صدرت رواية "أيام الإنسان السبعة" للكاتب الكبير عبد الحكيم قاسم فى سنة 1969 وتدور رواية "أيام الإنسان السبعة" فى القرية المصرية فى جانب لم يكتبه أحد من قبل هو حياة الدراويش، هؤلاء الفلاحون الفقراء الذين يقضون نهارهم فى الحقول، وحين يأتى المساء يتوجهون إلى "الحضرة"، حيث الذكر والإنشاد بعد الصلاة، وحيث الحلم باليوم الذى يذهبون فيه إلى مولد السيد أحمد البدوى فى طنطا.
وتدور الرواية حول الطفل عبد العزيز محور كل شىء حوله، فى امتداد الدائرة الحياتية التى يتحرك فيها ضمن عائلة قروية، ينتمى عائلها إلى مجموعة صوفية، داخل القرية، أقول لو فعل النقاد ذلك لعرفوا أن الرواية هى من النوع الذى يسميه نقاد الرواية "رواية التكوين".
وعبد الحكيم قاسم من الكتاب الكبار (1934- 1990) يقدمه النقاد باسم "كاتب القرية"، وذلك لأنه أجاد الوصف العميق للحياة داخل الريف المصرى وكيف كان يعيش الفقراء والمتصوفون داخل القرية بناء عن تجارب واقعية عاشها قاسم فى قريته مؤكدين أنه استطاع أن يختار لنفسه ألفاظ خاصة لم يتناولها أحد من كتاب جيله ممن كتبوا عن الريف المصرى، وقال عنه الناقد عبد المنعم تليمة أن قاسم أجاد تصوير حياة المتصوفين داخل القرية لافتا إلى أن الصوفية التى كان يقصدها هى الصوفية الشعبية غير المرتبطة بسنن أو نصوص مقدسة.
بينما يقول عنه الناقد يسرى عبد الله، إن عامل الزمن كان واضحا فى كثير من روايات قاسم وخاصة رواية "أيام الإنسان السبعة" بداية من العنوان مرورا بالفصول التى كان كل منها يحتوى على عامل زمنى وصولا بخاتمتها التى تضمنت الوداع بمعنى رحيل عالم ومجىء عالم آخر.
وأضاف عبد الله، أن قاسم كان لديه وعى حاد بالانحراف عن الصيغ اللغوية التقليدية وقد ظهر ذلك فى تصويره بعض المشاهد التى يستطيع القارئ تخيلها أثناء القراءة.