كشفت التحقيقات فى قضية الزوج قاتل زوجته وأبنائه الـ4 بالساطور فى الفيوم ، مفاجآت جديدة وفق شهادات الشهود فى القضية ، على رأسها قيام المتهم بشراء الساطور المستخدم فى الجريمة قبل الواقعة بيوم من أحد باعة السكاكين بهدف استخدام السلاح فى ذبح ماشية كبيرة ، بالإضافة إلى ذهاب المتهم فور الواقعة إلى قسم الشرطة ليعترف تفصيليا بجريمته .
أوراق التحقيقات حصلت اليوم السابع على نسخة منها ومن بين الأوراق، أقوال الشهود في قضية قاتل زوجته وأبناءه الـ4 بإستخدام الساطور بشقته السكنية بمنطقة دلة بمدينة الفيوم بينما قررت محكمة جنايات وأمن الدولة العليا بالفيوم برئاسة المستشار ياسر محرم درويش، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين أحمد جنينة، ومحمود عبدالوهاب، إيداع المتهم مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بالعباسية لوضعه تحت الملاحظة لمدة 45 يوميا.
ووفقا لأوراق القضية ، جاءت أقوال الشاهد الأول وهو الملازم أول تامر علي عبد الرازق الضابط بقسم أول الفيوم والذى أكد أن المتهم حضر الي ديوان القسم وأبلغ عن مقتل زوجته وأبناءه ال4 بمحل إقامته وأنه قام بالتعدي عليهم وإزهاق أرواحهم مستخدما ساطور معللا ذلك بأنه تلقي إتصالا من أشخاص مجهولين بالتعدي علي زوجته جنسيا وقتل أولاده.
وجاءت أقوال الشاهد الثانى مصطفي إيهاب عبد الفتاح 22 سنة، صاحب محل سكاكين، بمدينة الفيوم أن المتهم حضر إليه الليلة السابقة لليلة ارتكاب الجريمة وطالبه بشراء ساطور ثقيل الوزن لرغبته في ذبح إحدى الماشية كبيرة الحجم وقام بشراءه ودفع ثمنه وأكد أن السلاح هو نفسه المضبوط بمسرح الجريمة.
وقال الشاهد الثالث قاسم محمد شعبان حارس عقار البرج أكد أنه كان متواجدا بغرفة الحراسة بمدخل البرج محل ارتكاب الواقعة خلال يوم ارتكاب الواقعة والليلة السابقة له ولم يشاهد أى شخص غريب يدخل أو يخرج من العقار من غير قاطنيه حيث أن العقار له مدخل واحد وغرفة الحراسة متواجدة في مواجهة هذا المدخل لمتابعة حركة الدخول والخروج طيلة الوقت.
ولفت إلى أن المتهم خرج في الحادية عشر و3 دقائق وتعرف عليه من الكاميرات مساء يوم الواقعة وعاد في الرابعة فجرا.
أما الشاهد الرابع فهو العميد رجب عبد الله رئيس قسم المباحث الجنائية بمديرية أمن الفيوم الذى أكد أن التحريات أكدت أن المتهم هو مرتكب الواقعة لمروره بضائقة مالية سببت له ضغوط نفسية لخوفه علي زوجته وأولاده من الخلافات والمديونيات عليهم حال مقاضاة دائنيه له واتجه للتنقيب عن الآثار آملا في العثور على آثار والخروج من هذه الضائقة وفكر في إزهاق أرواحهم لينجيهم من هذا المصير ووضع هذه الخطة الشيطانية وعقد العزم على إتمامها فقام بشراء ساطور وإختاره بعناية ليتحقق غايته واختار وقت تنفيذ جريمته وقت خلودهم للنوم حيث امسك بسلاح الجريمة وانهال على رأس زوجته فأحدث بها إصابات أودت بحياتها ثم تعدي علي باقي أبنائه المجني عليهم وأحدث إصاباتهم التي أودت بحياتهم.
كان النائب العام، أصدر قرار بإحالة المتهم، بقتل زوجته "كريمة.م.ع" (33 سنة-ربة منزل)، وأطفاله الأربعة "آية"، و"منة"، و"أنس"، وتسنيم"، بشقة الزوجية ببرج الملكة بمنطقة دله بمدخل مدينة الفيوم، منتصف يوليو الماضي، إلى محاكمة عاجلة أمام محكمة جنايات الفيوم، برقم 10098 جنايات قسم أول الفيوم لسنة 2019م.
كُشفت الواقعة، عندما توجه المتهم، إلى قسم أول شرطة الفيوم، للإبلاغ عن نفسه بأنه قتل زوجته وأبنائه الأربعة، بينهم طفل عمره سنة ونصف، مستخدما ساطور، معتقدا بأنه يحميهم من تهديدات تلقاها من بعض الأشخاص، باغتصاب وقتل زوجته وأولاده لخلافات بينهم بسبب التنقيب عن الآثار في منزل بقرية اللاهون بمركز الفيوم.
انتقلت مباحث قسم شرطة أول الفيوم، وقتها إلى مكان الواقعة، وتبين أن الأب المتهم، قتل زوجته "ك.م" (33 سنة-ربة منزل)، وأبنائه "أ.خ" (11 سنة-طالب بالصف الخامس الإبتدائي)، و"أ.خ" (8 سنوات-طالبة بالصف الثاني الإبتدائي)، و"م.خ" (4 سنوات)، و"ت.خ" (عام ونصف)، وذلك بسبب وجود خلافات بينه وبين آخرين معلومين لديه، بسبب التنقيب عن الآثار بمنزل اللاهون، وتلقيه تهديدات منهم بإغتصاب وقتل زوجته في حالة عدم تخليه عن ذلك.
وتوصلت مباحث الفيوم، إلى أن الأب المتهم، بادر بقتل زوجته وأبنائه مستخدما ساطور اشتراه من أحد الأماكن لمواجهة تهديدات هؤلاء الأشخاص، وبمعاينة مكان الجريمة، تبين وجود جثة الزوجة والطفلة الصغيرة أعلى سرير إحدى حجرات النوم وبجوارها على سرير آخر جثتا الطفلتين الثالثة والرابعة، كما عثر على جثة الطفل على سرير إحدى حجرات النوم الأخرى، وجميعهم يرتدون ملابسهم كاملة ومصابين بجروح قطعية وكسور بعظام الجمجمة.
انتقل فريق من نيابة بندر الفيوم، برئاسة أحمد مرزوق، وكيل نيابة البندر، وتحت إشراف محمد القاضي، رئيس النيابة، وسكرتارية تحقيق عماد يونان، إلى مكان الحادث، لمعاينة مكان الجريمة، ثم صرحت النيابة بنقل جثث الضحايا إلى مشرحة مستشفى الفيوم العام، للكشف عليها بواسطة مفتش الصحة لبيان ما بها من إصابات، واستدعت المتهم، الذي مثّل كيفية ارتكاب الواقعة.
وقال المتهم أمام النيابة: كنت أعمل في دولة الإمارات، ولدي مركز "جيم"، وعقب عودتي ذهبت إلى شقتي لأرى أولادي وزوجتي، توجهت لعملي بالمعهد الأزهري، وبعد الانتهاء من عملي تلقيت اتصالا هاتفيا من أفراد عصابة للآثار يهددوني باغتصاب زوجتي وقتلها وقتل أولادي في حالة التنقيب عن الآثار في منزل تابع لي بقرية اللاهون.
وأضاف المتهم: ذهبت لشراء ساطور من منطقة الروبي بمدينة الفيوم، ليلة الواقعة، وعندما سألتني زوجتي عن سبب ذلك، أخبرتها بأنه من أجل مواجهة أي هجوم علينا من مجهولين، وجلست مع أبنائي وزوجتي حتى خلدنا للنوم، واستيقظت مبكرا قبل أن يستيقظوا من نومهم جميعا، وفي السابعة والنصف صباح يوم الواقعة، الإثنين، قتلتهم حتى لا يقعون فريسة في يد هذه العصابة، وكنت سأنتحر بإلقاء نفسي من شرفة الشقة، ولكني قررت تسليم نفسي للشرطة، لبيان حقيقة الواقعة للناس.
وتابع المتهم: بدأت بقتل زوجتي بأن ضربتها 3 ضربات بالساطور على رأسها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ثم ضربت الطفلة الصغيرة بجوارها على السرير بإحدى حجرات النوم، 3 ضربات بالساطور أيضا، ثم الطفلتين الثالثة والرابعة على سرير مجاور بنفس الغرفة، ثم ضربت الطفل الأكبر على سرير إحدى حجرات النوم الأخرى بالساطور بنفس الطريقة.
ومع استمرار التحقيقات، تراجع المتهم عن روايته بأنه هو مرتكب الجريمة، واتهم 3 آخرين قال أنهم لم يتمكن من التعرف على هويتهم، لأنهم رشوا على وجهه اسبراي مخدر، واقتحموا شقته، وارتكبوا الواقعة، ثم وضعوا الساطور في يده ليكون دليل على ارتكابه الجريمة، ولكن النيابة فحصت عدد من الكاميرات المحيطة بمدخل البرج السكني، والتي لم تظهر دخول أو خروج مثل هؤلاء، وأظهرته عندما نزل من شقته عقب ارتكاب الواقعة.
وأضاف المدرس الأزهري المتهم، خلال التحقيقات، أن الثلاث أفراد الذين لم يتمكن من تحديد شكلهم وهويتهم، ضربوه ونفذوا الجريمة ثم هربوا، كما استمعت نيابة بندر الفيوم، لأقوال حارس البرج السكني، والذي أكد عدم دخول أو خروج أي شخص غريب عن المكان في هذا التوقيت.
وذكر المدرس الأزهري المتهم، أمام وكيل النيابة، أنه حصل على نقود من بعض المواطنين من قريته، لتشغيلها في مزارع لتربية الدواجن مقابل أرباح، وأنه لم يتمكن من سداد هذه المبالغ، ووقع إيصالات أمانة لكل من حصل منهم على مبالغ مالية، واستأجر صالة جيم في منطقة المسلة بالقرب من منزله كمشروع للتربح منه، وأثبت الأوراق التي حصلت عليها النيابة العامة، أن المتهم استأجر الشقة محل الجريمة، منذ شهر ونصف، بعد أن ترك مسقط رأسه قرية سنوفر بمركز الفيوم، لتراكم الديون عليه، واشتدت مطالبات عملائه بها.
وقال المدرس الأزهري المتهم، خلال التحقيقات، كنت أمر بضائقة مالية، وأسافر لدولة الإمارات أشتري شقق، لتأجيرها والتربح منها، وتوصلت تحريات المباحث إلى أن المتهم له تعاملات مالية مع آخرين، ويحصل على نقود من بعض المواطنين ويوقع على إيصالات أمانة، وأنه تعثر في سدادها، وعندما طالبه عملائه استأجر الشقة محل الجريمة وترك قريته.
واستدعت النيابة، أحد الأشخاص الذي اتهمه المدرس بتهديده بقتل زوجته وأولاده الأربعة، في واقعة التنقيب عن الآثار بقرية اللاهون، وقال "أشرف"، أمام النيابة أنه قال للمتهم فقط "لا تقترب من منزل مصطفى بقرية اللاهون، ولم يهدده بقتل أسرته واغتصاب الزوجة"، وقال "مصطفى" أمام النيابة، أنه زميل المدرس المتهم بالمعهد، وكان يعتقد أن تحت منزله قطع أثرية أرادوا استخراجها والاتجار فيها، وأخلت النيابة سبيلهم بعد الاستماع لأقوالهما، بعد أن جاءت تحريات المباحث بأن اتهام المدرس لهما غير صحيح.
كما استمعت النيابة، لوالد زوجة المدرس، وقال أن المتهم كان يعامل ابنته جيدا، ولم يكن يعاملها إلا بالخير ولم يكن يضربها، وكذلك شقيق زوجته الضحية وحرر محضر بالواقعة، قيد برقم 5189 لسنة 2019م إداري قسم شرطة أول الفيوم، وأخطرت النيابة للتحقيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة