أحمد التايب

الوطن غالٍ.. اسألوا من اكتوى بنار فقده

الجمعة، 27 سبتمبر 2019 01:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
الأمن والوطن كلمتان عظيمتان فى بناء الأمم والحضارات، فما أجلهما من نعمة لا يعرف مقدارهما وعظيمَ أهميتهما إلا من اكتوَى بنار فقدهما،  فلا يطيب طعام ولا يُنتفع بنعمة رزق إذا فُقد الأمن والوطن، لذلك قدمت نعمة الأمن على نعمة الرزق فى قرآننا الكريم، "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ".
 
ولعظيم قيمة الأمن والأمان، فقَدْ قَرَن اللهُ تَعَالَى الأمن بِالعِبادة "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ"، ويقول رسولنا المصطفى، (صلى الله عليه وسلم)، "مَنْ أصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فى سربِهِ، مُعَافَىً فى جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا".
 
وليس بناء الوطن أو النهوض به مسئولية قاصرة على الدولة ونظامها، وإنما هى مسئولية الجميع، فى القيام بحمايته داخليا من عبث العابثين من العملاء الذين يسعون إلى تدميره من الداخل والخارج، وكل ذلك لا يتأتى إلا بوجود  الشعور بالمسئولية تجاهه لدى الجميع سواء إن كانوا حكام ومحكومين صغار وكبار  أغنياء وفقراء.
 
فالوطن يا سادة، هو خيارنا الوحيد للبقاء أحياء فى سطور التاريخ، فهو الماضى بقصص الأجداد وتاريخهم، وبعظمة وقوة الحضارة وشرفها، وهو الحاضر بإنجازاته واستقراره، وهو المستقبل بآماله وتطلعاته وبدونه نصبح تائهين فى صحراء دنيا بلا ماضٍ، ونضحى عرايا أمام أمم لا تعرف للأخلاق سبيلا، وألعوبة فى أيدى حاقدين إرهابين يتملكوننا تملك البهائم فى زريبة فلاح عدو لماشيته. 
 
وأخيرا.. يجب علينا جميعا، أن نتذكر "وطني وإن جار عليّ عزيزٌ... وأهلي إن ضنوا عليَ كرامُ"، وخاصة فى تلك اللحظات الفارقة التى نعيشها،  حيث الأوطان العربية من حولنا تُخترق وتُقسم وتُحْتَل وتتساقط كأوراق الخريف، فكم نحتاج إلى تعميق فهمنا وتقوية ارتباطنا وانتمائنا لأوطاننا.






مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة