قام الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والاثار بجولة فى بعض المناطق الأثرية بمحافظة المنيا، شملت جبل الطير ومنطقة آثار البهنسا، للاطلاع على حالتها وما تحتاج له من عمليات ترميم وإصلاح، ورفع كفاءة الخدمات السياحية بتلك المناطق.
ووجه العنانى ببدء أعمال الترميم فورا فى منطقة مقابر آل البيت المتواجدة بمنطقة البهنسا في محافظة المنيا، بتكلفة تقديرية 40 مليون جنيه، منتقدا حالة التردى التى وصلت لها المنطقة، والإهمال الذى تشهده على الرغم من أهميتها التاريخية والدينية.
وعبر العنانى عن غضبه من الحالة المتردية التى وجدت عليها مقابر آل البيت فى منطقة البهنسا بالمنيا، ووجه لوما للمسئولين فى المنطقة لعدم بدء عملية الترميم قائلا: "كنت فاكر هاجى ألاقى سقالات وناس شغالة"، وأجرى الوزير عددا من الاتصالات وهو فى محيط المكان لبدء عمليات الترميم فورا.
وأكد العنانى على أهمية هذه المنطقة والتى تستقبل زوارا بالمئات من داخل مصر، وكذلك سائحين من بعض دول شرق آسيا، مشددا على أن المنطقة تحتاج مشروعا كبيرا حتى تكون صالحة للزيارة، وسيتم على شقين أحدهما داخل المنطقة الأثرية والثانى فى محيط المنطقة الأثرية.
وعن الداخل أشار الوزير إلى أن القباب تحتاج إلى درء خطورة بشكل سريع ثم عمليات ترميم، حيث لم تشهد الـ18 قبة أى عملية ترميم منذ تسجيلها فى 2001، وستبدأ عملية الترميم فى غضون أسبوعين وستتم على مراحل، لافتا إلى أنها قباب أثرية لا تٌقدر بثمن.
وأقال الدكتور العنانى مدير مكتب هيئة تنشيط السياحة فى المنيا بعد أن تغيب عن جولة الوزير لبعض المناطق الأثرية فى محافظة المنيا، وخلال جولة طلب الدكتور العنانى بمنطقة آثار البهنسا طلب الاستماع لبعض المعلومات عن طبع "فلايرز" ترويجى للمنطقة، فوجئ بعدم وجود طارق عبد العزيز رئيس مكتب الهيئة فوجه بإقالته فورا من رئاسة المكتب.
وتقع قرية البهنسا فى محافظة المنيا على بعد 16 كيلو متر من مركز بنى مزار، و تعد من أهم القري الأثرية في مصر حيث يوجد بها آثار من مختلف العصور التاريخيةويزيد من قيمتها القدسية والتاريخية شمولها علي عدد كبير من مقابر صحابة النبي صلي الله علية، ونظرا لذلك عرفت باسم ارض الشهداء أو البقيع الثاني لكثرة المسلمين الذين اسشهدوا بها اثناء الفتح الاسلامي للبهنسا.
و من أشهر المزارات والمعالم التاريخية بقرية البهنسا؛ 17 قبة ضريحية للصحابة والتابعين الصالحين كقبة السبع بنات، ومقــام سيدي جعفر وعلى أولاد عقيل بن علي ابن أبى طالب، وقبـة التكرورى، ومقـام سيدي الأمير زياد بن الحرث بن ابى سفيان بن عبد المطلب، ومقـام ابان بن عثمان بن عفان، وقبـة محمد بن ابى عبد الرحمن بن ابى بكر الصديق، وأيضا مسجد الحسن الصالح بن زين العابدين بن الحسين بن على بن ابى طالب.
وأشار العنانى إلى أنه قام بزيارة جبل الطير حيث كنيسة ودير السيدة العذراء وهى إحدى نقاط مسار العائلة المقدسة وجارى بها مشروع ترميم للكنيسة الاثرية ومن المرتقب الانتهاء من اعمال الترميم وافتتاحها فى يونيو المقبل بالتزامن مع ذكرى دخول العائلة المقدسة لمصر.
وقدم العنانى بعض ملاحظاته للقائمين على عملية ترميم كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير بالمنيا، حيث طالب بتغيير واجهة بعض البنايات الملاصقة للكنيسة لتأخذ الطابع الحجرى القديم مما يٌضفى على المكان روحانيات تتوافق مع قيمته الدينية.
وقام العنانى بتفقد الكنيسة والاجزاء المحيطة بها واستمع إلى شرح مفصل لعملية الترميم التى بدأت فى أكتوبر الماضى، ووعد الوزير بتسريع الاجراءات الخاصة بعملية الترميم سريعا وتذليل أى عقبات، ولكنه شدد فى المقابل أن تتم عملية الترميم بدقه مع ضرورة الحفاظ على الطابع الأثرى للمكان، ومراجعة عمليات الترميم بشكل دقيق لتكون كافة المبانى من الداخل والخارج بنفس نوع الحجر الأصلى للمغارة التى استقرت بها السيدة مريم وابنها المسيح عليه السلام، مما يٌضفى على المكان روحانيات تٌبهر الزوار.
وقال العنانى :"نريد فى عملية الترميم ان يكون للمكان قدسية وبالتالى يجب البعد عن أى لمسات حديثة حتى فى المبانى المحيطة"، وطالب الوزير بتغيير دهانات فندق ملاصق للمغارة، واضفاء الطابع الحجرى له من الخارج ليتماشى مع المكان.
وخلال الجولة ألتقى الوزير بمجموعة من الطلاب خلال رحلة مدرسية للدير، وتحدث لهم عن أهمية المكان واستمع منهم إلى معلوماتهم التاريخية عن بعض الاماكن الاثرية فى المنيا، وألتقت صورا تذكارية فى نهاية اللقاء.
وتحدث أحد قساوسة المكان عن الكنيسة التي اختبأت بداخل مغارتها العائلة المقدسة أثناء رحلة الهروب لمصر لمدة ثلاثة أيام، ومكوناتها فهى عبارة عن صخرة واحدة مفرغة لـ4 حوائط، وبالصحن 10 أعمدة صخرية، وأمرت الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين الأول، ببنائها عام 328 ميلادية، حينما علمت أن العائلة المقدسة اختبأت داخلها، وهي مقامة على نظام طقس الكنيسة الأرثوذكسية وأطلق عليها اسم كنيسة السيدة العذراء.
ولفت إلى أن المكان يشهد تدفق كبير للوفود المصرية بشكل يومى لزيارة المكان، فضلا عنا يقدر ب 2 مليون شخص خلال الاحتفال السنوى الذى يتم بالكنيسة، فى حين يأتى لزيارة الكنيسة حوالى 4 افواج أجنبية شهريا، بما يقارب 100 شخص على هامش زيارات ثقافية لمزارات آخرى فى مصر.
وأشار وزير السياحة والاثار إلى أهمية ما تنظمه الوزارة من فعاليات واحداث سياحية واثرية مختلفة بمحافظة المنيا لوضعها على خريطة السياحة العالمية، كما انه تم دعوة ممثلى كافة وسائل الاعلام الدولية والمحلية للتعرف على بعض المعالم الاثرية التى تتمتع بها محافظة المنيا. لافتا إلى أن المنيا منطقة بكر وواعدة وعلى موعد مع اكتشافات اثرية عديدة، معربا عن تمنيه ان يرى رحلات سياحية طويلة تتوقف فى المنيا ليومين لزيارة المناطق الاثرية فى المنيا، وان نضعها من جديد على خريطة السياحة المصرية قائلا" قريبا سنرى وفود سياحية فى المنيا للاستمتاع بما تمتلكه من مقومات سياحية وطبيعية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة