تحل اليوم الجمعة الذكرى الـ 49 لأحداث ما تعرف بـ"أيلول الأسود" التى شهدت أشرس الاشتباكات بين الجيش الأردنى وقوات منظمة التحرير الفلسطينية التى كانت تتمركز فى الأردن.
يعرف "أيلول الأسود" بـ"فترة الأحداث المؤسفة" التى شهدت قتالًا داميًا بين القوات الأردنية والمسلحين الفلسطينيين، ما أسفر عن سقوط آلاف القتلى فى حرب أهلية استمرت حتى يوليو من عام 1971.
وحوّلت معركة الكرامة حركة "فتح" الفلسطينية من مجرد منظمة مسلحة إلى حركة تحرر وطنى. وفى الأثر قامت بعض المجموعات الفدائية الصغيرة خلال شهور قليلة بحل تشكيلاتها والانضمام إلى فتح؛ مثل: جبهة التحرير الوطنى الفلسطينية، ومنظمة طلائع الفداء، وجبهة ثوار فلسطين، ما دفع النظام الأردنى إلى الشروع فى مراقبة نمو الحركة الوطنية الفلسطينية بريبة كبيرة، وتخوّف من أن تتحول منظمة التحرير الفلسطينية إلى قوة سياسية كبيرة فى الأردن، ومسلحة فى الوقت نفسه، وتحظى بتعاطف فئات واسعة من السكان.
وفى نوفمبر عام 1968، ظهرت أولى محاولات الأردنية لتحجيم المقاومة الفلسطينية، حينما توصلت لاتفاقية عرفت باسم اتفاقية "البنود السبع" بين الملك حسين والمنظمات الفلسطينية، لتنظيم العلاقات مع المقاومة يبعدها عن المدن والقرى ويُقيّد حركتها الميدانية. بيد أنها لم تصمد طويلًا، فأصبحت منظمة التحرير الفلسطينية "دولة ضمن الدولة" فى الأردن، وأضحى رجال الأمن والجيش الحكومى فى مرمى الهجوم.
وشهدت الفترة بين منتصف عام 1968 ونهاية عام 1969، مئات الاشتباكات العنيفة بين الفصائل الفلسطينية وقوات الأمن الأردنية. وأصبحت أعمال العنف والخطف تتكرر بصورة مستمرة حتى باتت تُعرف عمان فى وسائل الإعلام العربية بـ"هانوى العرب".
استمرت منظمة التحرير الفلسطينية فى مهاجمة إسرائيل انطلاقًا من الأراضي الأردنية بدون تنسيق مع الجيش الأردنى، حيث كانوا يطلقون الأعيرة النارية من أسلحتهم البدائية باتجاه إسرائيل، ما نتج عنه رد فعل عنيف من جانب إسرائيل بالطائرات والصواريخ على المدن الأردنية.
وفي 11 فبراير 1970 وقعت مصادمات بين قوات الأمن الأردنية والمجموعات الفلسطينية فى وسط عمان مما أسفر عن وقوع 300 قتيل معظمهم من المدنيين. وفى محاولته منع خروج دوامة العنف عن السيطرة قام الملك بالإعلان قائلًا: "نحن كلنا فدائيون"، وأعفى وزير الداخلية من منصبه. إلا أن جهوده باءت بالفشل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة