البداية، كانت أوروبية، رأينا النادى الأهلى كيف كان يؤدى فى الملعب، وكأنه يعزف سيمفونية رائعة، يصول ويجول ويمرر ويتحرك لاعبوه وكأنهم لاعبو باليه، بالكرة ودون الكرة، وشعر الجمهور الأهلاوى بأنه أخيرا وبعد طوال سنوات عجاف، وجد ضالته فى المدرب السويسرى «رينيه فايلر» ليعيد مجد القلعة الحمراء التى سطرها الساحر البرتغالى مانويل جوزيه.
وارتفع سقف طموح الجمهور الأهلاوى، ليناطح السحاب، مع كل مباراة يخوضها الفريق، محققًا الانتصار تلو الآخر، وبأداء ولا أروع، ونال الجهاز الفنى نصيب الأسد من الإشادة، من الجميع، خبراء ومحللين ونقاد، الجميع تحدث عن عبقرية فايلر، وقدرته على إجراء عملية تدوير اللاعبين، وكأنه جراح ماهر، دون أن يتأثر الفريق بغياب لاعب، أو أكثر.
وعقب توالى المباريات، بدأ منحنى الأداء للفريق فى التراجع تدريجيا، حتى وصل إلى درجة «البؤس» فى مباراة بلاتينيوم فى زيمبابوى، الفريق الأضعف فى بطولة رابطة الأبطال الأفريقية، والذى لم يحصل إلا على نقطة واحدة، كانت من «رصيد» الأهلى، واستمر الأداء المرتبك، ووصل قمته فى مباراة النجم الساحلى مساء أمس أول.
نعم، الأهلى، ورغم فوزه بالنقاط الثلاث بالانتصار على النجم الساحلى، والتى وضعته فى الصورة، للصعود عن المجموعة المعقدة، شرط التعادل أو الفوز على نادى الهلال فى السودان، لكن تبقى الملاحظات الخطيرة التالية والتى يجب على لجنة التخطيط بقيادة الأسطورة محمود الخطيب، التدخل فورا والاجتماع مع فايلر وجهازه لتلافيها.
الملاحظة الأول: إصرار فايلر على الدفع بأحمد الشيخ ومروان محسن، الأسوأ فى صفوف الفريق، ولم يقدما شيئا مهما يمكن إقناع الجمهور به.
الملاحظة الثانية: ما هى العبقرية فى توظيف لاعبين فى غير مراكزهم، مداما أداؤهم يتراجع وينهار ويصبحون عالة على الفريق، فكهربا يؤدى بشكل رائع فى الناحية اليسرى، وعندما يلعب فى الناحية اليمنى، يصاب بالشلل التام، ونفس الأمر أحمد الشيخ وآجاى وحسين الشحات، وهل هذه التغييرات هدفها إثبات أن المدرب عبقرى، على حساب الفريق؟!
الملاحظة الثالثة: هناك تراجع مخيف وحالة من عدم التركيز الشديد، و«التوهان» فى الملعب، أصابت رامى ربيعة ومحمد هانى وعمرو السولية، وأصبح «ترقيصهم» والمرور منهم بكل سهولة ويسر، وصاروا نقطة ضعف مرعبة فى الدفاع الأهلاوى.
الملاحظة الرابعة: أصبحت الفردية سمة واضحة لبعض اللاعبين، مثل حسين الشحات ومحمد أفشة وأحمد الشيخ، وتحول الأداء الجماعى للفريق فى بداية تولى فايلر، إلى لعب فردى، وتمرير غير متقن، وفقدان الكرة بكل سهولة ويسر.
الملاحظة الخامسة: وهى الأخطر، فقد لوحظ فى الفترة الأخيرة، حالة تسيب وعدم ضبط وربط فى الفريق، وزادت نعرات الاعتراض والاحتجاج، وكأن هناك حالة تمرد داخل صفوف الفريق، وانفلات «لجام» الحسم والربط والالتزام من يد سيد عبدالحفيظ مدير الكرة، ما يستوجب تدخلا جراحيا عاجلا وسريعا.
الملاحظة السادسة: لا يجب للجنة الخطة والتطوير، ترك فايلر يبتعد عن الواقع، ويلجأ للخيال المتطرف بوضع تشكيلات خزعبلاية، وعدم توظيف اللاعبين فى أماكنهم، لأن نتائجه وخيمة.
هذه الملاحظات الست نضعها على طاولة لجنة التخطيط برئاسة أفضل من داعبت أقدامه كرة القدم فى مصر والوطن العربى وأفريقيا، محمود الخطيب، لدراستها والوقوف أمامها، وعدم ترك الجهاز الفنى يدشن قرارات مطلقة، لا راد فيها، لأن النصح والإرشاد أمور مهمة، وتصحيح الأخطاء أمر وجوبى..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة