دم المماليك.. النهايات الدامية لـ السلاطين.. "أيبك" و"أقطاى" مجرد بداية

الأربعاء، 18 سبتمبر 2019 03:16 م
دم المماليك.. النهايات الدامية لـ السلاطين.. "أيبك" و"أقطاى" مجرد بداية غلاف كتاب دم المماليك
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان عصر المماليك داميًا بشكل لا يصدق، فعندما تولى عز الدين أيبك الذى كان أول من تولى السلطة بعد حكم الأيوبيين بعدما تنازلت له شجرة الدر، قتل فارس الدين أقطاى، فى 18 سبتمبر من عام 1254، واستمر الدم، وقد رصد ذلك الكاتب وليد فكرى فى كتابه "دم المماليك.. النهايات الدامية لـ السلاطين" والصادر عن "الرواق للنشر والتوزيع".
 
دم المماليك
 
يحكى الكتاب عن أربعين انقلابًا على الأقل فضلًا عن المحاولات الفاشلة، ويجكى عن أكثر من عشرين سلطانًا انتهت حياتهم بالاغتيال أو الإعدام أو شابت موتهم شبهة اغتيال، كما يرصد مؤامرات ومؤامرات مضادة بين الأمراء بعضهم وبعض، أو بينهم وبين السلاطين، ويقول وليد فكرى "هذا جزء بسيط من حصيلة الاضطرابات فى العصر المملوكى الممتد بين عامى 1250م و1517م والذى كان قانون تداول السلطة فيه هو قاعدة "الحكم لمن غلب" المنسوبة تاريخيًا للسلطان العادل الأيوبى".
 
وعلى موقع "good reads" كتب شريف متولى عن الكتاب يقول :
"يأخذنا وليد فكرى فى رحلة جديد فى رحاب التاريخ لقراءته بشكل جديد بعيد كل البعد عن الملل وملىء فى المقابل بالكثير من الإثارة والترقب، عصر المماليك الذى امتدّ لقرنين ونصف من الزمان شهد خلالهم أكثر من أربعين انقلابًا وتعرض أكثر من عشرين ملكًا للقتل بأساليب تتدرج وتتفاوت فى درجة الشناعة، عصر دموى لدرجة من الصعب على قارئ غير متعمق فى التاريخ أن يتخيلها، والذى يصعب تخيله وفهمه أكثر أنه بالرغم من كل هذه التقلبات المثيرة على كرسى الحكم، إلا أن مصر كانت مزدهرة ازدهارًا ملحوظًا فى عهد المماليك!، وكأن العُرف الذى ساد بين الحكام حينها أن لا بأس من القتل والغدر وسفك الدماء بيننا نحن الحكام والأمراء وفى نفس الوقت نراعى ازدهار الحضارة والثقافة فى البلاد!، ولتكتمل بهذا المزيج المتناقض دهشة القارئ من هذه الحقبة.
 
عنصر الصدمة هو المسيطر على أجواء هذا الكتاب من البداية للنهاية، فإن لم تٌصدم من التحولات الدرامية فى مصائر الملوك الذين لم تسمع عنهم من قبل مثلى، فإنك ستُصدم بلا شك عندما يزعزع وليد فكرى ثوابتك التاريخية التى ترسخت فى عقلك مما درسته قديمًا عن مشاهير ملوك وقادة هذا العصر كالملك (قطز) و(بيبرس)، حيث وجهٍ آخر أخفته عنا المقررات الدراسية المهتمة بتمجيد الانتصارات الحربية على حساب تجاهل باقى الأخطاء والسقطات المؤكدة منها وغير المؤكدة، فنجد مثلًا أن هناك أدلة مقنعة على أن (قطز) كان هو اليد الخفية وراء قتل (شجرة الدر) و(أيبك) لبعضهما البعض كى يصل إلى كرسى الحكم، فيما يشكك البعض فى أن (الظاهر بيبرس) قد انتحر بالسمّ، وبغض النظر عن اقتناعك بهذا الكلام من عدمه إلا أنه يظل رأيًا موضوعيًا له أدلة مثبتة وتحليلات مقنعة ذكرها وليد فكري، وفى النهاية لم يفرض الرجل كالعادة وجهة نظره، إنما اكتفى بعرض الحقائق أمامك ملحَقة بالمراجع والكتب التاريخية للتحقق منها إن رغبت، متيحًا لك الحرية الكاملة فى تكوين قناعاتك الشخصية كما تحب.
 
لا يخلو الكتاب من بعض الشخصيات التى تتعجب من كيفية وصولها لكرسى الحكم بل وبقاءها عليه لسنوات عديدة دون أى تدخل من المحيطين بهؤلاء المخابيل سواء على المستوى الداخلى أو الخارجى، كأبناء الملك (الناصر محمد بن قلاوون)، الذين كان منهم الشهوانى الشاذ، الطفل الساذج، السفيه العربيد، السفاح غير المبالى، المنحوس الغبى، والسكير حد الخرف! والأدهى منهم جميعُا كان الملك (محمد بن قايتباى) الذى كان يتلذذ بقتل رعيته على سبيل التسلية، وكان يذهب لمنفذى أحكام الإعدام كى يأمرهم بتعذيب المذنبين أمامه فى مشاهد سادية مريضة لا تخلو من جنون، أما درجة الحماقة القصوى فكانت بفرحته العارمة بمدافع جيشه القوية وقفزه فرحًا كالأطفال بعد كل قذيفة فيما يسأل من حوله من القادة عن عدد المصابين المتوقعين من هذه الضربة أو يطلب من القائد أن يضرب بنفسه قذيفة مدفعية لأن الموضوع يبدو مسليًا وممتعًا له.
 
على الجانب الآخر، لا يخلو عهد المماليك من بعض الملوك الكاسرين لقاعدة "عاش الملك.. مات الملك" و"الحكم لمن غلب" والتى تختصر سياسة الحكم فى عهد المماليك، فكانت فترات حكمهم المستقرة نسبيًا بمثابة جلسات استراحة مطولة تقطع سيل الدم لبعض السنوات قبل أن يعود للتدفق من جديد بعد رحيلهم، كالملك (قايتباي) على سبيل المثال. 
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة