ذكرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية أن الحرب التجارية المشتعلة بين الولايات المتحدة والصين لا تتوقف عن مفاجأة أسواق المال العالمية، التى لم تكد تلتقط أنفاسها من تداعيات حرب التعريفات المتبادلة بين البلدين منذ بداية سبتمبر الجارى، حتى تلقت ضربة جديدة بعد ورود تقارير صحفية بشأن اعتزام إدارة الرئيس دونالد ترامب خفض الاستثمارات الأمريكية فى الشركات الصينية.
وأشارت "بلومبرج" - فى تقرير بثته اليوم الأحد على موقعها الإلكترونى - إلى أن تخوف المستثمرين من مغبة خطوة كهذه تترجم عبر موجة تراجع للأسهم الرئيسية بالبورصتين الصينية والأمريكية على حد سواء، بفعل حالة العزوف عن شراء الأصول الخطرة والبحث عن ملاذات آمنة يركنوا إليها.
وأغلق مؤشر"ستاندرد أند بورز 500" الأمريكى تعاملات الأسبوع الماضى على انخفاض بواقع 7.00نقطة، فى أعقاب ما نشر بأن مسئولين أمريكيين يعكفون حاليا على دراسة شطب الشركات الصينية من سوق الأسهم الأمريكية، كما تكبدت كبريات الشركات الصينية خلال تعاملات الجمعة الماضية خسائر كبيرة، حيث هبطت أسهم مجموعة "على بابا" الصينية، مسجلة 5.15%، فيما انخفضت أسعار أسهم "جيه دى. كوم" بنسبة 5.95%، وأيضا أسهم متصفح "بايدو إنك" بنسبة 3.6%
ونقلت الوكالة الأمريكية عن جينفر أليسون، خبيرة مختصة لدى مؤسسة "بى أو إس" قولها :" لا يمكن الاستهانة بتداعيات التصعيد الأمريكي...فتبعاته كفيلة بضرب معدلات النمو الاقتصادية العالمية، بسبب تقييد حركة التجارة العالمية، وتنذر بإثارة غضب الجانب الصينى إلى حد قد يقوده إلى اتخاذ رد فعل انتقامى والامتناع عن شراء سندات الخزانة الأمريكية".
وهو ما أكد عليه الخبير الاستراتيجى لدى مصرف"دويتشه بنك" الألمانى ألن روسكين، مشيرا إلى أن سعى واشنطن لوضع قيود على الاستثمارات الأمريكية فى الصين سيرتد سلبا على المصالح الأمريكية نظرا إلى أن الصين تضطلع بدور أكبر كمستثمر فى الأسواق الأمريكية مقارنة بالدور الأمريكى فى السوق الصينية.. كما أنه يبعث برسالة مقلقة للمستثمرين بأن العلاقات الأمريكية الصينية تشهد توترا شديدا إلى حد قد يصعب معه رؤية اتفاقا تجاريا قريبا.
وتوقع روسكين أن يصب ذلك فى صالح الأصول الآمنة مثل الذهب والعملات الرئيسية المنافسة للدولار مثل اليورو والين اليابانى بدعم افتراضية أن الصين ستلجأ جراء هذه الخطوة للبحث عن أسواق بديلة عن السوق الأمريكي.
كما نسبت بلومبرج إلى مايك كولينز، مختص فى إدارة الأصول ذات العوائد الثابتة لدى مؤسسة "بى جى أى إم" قوله :"ما نعهده حاليا ما هو إلا مثال حى على أن الحرب التجارية ستطول ولن تنتهى فى المستقبل القريب لتظل متأرجحة ما بين التصعيد تارة والتهدئة تارة أخرى دون اتفاق حقيقى".
ووردت تقارير صحفية مؤخرا بأن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يدرس شطب الشركات الصينية من سوق الأسهم الأمريكية، كخطوة تأتى جزءا من جهود أوسع تبذلها الإدارة الأمريكية من أجل تقليل الاستثمارات الأمريكية فى الشركات الصينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة