كان عزت حنفى تجسيدا لسطوة الجريمة وحدّة الخروج على القانون، طوال سنوات قضاها على رأس «حدائق الشياطين»، يزرع النباتات المخدرة ويتربح من ترويج السموم بين ملايين المصريين، حتى وجهت له الأجهزة الأمنية ضربة قاضية أنهت إمبراطورية الشر التى تزعمها، واليوم وبعد ثلاث عشرة سنة من رحيله تتجدد المعركة، وتقف الدولة والقانون مُعلنين عن نفسيهما بقوة على أنقاض «حدائق الشيطان» فى مسقط رأس شيطان الصعيد!
حوّل عزت حنفى جزيرة النخيلة فى محافظة أسيوط إلى وكر لزراعة المخدرات وترويجها، ودخل معارك محتدمة مع الأجهزة الأمنية بدءا من تسعينيات القرن الماضى، حتى نجحت الأخيرة فى الإيقاع به ومحاكمته بعد سنوات من نشاطه، لينتهى الأمر بإعدامه وتخليص المنطقة من بؤرة المخدرات التى صنعها، ليعود الهدوء إلى المنطقة بعدما انتهت قصة أخطر أباطرة الكيف. والآن، وعلى بُعد عدة كيلومترات من إمبراطورية عزت حنفى البائدة، حاول 8 تجار استعادة قصة الشر التى سطّرها، وإعادة سيناريو تحويل المنطقة إلى بؤرة للمخدرات، قبل أن تطالهم قبضة الأمن والقانون.
حرق حدائق الشيطان
فى منطقة «القصير شرق» بمركز القوصية، سعى عدد من الخارجين على القانون إلى صياغة إمبراطورية جديدة للشر والسموم، واستنساخ «حدائق الشيطان» التى أنشأها عزت حنفى قبل سنوات، لكن أعين الأمن كانت لهم بالمرصاد فى إطار الجهود المتواصلة لمكافحة الجريمة، والعمل على ملاحقة وضبط العناصر الإجرامية وحائزى المواد المخدرة بقصد التعاطى أو الاتجار.
كانت قد وصلت أنباء إلى قطاع مكافحة المخدرات، بإشراف اللواء محمد بركات، مفاده وجود زراعات مخدرات فى المنطقة، فأعد القطاع حملة موسعة بالتنسيق مع قطاعى الأمن الوطنى والأمن العام، بمشاركة الأمن المركزى ومديرية أمن أسيوط، استهدفت منطقة القصير شرق، لضبط العناصر الإجرامية الخطرة ومداهمة مناطق زراعات نبات القنب المخدر «البانجو».
اقتحام المزارع
ونجحت المجموعات الأمنية فى حصار المنطقة برا وبحرا، والسيطرة على مساحة أرض غير محيّزة مزروعة بنبات البانجو المخدر، بمساحة فدانين و22 قيراطا، إضافة إلى 3 أفدنة بنبات القنب، مغمورة بكاملها بالمياه نظرا لارتفاع منسوب النيل، فضلا عن مخزن به 500 كيلو جرام من نبات البانجو المخدر، وقد حررت القوة الأمنية المحضر اللازم واتخذت الإجراءات القانونية بشأن المضبوطات، مع إحراق المساحات المزروعة بالمخدر.
وثمّن خبراء أمنيون جهود مكافحة المخدرات فى القضاء على زراعة المواد المخدرة وحدائق الشيطان، خاصة فى المناطق النائية والوعرة ذات التضاريس الجغرافية الصعبة، التى يصعب الوصول إليها بسهولة، إلا أن رجال الشرطة يقتحمونها ويسيطرون عليها بكفاءة واقتدار، فى إطار جهودهم المتواصلة لمواجهة أنشطة الاتجار فى المخدرات وحصار رواج تلك السموم فى مصر.
وشدد الخبراء على أهمية مثل تلك المداهمات والضبطيات فى تحقيق عنصر الردع، وتجفيف منابع إنتاج المواد المخدرة ومنع تداولها فى الأسواق، مؤكدين أن اليقظة الأمنية تسهم فى رصد أية زراعات للمواد المخدرة والتعامل معها سريعا. وأوضح الخبراء أن جهود مكافحة المخدرات أسفرت خلال 4 سنوات عن إزالة 814 فدانا من الزراعات المخدرة، وضبط 98 طنا من مخدر الحشيش، و2230 كيلو جراما من الهيروين، و580 كيلو جراما من مخدر الكوكايين، و318 كيلو من مخدر الأفيون، و498 مليونا و118 ألفا و248 قرصا مخدرا، بإجمالى 178 ألفا و760 قضية شملت 196 ألفا و602 متهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة