فجأة وبدون مقدمات - ووسط انشغال الجميع بالسعى نحو الهدف الأسمى فى المرحلة الحالية بالتأهل لدور الثمانية بدورى أبطال أفريقيا الذى يواجه تحقيقه صعوبات ولكنها ليست مستحيلة ــ اشتعلت الأوضاع داخل النادى الأهلى بشكل قلما يتكرر بصفوف الفريق الأحمر، بعد أزمة المغربى وليد أزارو مع المدير الفنى فايلر.
ووسط تفاصيل كثيرة حول ما حدث وصلت لحد تأكيد البعض أن أزارو حاول التهجم فعليا على فايلر وبعد تدخل بعض من توجدوا فى الواقعة، أخرج اللاعب غضبه ضد فايلر فى لوح زجاجى داخل غرفة الملابس.. يبقى تفاصيل أكثر حول الأسباب التى أدت إلى أن أصبح الوضع كما هو عليه الآن؟
أزارو مؤكد أنه وصل لمرحلة لم تعد بالنسبة له محتملة من الغضب تجاه تجاهل فايلر لوجوده مع الفريق، زد عليها الضغوط الناتجة عن التعاقد مع المهاجم السنغالى اليو بادجى، وشعور اللاعب المغربى أن ذلك سيكون على حسابه، ليخلق بداخله دوافع مستميتة للمشاركة فى المباريات فى محاولة لإثبات جدارته بالبقاء داخل الأهلى، وجاء استبعاده من لقاء طنطا ليكون بمثابة القشة التى قصمت ظهير البعير، وبسببها ترجم أزارو الكبت المدفون بداخله إلى واقع ليتحول من مستوى الوعى، إلى مستوى اللاوعى، ليفعل ما فعله مع مدربه.
ما سبق مجرد تحليل لتداعيات الواقعة، لكنه لا يعنى تبرير موقف أزارو الذى أخطأ بأى حال من الأحوال وتجاوز دوره كلاعب أمام المدير الفنى صاحب الحق الأساسى والأصيل فى إشراك من يريد من اللاعبين، وبالتالى يستحق العقاب بكل أنواعه سواء ماديا أو بالتجميد والاستبعاد النهائى من الفريق ليكون عظة لغيره من اللاعبين.
نأتى إلى موقف فايلر فى الواقعة.. أراه يتحمل جزءا من مسئولية ما حدث، إذ يتوجب على أى مدرب أن يبنى جسرا من الثقة بينه وبين اللاعبين سواء من يشارك أو البعيد عن المباريات، ما يترتب عليه شعور الجميع بالعدل من قراراته، وما حدث يكشف أن المدرب السويسرى لم يصل - حتى الآن بعد مرور قرابة أربعة أشهر على تواجده مع الأهلى - إلى إقناع اللاعبين بشخصيته ومن ثم الانصياع لقراراته وتنفيذها دون تذمر أو تمرد.
بعيدا عن أزارو وفايلر.. ماذا عن موقف إدارة الأهلى من تلك الواقعة المشينة التى تعاكس المحاولات الدائمة لترسيخ فكرة المبادئ والقيم داخل النادى الأحمر؟.. على الأقل يجب التدخل بعقد جلسة سريعة وحاسمة مع الفريق والتأكيد على منح المدير الفنى كافة الصلاحيات لاتخاذ ما يراه صالحا من قرارات سواء فنية أو تأديبية، حتى ينصاع اللاعبين لأوامره ولا تخرج الأمور عن السيطرة بما يهدد استقرار الفريق.
أزمة أزارو مع فايلر ليست الوحيدة من بين اللاعبين، فهناك صراع آخر بطله صالح جمعة الذى يعانى من التجميد لدرجة أنه لم يشارك فى أى دقيقة مع الأهلى هذا الموسم، ما دفعه بعد فترة من محاولة التزام الهدوء ليتغيب عن التدريبات الأخيرة دون إذن ليؤكد هو الآخر تمرده على المدير الفنى.. وكلها أوضاع تحتاج الضرب بيد من حديد للحفاظ على سمعة الأهلى الذى دائما وأبدا يعلى من المبادئ على أى لاعب مهما كانت قيمته ونجوميته، ولنا فى ذلك أمثلة تاريخية كثيرة ومعروفة لا يسعنا الوقت ولا المساحة لسردها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة