مرت، أمس، ذكرى رحيل العالمى نجيب محفوظ، واحتفى به الجميع، وأثبتوا للمرة المليون أنه علامة فارقة فى تاريخ السرد العربى، لن تتكرر بسهولة، وأنه سيعيش كثيرا فى التاريخ الثقافى لهذه الأمة، لقد أصبح شخصا خالدا بأعماله الخالدة.
صنع نجيب محفوظ عالما متكاملا ودعا الناس إليه، ولما قرأوا أخذتهم المفاجأة من روعة البنيان، والدقة والتمكن فى العمل، وعرفوا أن نجيب محفوظ نحت بابا واسعا من الإبداع ودخل إليه.
وفى ذلك يستضئ الإنسان بآراء الأساتذة فى نجيب محفوظ، فالدكتور محمد بدوى قال من قبل إن "نجيب" أول من منح نفسه كاملة للرواية، فمن سبقوه كتبوا الرواية وانشغلوا بأشياء إبداعية أخرى، لكن محفوظ أخلص تماما، لذا كان لزاما أن تمنحه الرواية سرها، أن تخلده، أن تجعله الحلقة الأبرز فى سلسلة الموهوبين.
بينما قال الدكتور أحمد درويش إن نجيب محفوظ ليس مؤرخا ولا واعظا، وأضاف بل فنان يقدم أمثولات جمالية، تصيب قليلى الفكر بتوهمات لا أصل لها فى الحقيقة، فيرون فى أولاد حارتنا تطاولا على الذات وتعاليا على القيم، لا يرون إيقاعها السردى ولا جمالها البنائى ولا اكتمالها الفنى.
نعم نجيب محفوظ تجربة مكتملة لا شيء أخذ منها بل اكتملت بموته وحياة أبطاله.