كشفت دراسة جديدة أن الضوضاء الشديدة تنشط مناطق الدماغ التي تلعب دوراً في الشعور بالألم، حيث يصعب للغاية تجاهل أصوات الضجيج مثل أجهزة إنذار السيارات أو أصوات موقع البناء، أو حتى صرخات الإنسان.
والسؤال الذى يطرحه الجميع ما يحدث في أدمغتنا عندما نسمع مثل هذه الضوضاء؟ ولما تعتبر من الأساس مصدر إزعاج؟ هذه هي الأسئلة التي سعى فريق من الباحثين من مستشفيات جامعة جنيف وجامعة جنيف في سويسرا إلى الإجابة عليها في دراسة حديثة، وفقا لما ذكره موقع " medicalnewstoday".
قام الباحثون باختيار 27 مشاركًا أصحاء تتراوح أعمارهم بين 20 و 37 عامًا ، 15 منهم من الإناث عمل الباحثون مع مجموعات مختلفة من هؤلاء المشاركين في تجارب مختلفة.
لعب الباحثون المشاركين الأصوات المتكررة مع ترددات بين 0 و 250 هرتز (هرتز) كما أنها لعبت هذه الأصوات على فترات أقصر تدريجيا لتحديد النقطة التي أصبحت بعض هذه الأصوات غير سارة.
وسأل الباحثون المشاركين عندما كانوا ينظرون إلى الأصوات بأنها خشنة "مميزة عن بعضها البعض" وعندما ينظرون إليها على أنها سلسة تشكل صوتًا مستمرًا وموحدًا، وجد الفريق أن الحد الأعلى لخشونة الصوت يحدث عندما يصل الحافز إلى حوالي 130 هرتز فوق هذا الحد تسمع الترددات على أنها تشكل صوتًا متواصلًا واحدًا فقط".
لفهم متى تصبح الأصوات الخشنة غير سارة تمامًا ، طلب الباحثون أيضًا من المشاركين أثناء استماعهم لأصوات ترددات مختلفة تقييم الأصوات على مقياس من مقياس واحد إلى خمسة ، مع خمسة معنى "لا يطاق".
"الأصوات التي لا تطاق كانت تتراوح ما بين 40 و 80 هرتز ، أي في نطاق الترددات التي تستخدمها أجهزة الإنذار والصراخ البشرية ، بما في ذلك أصوات الطفل" هذه الأصوات غير السارة هي تلك الأصوات التي يمكن للبشر إدراكها من بعيد تلك الأصوات التي تجذب انتباهنا حقًا لهذا السبب تستخدم أجهزة الإنذار هذه الترددات المتكررة السريعة لزيادة فرص اكتشافها واكتساب اهتمامنا.
ويوضح الباحثون أنه عندما تتكرر المحفزات السمعية أكثر من كل 25 مللي فى ثانية أو نحو ذلك يصبح الدماغ البشري غير قادر على توقع المحفزات المختلفة ويعتبرها ضوضاء مستمرة لا يمكن تجاهلها.
عندما راقب الباحثون نشاط الدماغ لمعرفة السبب الذي يجعل المخ يجد أن هذه الضجة القاسية لا تطاق للغاية وجدوا شيئًا لم يتوقعوه.
راقب الباحثون نشاط الدماغ عندما سمع المشاركون أصواتًا تتجاوز الحد الأعلى للخشونة (أعلى من 130 هرتز ، وكذلك أصوات داخل الحد الذي صنفه المشاركون على أنه غير سار (ما بين 40 و 80 هرتز.
في الحالة الأولى رأى الباحثون أن القشرة السمعية فقط في الفص الصدغي العلوي أصبحت نشطة وهي الدائرة التقليدية للسمع ، ومع ذلك ، عندما سمع المشاركون الأصوات في نطاق 40-80 هرتز ، أصبحت مناطق الدماغ الأخرى نشطة أيضًا ، مما أثار دهشة الباحثين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة