حافظ على مصر، فى وقت اعتقد البعض أنها قد تكون قد ضاعت بغير رجعة، ثم أنقذها من أزمتها الاقتصادية الطاحنة، وراح يضخ إمكانياته فى شرايينها حتى عادت إليها الروح، واستخدم معداته الثقيلة، وخبرات ومهارات رجاله فى تمهيد الطرق وإعادة الإعمار، وقام خبراؤه بالإشراف على النهضة وإعادة البناء والعمران، التى نراها فى كل شبر من مصر، ورغم أنه أدى واجبه بكل شرف واحترافية، فى ميدان لا يقل صعوبة عن جبهة القتال، قالوا إن جيش مصر يزاحم القطاع الخاص، وقالوا إن الجيش ترك مهمته الأساسية وتفرغ لبيع المكرونة، والفلفل، والسمك واللحمة، تخرصوا على دور ورسالة الجيش الذى تربطه علاقة خاصة بالشعب المصرى، ليس حبا من هؤلاء المتخرصين فى الشعب المصرى، ولكن كرها فى خير أجناد الأرض الشرفاء الذين تربوا فى مدرسة الوطنية والشرف والعزة، والذين انتشلوا مصر من فخ تبعات ما يسمى كذبا بثورات الربيع العربى، واستردوا البلد ممن أرادوا اختطافها رهينة على أيدى جماعة الإخوان،.. عندهم "تار بايت" مع الجيش المصرى، ومع كل من لبس المموه والبدلة الميرى، قالوا كثيرا، وراحت أبواقهم العميلة المأجورة التى تنفث سمومها من الأراضى الأردوغانية تحول كل إنجاز للجيش المصرى – وهى ما شاء الله هى بعشرات الآلاف – الى مسالب، وتخرصوا كثيرا على دور الجيش المصرى الذى لولاه لجاعت مصر، ولتفككت أوصالها ولكان مصيرها مثل مصير ليبيا والسودان وسوريا واليمن والعراق ولبنان، كانوا يريدوننا لقمة سائغة على موائد اللئام، تخرصوا على دور الجيش الاقتصادى، ونعتوا رجاله بأوصاف من قاموسهم العفن، وعندما قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بجولاته فى السنوات الأخيرة شرقا وغربا من أجل تحديث الجيش المصرى، وعقد صفقات سلاح لتطوير ترسانته، وإمداده بأحدث الأسلحة والمعدات، ورفع الكفاءات التدريبية لأفراده، لم يعجبهم الأمر، ولم يأت على هواهم ولا هوى من يأويهم حتى يستنفد دورهم المشين، وواصلوا تخرصهم وسبابهم وأكاذيبهم، وقالوا للمغيبين: السيسى يهدر أموال المصريين فى شراء سلاح لا قيمة له، ولا استخدام، وتساءلوا : لماذا حاملتى طائرات (الميسترال) ولماذا الغواصات؟ وما هى الدواعى والمخاطر التى تجعل مصر التى تعانى من صعوبات اقتصادية، تشترى الرفال الأحدث فى المقاتلات الفرنسية؟ ولماذا الغواصات الألمانية؟ وواصلوا سيل الأكاذيب التى لا تهدأ وتساءلوا عن دوافع مصر لإنشاء قاعدة بحجم قاعدة محمد نجيب العسكرية فى البحر المتوسط ؟ وما هى المخاطر الآتية من البحر المتوسط لكى نستعد لها بهذا الاستعداد ؟! ولكن ومع اكتشاف حقل ظهر للغاز، وما استتبعه من اكتشافات أخرى مرتقبه فى شرق المتوسط، مصحوبة بتحرشات تركية، ومع تطورات الأحداث فى ليبيا عرف المواطن الإجابة، وأين ذهبت أمواله، ثم فاجأ الرئيس عبد الفتاح السيسى العالم أول أمس بقاعد برنيس، لتكون القاعدة الأكبر والأهم فى حوض البحر الأحمر وأفريقيا .. شعرت بالفخر بمصريتى، وبقوة واحترافية جيش بلدى، وشعرت بالأمان الحقيقى على مقدرات مصر وحقوقها ومكتسباتها وأنا أحبس أنفاسى متابعا لتفاصيل المناورة الإستراتيجية الأكبر فى تاريخ مصر " قادر 2020 " ولكن لماذا برنيس الآن ؟ الإجابة كانت على لسان العقيد ياسر وهبة فى ختام المناورة قادر، الذى تفوق على نفسه هذه المرة واستطاع بكلماته، ونبرات صوته، وإيماءاته أن يوصل كل الرسائل التى أرادت مصر أن توصلها للذين يحاولون العبث بأمن شرق البحر المتوسط ، وبحقوق مصر الاقتصادية فى الشمال والشرق وفى الجنوب، وبهؤلاء الذين يمكن أن يتصوروا أن مصر ستقف قليلة الحيلة عاجزة عن حماية مكتسباتها، وضمان أمنها، ومفهوم الأمن يمتد ليشمل "لقمة العيش" و"شربة الميه " قال : إن مصر التى تمد أياديها بالخير والسلام، والمحبة الى كل دول العالم، هى ذاتها التى ستدافع عن حقوقها ومكتسبات شعبها بكل ما آتاها الله من قوة ..ومصر لم تكن يوما دولة معتدية أو مغتصبة لحقوق الآخرين، أو طامعة فى خيراتهم، ( أو معوقة لتنمية أحد ) .. والأنشطة التى تمت ما هى الا عرض لبعض امكانيات الجيش المصرى الذى يردد رجاله النشيد الخالد للشاعر و الأديب المصرى مصطفى صادق الرافعى :اسلمى يامصر اننى الفدا..
ذى يدى إن مدت الدنيا يدا.. أبدا لن تستكينى أبدا ..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة