أثارت واقعة التحرش بفتاة المنصورة الكثير من الجدل وردود الفعل الغاضبة على المستوى الاجتماعي، حيث أصبحت مشكلة التحرش الجنسي تحدث بشكل متزايد، وهو ما قد يدفع البعض إلى طرح سؤال عما قد يدور فى عقل الضحية التى يقع عليها الهجوم من المتحرش، وكيف يمكن فهم المشكلة جيدا.
علم الدماغ يمكن أن يساعد في تفسير التحرش الجنسي، الذى تختلف أسبابه من شخص لآخر ومن حالة إلى أخرى، فمثلا قد تلعب التنشئة الاجتماعية دورا فى هذا السلوك، وبعض القيم الأخلاقية وتزايد حالات الطلاق والاختلافات الثقافية أو انتهاز المواقف فى العمل.
وفقا لتقرير موقع "acasa" فإن المعلومات التي تأتي إلى دماغ الضحية وجسمها أثناء الاعتداء الجنسي هي الصدمة ، والتهديد ، والرعب، فأثناء الاعتداء الجنسي، فإن هناك جزءا فى المخ يسمى اللوزة، وهو الجزء الأكثر مسئولية عن الشعور بالخوف، يعطى جسمك إنذارا بأن هناك تهديدا، وسيقوم المخ بإرسال إشارات إلى الغدة النخامية والغدة النخامية الغدة الكظرية، وسوف يكون هناك فيضان هرموني في جسم الضحية.
غالبًا ما تكون مادة الكاتيكولامينات ، التي تفرزها الغدة الكظرية خلال الحادث الصادم، في مستويات عالية جدًا أثناء الاعتداء، وهذه الهرمونات مفيدة جدا للاستجابة للقتال، ومع ذلك، فإنها تضعف الدوائر الموجودة في المخ والتي تتحكم في التفكير العقلاني، لذا فإن أجزاء القشرة المخية قبل الجبهية التي تسمح للبشر بالقيام بالشئ الصحيح لا تعمل عند مستوياتها المثلى.
كما يتم إطلاق المواد الأفيونية ، وهي الهرمونات التي تعمل مثل المورفين الطبيعي في الجسم ، في مستويات عالية للغاية أثناء الاعتداء الجنسي والتى تمنع الألم الجسدي والعاطفي.
ومع ذلك، نظرًا لأن المواد الأفيونية تعمل مثل المورفين، فإن التأثير الذي قد تتعرض له الضحية أثناء الهجوم وبعد ذلك قد يكون سطحى للغاية لا يصدق.
وبالنسبة لهؤلاء الضحايا ، فإنهم لا يقاتلون أو يفرون من الموقف، بسبب تجمد جسمهم نتيجة هذا التنشيط الهرموني بواسطة الغدد الكظرية والنخامية، والتى يمكن أن يؤدي إلى إغلاق كامل في الجسم، وهو ما يسمى بالتصلب العصبي وعدم القدرة على الحركة، وهو استجابة تلقائية للجسم.