على بُعد أكثر من 4 آلاف كم متر ووسط أدغال أفريقيا، وبالتحديد في قرية سيديو بالسنغال، كان هناك إماما لأحد المساجد لديه من الأبناء ما لا يقدر على إعالتهم، وكان أوسطهم طفل يدعى ساديو، أمره والده بالتوجه إلى منزل عمه والمكوث معه لأن المنزل لم يعد يكفيه هو وأخواته، فحمل الطفل أغراضه، الكرة والمصحف وحذاء قديم مهلك لا يحسن السير به، وتوجه إلى مسكنه الجديد.
وكانت تلك البداية لهذا الطفل، ففى الوقت الذى عاش فيه حياة شبه مُعدمة فى منزل عمه ومن قبله في بيت أبيه، كان هناك دائما حلم يراوده ولكنه لم يملك أدوات تحقيقه، فقد عشق كرة القدم ولعبها بحذائه المهلهل، فبعد أن يُنهى عمله كخادم للمسجد الذى يعمل فيه والده إماما، كان دائما يتجمع هو وأقرانه ممن كانوا فى عمره، ويلعبون في منطقة تبعد عن المنزل بعشرات المترات، ويعود مساءاً وهو في قمة نشوته بعد أن داعب معشوقته "الكرة".
وفي إحدى الليالي، أراد ساديو أن يحصل على فرصة في كرة القدم، فتوجه صوب المركز الرياضى بالمدينة التى يمكث فيها، وكانت هنا الصدمة، فعلى الرغم من إمكانيات اللاعب الكبيرة ومهاراته في ممارسة اللعبة، صُعق الطفل برد الشخص المسئول عن المركز: "كيف تريد أن تصبح لاعباً وأنت لا تملك حتى حذاء رياضياً؟"، وما كان من الطفل إلا أن يخرج حزينا من المركز، إلا أنه ساعده لاحقا فى تحقيق حلم وممارسة اللعبة.
ساديو مانى، ملك القارة السمراء، ذلك الرجل الذى عاش طفولة بائسة معدومة لا يملك حتى ثمناً لشراء حذاء جديد للعب الكرة، ساعدته نشأته الصعبة في الإحساس بالطبقات المُعدمة في بلده السنغال، فكان دائما سباقا للخير، يسعى إلى إسعاد كل من حوله، وظل قنوعا بما لديه، فهو يرى دائما أنه لا ينبغى على الشخص أن يملك أكثر من سيارة على الرغم من ثراءه الذي بات عليه.
ونشر موقع سكاي نيوز، تقريراً يكشف فيه نشأة اللاعب وكيف ساعدته بيئته التى ترعرع فيها في حب الخير لغيره كما يحبه لنفسه، وسبب حب الناس الكبير له في بلده وخارجها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة