تمكن علماء من فك سر تلوين صنم خشبى قديم يرمز إلى الإله "خالق الأرض" أو باتشاكاماك" فى الاعتقاد القديم لحضارة الإنكا، باللون الأحمر، حيث عثر على التمثال، فى الموقع الأثرى الشهير باتشاكاماك الواقع على بعد 31 كم جنوب شرق ليما عاصمة بيرو، وخلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر، كان الموقع بمثابة الملاذ الرئيسى لسكان الإنكا.
قال المؤرخون الإسبان إن أصنام باتشاكاماك دمرت بالكامل عندما وقع غزو إمبراطورية الانكا فى جبال الأنديز، ولكن اكتشاف تمثال خشبى لهذا المعبود نفى الاعتقاد بأنه دمر بالكامل، ووجد العلماء أن التمثال الخشبى بحجم كرة السلة، الذى عثر عليه عام 1938، نجا من دمار الغزاة الإسبان، وكشف الآن عن سر جديد يتعلق بطبيعة اللون الأحمر الذى لوحظ عليه، والذى أثار شكوكا بشأن كونه بقايا دم تعود إلى ممارسات تقديم القرابين القديمة.
تمثال خالق الأرض عند الانكا
وتمكن العلماء الآن من فك سر التلوين الأحمر للصنم الخشبى باستخدام تحليل كيميائى غير مدمر، ووجدوا أن هذا اللون لم يكن الوحيد الموجود على القطعة الخشبية، حيث عثر على اللون الأبيض على شكل الأسنان فى التمثال واللون الأصفر على بعض المناطق فى غطاء الرأس.
واكتشف العلماء أن اللون الأحمر على التمثال لم يكن دما، ولكنه عبارة عن زئبق من مادة تعرف باسم الزنجفر، وهى معدن معروف فى تلك المنطقة لأكثر من 2000 سنة.
#Archéologie précolombienne : les couleurs de l'idole de #Pachacamac enfin révélées (via @franceinter) par
— Dominique Garcia (@GarciaDInrap) January 16, 2020
le Laboratoire d'Archéologie Moléculaire et Structurale (@CNRS- @Sorbonne_Univ_ ) qui date aussi au 14C la célèbre statue de #Pachacamac de 731.
https://t.co/XSezfSpipw pic.twitter.com/n1o8n38iRx
وعثر على مصادر الزنجفر فى جبال الأنديز على بعد نحو 400 كم من موقع باتشاكاماك، ولذلك يعتقد العلماء أنه وضع هذا اللون عن قصد لإظهار القوة الاقتصادية والسياسية، من خلال حمل الصنم لصبغة تأتي من منطقة بعيدة، على الرغم من توفر الألوان الأخرى في الموقع.
ووفقا لنتائج الدراسة، فإن الخشب تم قطعه ونحته، على الأغلب، فى الفترة ما بين عامى 760 و876 ميلادى، وهذا يشير إلى أن التمثال كان يعبد لمدة 700 عام تقريبا قبل الغزو الإسبانى للمنطقة.
وقال العلماء إن تعدد الألوان فيما يسمى بـ"صنم باتشاكاماك" (Pachacamac Idol)، بما فى ذلك وجود الزنجفر توضح "أهمية المعبود بالنسبة لأولئك الذين يعبدونه"، وأضافوا أن تعدد الألوان "يضيف بعدًا ماديا جديدا للعبادة والحج في منطقة الأنديز".