يقول جمال حمدان فى الكتاب "ليس من السابق لأوانه إذن أن نحاول تقييما شاملا محيطا للمعركة بكل أبعادها وفى أوسع أطرها، ابتداء من تطوراتها الموضعية الميدانية إلى موقعها من الاستراتيجية العالمية برمتها، مرورا بكل أصدائها وإشعاعاتها وانعكاساتها العسكرية والسياسية وكذلك نتائجها".
وأضاف جمال حمدان "حقا قد يكون الوقت مبكرا نوعا للوصول إلى أحكام نهائية وانتهاءات قاطعة يقينية، ولكن هذا لا يمنع من المحاولة الاجتهادية، ولقد نشرت الصحافة العالمية بالفعل فيضا غزيرا من الكتابات السريعة أو الدقيقة والمخففة أو المعمقة، كما توفرت فورا مراكز الدراسات السياسية والاستراتيجية وأكاديميات الأبحاث العسكرية فى كل أركان الدنيا على تحليل المعركة وتشريحها بطريقة علمية منهجية، ولن يمضى وقت طويل حتى تتكون لدينا مكتبة كاملة وحافلة فى هذا المجال".
تحدث الكتاب عن التخطيط للحرب وما حدث فى وقتها وكذلك تحدث عن الجبهة السورية ولم يكتف بالجبهة المصرية بل تحدث عن الجانب السورى، وأشار إلى أن هزيمة يونيو وسيطرة العدو على أراضى شاسعة قد أفاد فى 73 ذلك أن جبهة الحرب اتسعت بالنسبة له كثيراً عما قبل 67، فتعدد الجبهات واتساعها أطال خطوطه الداخلية وبالتالى أرهق تحرك قواته على الجبهتين ومن ثم فشلت محاولته للانقضاض السريع المباغت كما حدث من قبل، وحتى توقيت المعركة واختيار المخططين لشهر أكتوبر ذلك لأن أنسب الشهور للحرب كان سبتمبر أو أكتوبر إذ أن الخريف أنسب الفصول فهو بعيد عن حرارة الصيف وبرودة الشتاء القاسية، كما اختار القادة المخططين أن يكون الهجوم فى وضح النهار، حيث لا يتوقع العدو أن يهاجم فالعمليات العسكرية إما أن تبدأ مع أول ضوء أو آخر ضوء، إضافة إلى توقيت الثانية ظهراً وتفضيله عن ساعات الصباح، حيث تكون عين العدو فى عين الشمس، كما يمنح الهجوم نهاراً للطيران والمدفعية فرصة كبيرة لضرب الأهداف بدقة وإحداث أكبر خسائر بثكنات العدو، وكذا الإفادة من ضوء النهار فى عملية العبور، حتى إذا ما حل الظلام وفاق العدو أصبح من الصعب عليه التحرك لأى عمل مجدى قبل الصباح، فى هذه الساعات تكون قواتنا قد وصلت إلى مرحلة نقل المعدات الثقيلة والرئيسية فلا يظهر أول ضوء إلا وجيشنا بأكمله على الضفة الشرقية.