الأول من سبتمبر 2019 تاريخ مهم فى حياة المصريين لكونه يمثل ميلادا جديدا للخدمة الصحية الشمولية التى تتسم بأعلى معايير الجودة، بعد انطلاق قطار منظومة التأمين الصحى الشامل فى بورسعيد كأولى محافظات المرحلة الأولى التى سيعقبها تشغيل تجريبى للمنظومة فى 5 محافظات يوليو 2020، لينتفع بالخدمة ما يقرب من 4 ملايين مواطن.
تاريخ الانطلاق الرسمى لمنظومة التأمين الصحى الشامل فى محافظة بورسعيد ينضم إلى قائمة انتصارات المصريين فى حروبها ضد الأمراض بتوفير خدمة صحية لكل المصريين بدون تمييز ليصبح الكل سواء أمام الخدمة فى الحصول عليها أو المقابل الذى يسدده للانتفاع بها.
منظومة التأمين الصحى الشامل الجديدة ظلت حلما للمصريين منذ أكثر من 26 عاما، إلى أن جاء الرئيس السيسى وأعطى الضوء الأخضر للحكومة لإنجاز المشروع ليحقق حلم المصريين فى توفير تغطية صحية شمولية تستند إلى ركائز الجودة والعلاج بأعلى برتوكولات صحية حول العالم يؤديها كوادر بشرية مدربه على تقديم خدمة طبية بمواصفات عالمية، لينهى بذلك فصلا من الخدمة التى اتسمت بالفئوية فمثلا كان التأمين الصحى يختص بموظفى الدولة بينما العلاج على نفقة الدولة للبسطاء وغير القادرين ليأتى التأمين الجديد ليشمل كل المصريين من وقت الميلاد وحتى الوفاة.
هل اختلف التأمين الصحى الجديد عن القديم؟ ربما يكون السؤال الأول الذى يستحوذ على تفكير المنتفعين، فالمنظومة الجديدة تجمع سلسلة من المميزات أولها هو حرية المؤمن عليه فى اختيار مقدم الخدمة له والحصول على خدمة صحية ذات جودة عالية لجميع فئات المجتمع، يعنى مفيش فرق بين غنى وفقير مسئول ومواطن كلنا سواء ليس هذا فقط إنما تتحمل الدولة تكاليف الخدمة الوقائية وتنظيم الأسرة وكذلك الطوارئ، فهو نظام تكافلى اجتماعى قائم على المشاركة مع تحمل الدولة تكاليف غير القادرين، كما أنه يستهدف خفض الإنفاق الشخصى على الخدمات الصحية وضبط منظومة تسعير الخدمة لتكون أكثر عدلا دون حرق جيوب المواطنين .
الآن أصبحت المنظومة التى حلمنا بها ردحا من الزمن حقيقة على أرض الواقع لتنضم مصر لمصاف الدول التى تطبق نظم تأمين صحى شاملة تستهدف رفع مستوى الخدمة لمواطنيها بأعلى معايير جودة ليقود فيها طبيب الأسرة برامج العلاج والكشف المبكر عن الأمراض ليجفف منابع الأمراض والتى تقودنا إلى توفير ملايين الجنيهات التى انفقت على العلاج بسبب عدم وجود التغطية الصحية الشمولية التى تتنبأ بالمشاكل الصحية مبكرا بالإضافة إلى كبح جماح الالتهاب الذى طرأ مؤخرا على تسعيرة الخدمة فى ظل التنافسية الحقيقيه بين ما تتكفل به الدولة وما يقدمه القطاع الخاص.
التأمين الصحى الجديد يكتب حياة جديدة لآلاف المرضى المصابين بأمراض نادرة فمعروف أن تكاليف علاجها مرهقة وربما بعض الأنظمة لا تتكفل بعلاجها أو يكون ضعف الميزانيات حائل أمام توفير الدواء للمريض، وليس هذا فقط فأصحاب الأمراض المزمنة معافون تماما من مساهمات الكشف وصرف العلاج مدى الحياة فكل ما سبق يمثل ميلاد لخدمة طبية حقيقية لكل المصريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة