تعددت خلال الفترة الماضية وقائع تخلص الزوجات من أزواجهن بقتلهم بسبب عشق الزوجات لآخرين، ومن بينها جريمة اهتزت لها مشاعر أهالي محافظة كفر الشيخ عامة وأهالي عزبة خميس التابعة لدار السلام بمركز بيلا، وذلك لبشاعة تنفيذها، فلم يكن في قلب الزوجة رحمة بزوجها المريض الذي أجريت له عملية جراحية بتركيب دعامة بعد عودته، فأشعلت فيه النار حياً، عقب اتفاقها مع عشيقها، أعماها الحب والعشق، وأغواها عشيقها للتخلص من الزوج المريض، ولم تتحرك مشاعرها لما فعله من أجلها، وهي تراه يحترق.
لم يكن يعلم المجني عليه "صلاح إ" 45 سنة الزوج العائد من رحلة كفاح بإحدى الدول العربية، أن نهايته تنتظره على يد زوجته، التى لم تمهله سوى أيام قليلة، لتتواصل الاتصالات بين الزوجة والعشيق ليتفقا على التخلص من الزوج، فكلا منهما لا يستطيع فراق الىخر، عقب علاقة آثمة أثناء غياب الزوج في رحلة كفاح بالخارج، فقررا التخلص منه، ليخلو لهما الجو.
وتعود تفاصيل الواقعة عندما سافر الزوج للعمل بإحدى الدول العربية، ليجلب له ولزوجته الاموال، وليوفر له ولأسرته ما يكفيهم، وفي ذلك الوقت تعرفت على جار لها عامل زراعي، ونسجت المقابلات علاقة بينهما تطورت لعلاقة غير شرعية، وفجأة عاد الزوج من سفره مريضاً بالقلب، وأرشده الاطباء بإجراء عملية جراحية، ولكي تسبك الزوجة دورها جيداً أظهرت فرحتها بعودته، ليكون معها ويأنس وحدتها، ولكنه لا يعلم أنها تدبر له النهاية مع شيطان الإنس، ظناً منهما أنهما سيكونان معاً طول العمر بعد التخلص من العزول الذي إن عاش برغم ملازمته للفراش، قد يعرف يوما ما عن علاقتهما إن تعددت مقابلتهما، فوجب التحلص منه.
وتبين من خلال التحقيقات وأقوال المتهمين أنهما عقدا النية للتخلص من الزوج، بحيلة، ولكن لعدم وجود الجريمة الكاملة، ولابد أن يترك الجناة دليلا على جريمتهم مهما كانت دقة حبكتها، فكشف تقرير المعمل الجنائي، عن وجود أثار "بنزين" حول الجثة، فكان سبباً في اكتشاف الجريمة.
واستيقظ أهالي عزبة خميس، التابعة لقرية دار السلام بمركز بيلا، على صراخ خارج من منزل المجني عليه، تجمع الأهالي وحاولوا السيطرة على النيران التي اشتعلت بمنزله، وبعد اخمادها تبين وفاته، وهم لا يعرفون حقيقية الأمر، كل ما تردد أن ماسا كهربائيا بمروحة أدى لحريق بالمنزل.
انتقل رجال الشرطة إلى المنزل المحترق، وبسؤال زوجته "ص.م"، 36 سنة، ربة منزل، أفادت بما رددته للأهالي بحدوث ماس كهربائي في المروحة، ما أدى إلى اشتعال النيران أثناء نوم زوجها، ظناً منها أن الأمر سيمر مرور الكرام، وأن جريمتها استحالة يتم اكتشافها، وبعد أخذ أقوالها، وعادت لمنزلها هدأت، وارتاح قلبها، وبدأت تفكر في أيامها القادمة، وأنها ستعيش حياتها.
ولم يصدق رجال المباحث تلك الرواية، وبإشراف اللواء محمود حسن، مدير أمن كفر الشيخ، واللواء هيثم عطا، مدير إدارة البحث الجنائي، شكل مدير إدارة البحث الجنائي فريق بحث ترأسه العميد عبد الفتاح المنشاوي، رئيس مباحث المديرية، ضم العقيد توفيق جاد، رئيس فرع البحث الجنائي بالحامول، والرائد محمد قطاطو، المفتش بالفرع، والرائد أحمد مصطفى عمر، رئيس مباحث مركز شرطة بيلا، ومعاونيه، لكشف حقيقة الواقعة.
وتواجد اللواء هيثم رضا ، مدير إدارة البحث الجنائي بمركز شرطة بيلا، يفكر في الجريمة، وتم وضع خطة، تم التركيز فيها على فحص علاقات المجني عليه، وما إذا كان بينه وبين أحد خلافات تؤدي لارتكاب الواقعة بإشعال النيران بالمنزل أو بقتله حرقاً، كما جرى فحص علاقات الزوجة، وتتبع الأرقام الصادرة والواردة لهاتفها المحمول، لربما قد تكون وراء الجريمة.
وتوصل فريق البحث الجنائي، إلى أن الزوج عاد من الخارج بعد إصابته بمرض في القلب، ليستقر بمنزله بعزبة خميس التابعة لقرية دار السلام بمركز بيلا، وتبين أن هناك علاقة بين الزوجة وجارها، بدأت أثناء سفر زوجها للعمل بالخارج، وتطورت الصداقة بينهما إلى علاقة غير شرعية.
وأعاد رجال المباحث، استجواب الزوجة بمركز شرطة بيلا، وتعددت الاسئلة لها حول كيفية حدوث الواقعة وزمن وكيفية اكتشافها، وبتضييق الخناق عليها، وبمواجهتها بالتحريات أقرت بارتكابها الواقعة للتخلص من زوجها المريض بالقلب، بمساعدة عشيقها ليخلو لهما الجو بعد وفاته.
وأكدت في اعترافاتها أنه بعد مرض زوجها عاد من الخارج وأجرى عملية جراحية في القلب ما جعلته ملازمًا للفراش، فاتفقت مع عشيقها " خ.م"43 سنة، عامل زراعي"، على التخلص منه ليلة الواقعة، حيث تناولت مع زوجها وجبة العشاء، وأعطته الدواء الذي وضعت به منوم، وعندما نام، اتصلت بعشيقها، لينفذا جريمتهما التي اتفقا على تنفيذها، وسكبا عليه البنزين وأشعلا فيه النيران، واعترفت بأنها مخطئه، ولم تكن تعلم أن جريمتهما ستنكشف.
وألقت المباحث على "ح.م"43 سنة، سائق جرار زراعي، وبمواجهته بما اعترفت به الزوج، أقر بأنه اتفق معها بالتخلص من الزوج بوضع المنوم في الدواء وعندما يخلد للنوم تتصل به الزوجه، وأحضر معه البنزين، وسكبا البنزين عليه وهو نائم واشعلا فيه النيران والتي امتدت لبعض محتويات المنزل، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة، ومازلت التحقيقات جارية في النيابة العامة.