رغم المحاولات الحثيثة للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، للحصول على دعم ومباركة دول الجوار الليبي، ليخوض الحرب فى ليبيا، ويتدخل عسكريًا لتحقيق مصالحه الاستعمارية، إلا أن الجميع رفض تأييد مخططه فى غزو الدولة العربية، دعمًا لحكومة الميليشيات، والتى تسمى مجلس الوفاق الليبى، مما اضطره إلى اللجوء للطرق الغير شرعية، وتهريب السلاح عبر عصابات لتجارة الأسلحة، و إرسال مرتزقة من المسلحين المنتمين لفصيل "فيلق الشام" الموالي لأنقرة، ليصل عدد المرتزقة الذين نقلتهم أنقرة إلى 1250، بعد أن أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، وصول 260 مسلحا سوريا آخرين اليوم إلى ليبيا.
ورغم تغريدات وزير الخارجية التركى، مولود شاويش أوغلو، على حسابه الرسمى بموقع "تويتر" بعد زيارته الجزائر، والتى قال فيها: سنرفع مستوى التعاون بين البلدين إلى مستوى المجلس الاستراتيجي، وسنقوم بالتعاون على أساس مصالحنا المشتركة بشأن القضايا الإقليمية، وخاصة الأزمة الليبية، إلا أن الصفعة كانت قوية حين جاء رد الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون، إنه "بعد تحليل عميق للوضع من كل جوانبه، بما فيها التدخلات العسكرية الأجنبية في التراب الليبي، اتفق الطرفان على تجنب أي إجراء عملي يزيد في تعكير الأجواء".
كما أكدت الجزائر على لسان وزير خارجيتها، صبري بوقادوم رفضها للتدخل العسكري في ليبيا، وطالبت باحترام حظر دخول الأسلحة إلى البلاد،ـ وأصبح هذا الكلام يعني أن الجزائر لن توافق على استعمال أراضيها كجسر للتدخل العسكري التركي في ليبيا، خاصة أن الجيش الوطني الليبي زاد من مساحة الحظر الجوي فوق العاصمة طرابلس.
وعلى نفس الصعيد أعلنت تونس حكومة وشعبًا رفضها التدخل الأجنبى فى ليبيا، مكذبة ما تردد حول اتفاق مع الرئيس التركي.
ودعت تركيا إلى مساعدة من جوار ليبيا، فى ظل تسارع معركة تحرير قلب طرابلس، التي يشنها الجيش الوطني، إلى الاستعانة بتجار السلاح والعمليات غير الشرعية لإدخال السلاح إلى ليبيا عبر المعابر التونسية.
الجزائر وليبيا
ولم تختلف الصورة كثيراً فى تونس، حيث أعلنت وزارة الداخلية التونسية، ضبط كمية من الأسلحة في الجنوب التونسى، قادمة من تركيا فى اتجاه ليبيا مهربة عن طريق عصابات تهريب السلاح، وذلك فى إطار استعدادها الأمنية لمواجهة الأزمة الليبية، التى قد تؤدى إلى تدفق الآف اللاجئين، وتسلل الإرهابيين من بينهم، بالإضافة إلى تهريب السلاح.
فيما حذرت الولايات المتحدة الأمريكية، أردوغان من خلال تشديد السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، على الحاجة إلى إنهاء التدخل الأجنبي التى وصفتها بـ "الخبيث" والقتال في ليبيا، داعية إلى سلام دائم إلى جانب الالتزام الدائم بحظر الأسلحة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حذر نظيره التركي رجب طيب أردوغان من مغبة التدخل العسكري التركي في ليبيا.
وقبل أيام، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن تحرك وحدات من الجيش التركي إلى ليبيا، وذلك للقتال إلى جانب ميليشيات طرابلس في معركتها ضد قوات الجيش الليبي.
وأفادت مصادر سورية، في وقت سابق بوصول قرابة 1000 مقاتل إلى ليبيا، في حين يستعد 1700 آخرون للالتحاق بساحات القتال في طرابلس بدعم من أنقرة.
الجزائر وليبيا
وأعطى السراج وأردوغان غطاءً لهذا التدخل، بعدما أبرما مذكرتي تفاهم في نوفمبر الماضي، الأولى تتعلق بترسيم الحدود البحرية بين الدولتين، والثانية تتيح لأنقرة إرسال جنود إلى ليبيا.
ولقي الاتفاقان معارضة ليبية قوية، إذ ألغاهما البرلمان وتعهد، وقرر إحالة الموقعين عليها للقضاء وقطع العلاقات مع تركيا.
وتمكن الجيش الليبي في إحراز تقدم خلال الأسابيع الأخيرة، بعدما أعلن قائده المشير خليفة حفتر انطلاق عملية حاسمة لتحرير قلب طرابلس التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة.
ويشن الجيش الوطني الليبي منذ أشهر حملة عسكرية واسعة، للقضاء على ميليشيات طرابلس التي تعمل تحت إمرة حكومة فايز السراج وتأتمر بأمر تنظيم الإخوان الإرهابي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة