى فرنسا عام 1572 وذبح خلالها أعداد تقدر ما بين خمسة آلاف إلى 30 ألف بروتستانتى فرنسى على يد السلطات الكاثوليكية والمتعصبين من الكاثوليك، حيث كان الهدف منها القضاء على البروتستانت تمامًا، وذلك بأوامر من الملك شارل التاسع ووالدته كاترين دى ميديشى خوفًا من سطوة وانتشار البروتستانتية، وترحيب من بابا الكنيسة الكاثوليكية البابا جريجورى الثالث عشر.
وبحسب كتاب "معارك التنويريين والأصوليين فى أوروبا" للكاتب هاشم صالح، فإن المذبحة التى لا تزال محفورة فى الوعى الجماعى الفرنسى حتى الآن، استدرج خلالها زعماء البروتستانت إلى باريس من مختلف الأقاليم بحجة دعوتهم لحضور زفاف مهم فى القصر الملكى، وفى منتصف الليل انقض عليهم الجنود الكاثوليك بسيوفهم ومزقوهم إربا دون أن يستطيعوا حراكا، فقد كانوا غارقين فى النوم.
زواج الندامة.. قرآن فرناندو وإيزابيلا سبب سقوط الأندلس
زواج فرناندو وإيزابيل
منذ 521 عاما وبالتحديد فى 3 سبتمبر عام 1497م، تم الزفاف الذى تسبب فى سقوط الأندلس، وهو زواج ملك مملكة أراجون فرناندو الثانى من ملكة مملكة قشتالة إيزابيلا.
فقبل موعد حفل الزواج كانت "قشتالة" و"أراغون" غارقتين فى بحور الحرب الأهلية، التى نشأت فى الأساس بسبب الخلافات بين النبلاء من جانب وعدم استقرار العرش من جانب آخر، لذلك سعى والد "فيرناندو"، الملك "خوان الثانى"، من أجل سرعة إتمام هذه الزيجة التى رأى أنها سوف تعود بالنفع على "أراغون" وعلى وحدة "إسبانيا"، على الجانب الآخر عرفت "قشتالة" فى هذه الفترة ازدهارًا متزايدًا وبدأت فى شحذ الطاقات من أجل تمدد كبير.
وفي أكتوبر سنة (1469م) الموافقة سنة (874 هـ) عُقد الزواج في مدينة بلد الوليد -حيث كانت تقيم إيزابيلا فى ذلك الوقت- في حفل خاص أقيمت فيه وليمة كبيرة لم يشهده سوى قليل من الأصدقاء، ثم أخطرت الأميرة أخاها بعقد الزواج برسالة تشرح فيها بواعث إقدامها على ذلك، وكان ذلك الزفاف بداية لتوحد ممالك الأسبان مرة أخرى لمواجهة المسلمين والعرب، وسقوط دولة الأندلس الإسلامية بعد قرون من وجودها هناك.
مذبحة القلعة أشهر وليمة مزيفة فى تاريخ مصر
مذبحة القلعة
تعد مذبحة القلعة، أو مذبحة المماليك هى واقعة شهيرة فى التاريخ المصرى دبرها محمد على باشا للتخلص من أعدائه المماليك يوم 1 مارس لعام 1811 ميلادية، وبحسب كتاب "أيام المماليك" للكاتب محمد أمير، جاءت دعوة لمحمد على من الباب العالى (السلطان العثمانى) لإرسال حملة للقضاء على الحركة الوهابية فى نجد، فدعا محمد على زعماء المماليك إلى القلعة بحجة التشاور معهم وتكريم الجيش الذاهب للحملة وتكريم ابنه طوسون والاحتفال بذهابه عل رأس الحملة، واستعد محمد على للحفل وجاء زعماء الماليك بكامل زينتهم يركبون على أحصنتهم، بعد أن انتهى الحفل الفاخر ودعاهم محمد على لكى يسيروا فى موكب الجيش الخارج للحرب.
وتقدم موكب المماليك جيش كبير من الأحصنة التى يركبها جيش محمد على باشا بقيادة ابنه إبراهيم، ثم طلب محمد على من المماليك أن يسيروا فى صفوف الجيش لكى يكونوا فى مقدمة مودعيه، وفى هذه اللحظة خرج الجيش من باب القلعة السمى العزب، وأغلقت الأبواب، وانطلقت رصاصة فى السماء، ولم ينتبه أحد، أن ذلك كان شارة لبدء مذبحة لن ينساها التاريخ يوماً، وانهال الرصاص من كل صوب وحدب على المماليك، والسر وراء اختيار باب "العزب" ليكون مسرحا لمذبحة القلعة والتى راح ضحيتها أكثر من خمسمائة رجل من رؤوس المماليك وأعيانهم هو أن الطريق الذى يؤدى إلى باب العزب ما هو إلا ممر صخرى منحدر تكتنفه الصخور على الجانبين، حيث لا مخرج ولا مهرب.