فى عرس ديمقراطى جديد تشهده تونس، أظهرت المؤشرات الأولية غير الرسمية، للجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية فى تونس، تقدم المرشح المستقل قيس سعيد، وأيضا المرشح المسجون ورئيس حزب قلب تونس نبيل القروى، إلى مرحلة الإعادة المقرر لها 13 أكتوبر المقبل.
الطفال يشاركون بالعملية الانتخابية
وطبقا لمؤسسة ''سيجما كونساى''، فإن المرشح المستقل قيس سعيد حصل على 19.50% من نسبة الأصوات، فيما حصل زعيم حزب "قلب تونس" نبيل القروى، على المرتبة الثانية بحصوله على 15.5% من أصوات الناخبين.
قيس سعيد و نبيل القروى
وفى السطور القادمة نتابع أبرز المحطات الحياتية والانتخابية لكلا المرشحين:-
نبيل القروى ..سجين يقترب من عرش تونس
نبيل القروى
رغم قضائه فترة الدعاية الانتخابية كلها داخل زنزانة بسجن المرناقية بتهم تتعلق بالتهرب الضريبى وغسيل الأموال، إلا أن اسم نبيل القروى ظل بارزا بين قائمة المرشحين الأوفر حظًا فى سباق الطريق لقرطاج.
والقروى هو رجل أعمال تونسى أسس قناة نسمة التلفزيونية الخاصة إلى جانب أخيه، التى تم منعها من قبل الهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعى البصرى، قدم القروى نفسه فى السنوات الأخيرة على أنه رجل أعمال ناشط فى المجال الخيرى.
ويشارك نبيل القروى فى الانتخابات الرئاسية باسم حزب "قلب تونس"، الذى أسسه فى يونيو الماضى، وكان إعلانه للترشح عبر قناة النسمة التى يمتلكها عندما حل ضيفا على برنامج "حوار اليوم " والذى أذيع فى مايو الماضي.
إعلان الترشح هو محطة القروى الأولى فى سباق الرئاسة التونسية، وذلك فى حوار لبرنامج "حوار خاص" على قناته نسمة(التى يمتلكها)، حيث أوضح أن قراره يأتى على خلفية إطلاعه على معاناة التونسيين على امتداد 3 سنوات بفضل العمل الإنسانى الذى تقوم به جمعيّة "خليل تونس" فى كامل تراب الجمهورية، على حد قوله.
واعتبر القروى خلال حواره، أن من حق الشعب التونسى معرفة المرشحين الرسميين فى هذا الاستحقاق الانتخابى الهام حتى يعرف من يختار. وأضاف قائلا ''قرّرت أن أكون صريحا وصادقا وشفافا مع التونسيين من خلال إعلان نيتى رسميا تقديم نفسى مرشحا للانتخابات الرئاسية لسنة 2019.''
فيما يأتى "القبض عليه" أبرز محطاته، والتى جعلته المرشح المثير للجدل لقضائه فترة الدعاية كلها داخل سجنه، فقد تم القبض عليه فى 23 أغسطس الماضى، وأفاد المسئول فى حزب "قلب تونس" أسامة الخليفي، الذى ينتمى إليه القروى، أن رجال الشرطة اعتقلوا المرشح على الطريق المؤدى إلى باجة شمال غرب تونس.
وقال الخليفى لـ"فرنس برس": "قطعت 15 سيارة تابعة للشرطة الطريق وهرعت نحو سيارة نبيل القروى قبل أن يطلب منه رجال شرطة مسلحون وباللباس المدنى أن يرافقهم، موضحين أن لديهم تعليمات بتوقيفه".
منع قناته من تغطية الانتخابات الرئاسية، هى المحطة الثالثة لنبيل القروى، حيث قررت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعى والبصرى فى تونس منع قناة نسمة الخاصة التى أسسها المرشح للانتخابات الرئاسية، نبيل القروى، من تغطية الحملات الانتخابية.
وقال رئيس الهيئة النورى اللجمى فى تصريحات، "تم اتخاذ القرار المشترك بين الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعى والبصرى والهيئة العليا المستقلة للانتخابات".
أما المحطة الرابعة فهى غيابه عن المناظرات التليفزيونية، رغم وجوده فى القائمة النهائية للمرشحين، وفى المجموعة الأولى من المناظرات، غاب نبيل القروى عن الليلة الأولى من مناظرات "تونس تختار " فقد ظل كرسيه شاغرا طوال ساعتين ونصف.
وقد غرد الحساب الخاص به عبر تويتر" حرمونى هذه الليلة من حقى الدستورى للتعبير أمام الشعب التونسى، ويجرؤون على الحديث عن انتخابات شفافة وديمقراطية فى غياب مبدأ أساسى وهو التساوى فى الحظوظ".
ووفقا لما نشرته وكالة فرانس 24، أن منظمى المناظرة درسوا إتاحة مشاركته فى النقاش عبر الهاتف من زنزانته، لكن القرار ترك للقضاء.
ويعد أيضا إجراء حوار معه داخل السجن، أحد أبرز محطات نبيل القروى، حيث تقدمت قناة الحوار التونسى بخصوص إجراء حوار مسجل مع نبيل القروى من داخل السجن، وهو ما وافقت عليه الهيئة المستقلة للانتخابات، ولكن بعد عرض الأمر على محكمة الاستئناف التونسية رفض الطلب لتعارضه مع مواد من قانون "تنظيم السجون ".
وتأتى محطة الإضراب عن الطعام، آخر المحطات، حيث بدأ نبيل القروى الخميس إضرابا عن الطعام داخل سجنه، وفق ما أكد عضو هيئة الدفاع عنه رضا بلحاج فى تونس، وأضاف بلحاج أن إضراب القروى عن الطعام جاء للمطالبة بحقه فى الاقتراع، خلال الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 15 سبتمبر القادم.
قيس سعيّد الرجل الآلى مفاجأة السباق الانتخابى
قيس سعيد
يُلقّب أستاذ القانون الدستورى المرشّح للانتخابات الرئاسيّة قيس سعيّد بـ"الروبوكوب (الرجل الآلى)"، فهو يتحدّث بلا توقّف، حرص على أن تكون حملته معتمدةً على التّواصل المباشر مع الناخبين، وقد استطاع الانتقال إلى الدورة الثانية متصدّرًا نتائج استطلاعين للرأى.
ظهر سعيّد (61 عاماً) الأب لثلاثة أبناء فى عمليّات سبر الآراء فى الربيع الفائت، وتحصّل على ترتيب متقدّم فيها، وبدأ يلفت الانتباه إليه تدريجيّاً.
ويستضيفه الإعلام التونسى كلّ ما كان هناك سجال دستورى فى البلاد، خصوصاً بين عامى 2011 و2014، ليُقدّم القراءات ويوضح مَواطن الغموض من الجانب القانونى.
اعتمدت حملته على زيارات أجراها فى الأسواق والأحياء الشعبيّة، وناقش مع التونسيّين مشاكلهم ومطالبهم وجهاً لوجه، ويُقدّم برنامجاً سياسيّاً يستند فيه على إعطاء دور محورى للجهات وتوزيع السُلطة على السلطات المحلية عبر تعديل الدستور، وقال فى تصريحات إعلاميّة "لستُ فى حملة انتخابيّة لبيع أوهام والتزامات لن أحقّقها".
وتابع سعيد، "الوضع اليوم يقتضى إعادة بناءٍ سياسى وإدارى جديد، حتّى تصل إرادة المواطن، فهو يخلق الثورة للاستفادة منها".
وأكّد المرشّح المستقلّ، الذى لا يلقى أى دعم من الأحزاب التونسيّة "علينا أن ننتقل من دولة القانون إلى مجتمع القانون"، وأضاف أنّ شعار "الشعب يريد" يعنى أنْ "يُحقّق الشعب ما يريد".
ورأى مراقبون، أنّ سعيّد سيهمش ويقصى من السباق، لضعف الدعم وتواضع الموارد التى يمتلكها، وهو لم يقُم بأى اجتماع حزبى وجاب العديد من الأماكن الشعبية.
وأوضح سعيد فى هذا السياق، فى تصريح لراديو "شمس إف إم"، "أنا مرشّح مستقلّ ولا أمثّل أى حزب... أقوم بحملتى بوسائلى الخاصّة وأرفض كلّ دعم"، تُسانده فى ذلك مجموعة من طلبته ومن الشباب المتطوعين، يُدافع سعيد عن أفكار ومواقف محافظة، بنبرة الأستاذ الذى يُقدّم محاضرة.
وتصنّفه منظّمة غير حكوميّة بين المرشّحين المحافظين جدّاً، فى ما خصّ مواضيع رفع عقوبة الإعدام وإلغاء عقوبة المثلية الجنسيّة.
كما عبّر سعيّد، عن رفضه مبدأ المساواة فى الميراث بين الرجل والمرأة، وهو من المسائل الشائكة التى تُثير جدلاً واسعاً فى تونس، وهو قال إنّ "القرآن واضح" فى هذا السياق.
وظَهر المرشّح، فى لقاء مع رضا بلحاج القيادى فى حزب "التحرير" السلفى المحظور، وعقّب بالقول إنّه حرّ فى مقابلة أى شخص.
وتساءل، "هل من المفروض أن أطلب ترخيصاً قبل مقابلة أى شخص؟ وفى النهاية، لم ألتق شخصاً خارجاً على القانون".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة