فريدة الشوباشى

المطلوب من السيسى

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2019 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يندهش المرء من تعليقات بعض مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى «السوشيال ميديا» والتى تصب جميعها تقريبًا فى مطالبة الرئيس السيسى بكذا وكذا وكذا.. بينما نحن متفرجون على الآرائك متكؤون. فمثلا، على الرئيس توفير شقق فاخرة، أو على الأقل فسيحة ومريحة لأبناء الشعب، لكن لا أحد يدلنا على الحل السحرى الذى يمكن بفضله، أن يستطيع الرئيس، توفير مسكن لكل أسرة بينما تستقبل مصر سنويا مليونين ونصف مليون مولود!!! أى أننا نزيد بمعدل دولة سنويًا، وتطبيقًا للمقولة التى لاقت هوى فى النفوس «كل واحد بييجى ورزقه معاه».
 
ولا يحق لأحد أن يطرح بدوره سؤالا، لماذا إذًا تطالبون السيسى بتوفير الطعام والمسكن والملبس والتعليم والعلاج والعمل؟.. ستجد هنا أصواتا تصرخ متهمة إياك بالكفر والزندقة!!.. ونريد محاصيل زراعية تحقق الاكتفاء الذاتى وبأسعار مهاودة وفى متناول اليد يا سيسى.. ونفس الشىء، لا يحق لك أن تطالب هؤلاء بدليل واحد على أنهم قد تصدوا، ولو بكلمة، للبناء العشوائى الكريه، فوق الأرض الزراعية ومدى الأضرار المصاحبة لتبويرها، مثل مشاكل الصرف الصحى وانعدام الطرق، بل إن الأبنية متلاصقة بدرجة خطيرة بحيث يستحيل لسيارة إطفاء أو إسعاف الوصول إلى معظم المساكن، ولا يحق لأحد أن يبدى استغرابه من البناء فوق الأرض الزراعية المحدودة وترك الأراضى الصحراوية بمساحاتها الشاسعة.
 
وتستمر البكائيات، لماذا يبنى السيسى مدنا جديدة؟ وكأن الدولة التى نزيدها سنويا ستسكن الفضاء.. حتى الطرق التى تقيمها الدولة، تجد من ينتقدها على أساس، لماذا لا تخصص المبالغ التى ستنفق على شق الطرق، على إطعامنا؟ ولا اعتبار لكوارث الطرق المهدمة ولا لفرار أى مستثمر من مشقة السير على شوارعنا ذات الحفر والأحشاء الخارجة.. ولا يوجهنا هؤلاء العباقرة إلى بلد توقفت عن العمل وتفرغت للانفجار السكانى، ومع ذلك، وفرت احتياجات المواطنين فى كل المجالات.
لقد وصفت منذ سنوات، حال البلد بأنه خرابة، بلاطها مخلوع، سقفها واقع، حيطانها مائلة وأبوابها ونوافذها غائبة، ومن ثم فمن الجنون وأيضًا من الصفاقة أن نقول له بعد أيام: فين القصر يا سيسى؟.. وكأننا نحمله ثمن صمتنا فى ظل الأنظمة الفاسدة والراكدة والفاشية.. والغريب أن عشرات ملايين المصريين الذين شاركوا فى ثورة يونيو قد اختاروا السيسى رئيسًا بعد أن شاورت قلوبهم عليه، هو القائل، إن الإرادة المصرية لن تعلو عليها إرادة أخرى، بعد سنوات الهوان التى سلمنا فيها بأن 99% من أوراق الحل بأيدى أمريكا.
 
تسلم السيسى مصر بعد تفكيك المصانع المصرية بدعوى الخصخصة وفتح الباب على مصراعيه أمام الناهبين الجدد والذين وٌصفوا زورًا وبهتانًا بأنهم «رجال أعمال» وقد تصدى لهم عدد من شرفاء الوطن، مثل المشير حسين طنطاوى والوزيرة فايزة أبو النجا، والدكتور كمال الجنزورى، على سبيل المثال، لا الحصر.. ومنذ انتخاب السيسى رئيسًا، تمت إنجازات فى كل المجالات، زراعة، صناعة، تعليم، صحة، إسكان إلخ.. إلخ، وهو ما يفسر الحرب الشعواء الجائرة التى يتعرض لها رجل أجمع المصريون عليه.. شعبًا وجيشًا.. ونظرة خاطفة إلى التاريخ، سنجد أن مصر قد عانت من مؤمرات الأعداء فى أوقات صعودها وتألقها، والذى يدعو إلى الوقوف بصلابة خلف هذا القائد، أن الأعداء التقليديين قد أضيف إليهم أعداء الداخل وما أدراك ما أعداء الداخل..
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة