تراجعت إيران مجددا على ارسال الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية المنكوبة بوينج 737، وقال حسن رضائى فر مدير مكتب الحوادث الجوية بمنظمة الطيران المدنى الإيرانية: الصندوق الأسود موجود الآن فى هيئة الطيران المدنى الإيرانية وسنحاول قراءته داخل إيران"، فى الوقت نفسه قال المسئول الإيرانى أنه فى حال تعذر على إيران "سيكون خياراتنا التالية هى أوكرانيا وفرنسا" بحسب وكالة أنباء إيرنا.
وظهرت حالة من الارتباك والتخبط وتناقض فى تصريح المسئولين الإيرانيين، حيث نفت طهران اتخاذ قرار بشأن إرسال الصندوقين الأسودين إلى كييف، وفى وقت سابق قال رضائى فر نفسه أمس بحسب وكالة تسنيم أنه سيتم ارسالها إلى كييف، وذلك فى اعقاب إقرار الحرس الثورى الإيرانى اسقاط طائرة أوكرانية فجر الأربعاء 8 يناير الجارى، تابعة لشركة "خطوط الطيران الدولى الأوكرانية" بصاروخ إيرانى عن طريق الخطأ، بعد إقلاعها بدقائق من مطار الإمام الخمينى الدولى فى طهران، وكانت متوجهة إلى كييف، ما أسفر عن مصرع 176 شخصا من جنسيات مختلفة.
وفى السياق نفسه، سلمت إيران جثامين 150 من ضحايا الطائرة المنكوبة إلى أوكرانيا، واعلنت هيئة الطب الشرعى فى إيران تسلمت الجثامين ضحايا إلى كييف، ووصل تعداد الجثامين إلى 150.
ووفقا لتقارير أوكرانية، وصلت جثامين الضحايا الأوكرانيين مطار بوريسبيل الدولى بالعاصمة كييف اليوم الأحد على متن طائرة من إيران عند الساعة 11:00 صباحاً بالتوقيت المحلي.
وحُملت النعوش الملفوفة بالعلم الأوكرانى واحدا تلو الآخر من على متن الطائرة العسكرية التى أعادت الجثث فى حضور الرئيس فولوديمير زيلينسكى فى مطار بوريسبيل الدولى بكييف ونقلت لعربات كانت متوقفة لنقله، ورفع الجنود أعلاما تمثل الجنسيات المختلفة لمن قتلوا على متن الطائرة.
وجاء أقارب الضحايا للمطار وهم يحملون الأزهار بينما وقف موظفون فى شركة الطيران، بعضهم غالبته الدموع، عند المدرج.
وبدأت مراسم تكريم الضحايا بعد ذلك مباشرة بمشاركة كبار المسؤولين الأوكرانيين، بمن فيهم الرئيس فولوديمير زيلينسكى ورئيس الوزراء أوليكسى هونتشاروك ووزير الخارجية فاديم بريستايكو ورئيس البرلمان دميترى رازومكوف، إضافة إلى أهلهم وذويهم.
وأغلب من كانوا على متن الطائرة المنكوبة من الإيرانيين أو مزدوجى الجنسية. وكان لكندا 57 مواطنا بين الضحايا. وتسعة من بين الضحايا الأوكرانيين هم أفراد الطاقم.
وفى كندا، شارك العشرات من أهالى ضحايا الطائرة الأوكرانية بوقفة تأبينية على أرواح الضحايا وسط حالة من الحزن والبكاء، وحث رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو إيران، على إرسال مسجلى محادثات قمرة القيادة وبيانات الرحلة للطائرة الأوكرانية التى تحطمت قرب طهران إلى فرنسا لتحليلهما وقال إن أولى رفات الضحايا يجب أن تعود قريبا إلى كندا.
وقال ترودو إن حكومته ستوفر 25 ألف دولار كندى (19.1 ألف دولار أميركي) لأسرة كل مواطن كندى أو مقيم إقامة دائمة بكندا، ذهب ضحية لإسقاط الطائرة الأسبوع الماضي.
وبخلاف الضغوط التى ستمارس على إيران بسبب الحادث من قبل بلدان الضحايا وذويهم، ستخسر ما يقرب من 350 دولار بسبب امتناع شركات الطيران الأجنبية من استخدام مجالها الجوى، بعد أن أطلقت شركات الطيران الدولية الكبرى تحذيرا لطائراتها من العبور من المجال الجوى الإيرانى، وبدأت الطائرات فى تحويل رحلاتها من إيران.
وإضافة إلى ذلك سيتكبد قطاع السياحة فى إيران خسائر كبرى، بسبب الغاء رحلات السياحة فى ظل عقوبات شديدة على الاقتصاد الإيراني.
ووفقا لصحيفة مردم سالارى الإيرانية فى تقرير سابق لها، أن إلغاء رحلات الطيران الأجنبى للبلاد سيؤدى إلى الإضرار بقطاع السياحة بعد انقطاع الرحلات السياحية عن البلاد، وبحسب حرمت الله رفيعى رئيس جمعية وكالات السفر والطيران فى إيران، فإن الرحلات السياحية قامت إلغاء سفرها إلى إيران، مؤكدا على أن ذلك سيلحق أضرار بقطاع السياحة فى ظل وجود عقوبات مشددة أيضا على البلاد.
وقالت الصحيفة، إن إيران كانت ممرا هاما للرحلات الجوية بين أوروبا وآسيا، وإلغاء الرحلات إلى إيران أو مرورها عبر سماء البلاد سيلحق أضرارا كبيرة للبلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة