اكتشف علماء الفلك أكبر بنية غازية تمت ملاحظتها على الإطلاق في مجرتنا "درب التبانة"، حيث يبلغ طول الهيكل الذى يتخذ شكل تمويج حوالي 9000 سنة ضوئية وعرض 400 سنة ضوئية، ويمتد 500 سنة ضوئية أعلى وأسفل المستوى الأوسط من قرص المجرة لدينا، كما أن الهيكل طويل وخفيف نسبيًا يشبه الخيط متموجًا ويحتوي على شبكة ضخمة من مناطق تشكل النجوم.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، استخدم فريق من جامعة هارفارد بيانات جديدة من مركبة الفضاء جايا التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية لإنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد للمادة بين النجوم في المجرة.
هيكل غازى
وقال جواو ألفيس، أستاذ الفيزياء الفلكية النجمية بجامعة فيينا والباحث المشارك: "نحن لا نعرف ما الذي يسبب هذا الشكل، لكن يمكن أن يكون مثل تموج، كما لو أن شيئًا هائلاً هبط في مجرتنا"، مضيفا: "ما نعرفه هو أن شمسنا تتفاعل مع هذا الهيكل".
ويتكون الهيكل من مناطق تشكل نجمية مترابطة، ومناطق الفضاء الخارجي مع السحب الكثيفة من الغاز والغبار، ولم يكن هذا الجسم الأمر الجديد الوحيد الذى تم الكشف عنه مؤخرا بل أن علماء الفلك قد نشروا أيضا صورة جديدة تكشف انفجار نجم قديم فى قلب درب التبانة باستخدام المرصد الجنوبى الأوروبى.
وأطلق العلماء على الاكتشاف الجديد الذي يشبه الموجة "موجة رادكليف" على اسم معهد رادكليف للدراسات المتقدمة بجامعة هارفارد، حيث تم إجراء هذا الاكتشاف.
فيما قال البروفيسور أليسا جودمان، المدير المشارك لبرنامج العلوم في المعهد: "لم يتوقع أي عالم فلكي أن نعيش بجانب مجموعة ضخمة من الغاز تشبه الأمواج، أو أنها تشكل الذراع المحلية لطريق درب التبانة".وأضاف جولدمان: "إن وجود الموجة يجبرنا على إعادة التفكير في فهمنا لبنية درب التبانة ثلاثية الأبعاد".
وتم إجراء الدراسة بفضل بيانات جديدة من جايا، مركبة الفضاء التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، والتي تم إطلاقها في عام 2013 بهدف قياس موقع النجوم ومسافتها وحركتها بدقة.
ويتكون الهيكل الجديد من غالبية المناطق القريبة من تكوين النجوم، ويحتوي على حوالي ثلاثة ملايين كتلة شمسية من الغاز، على أن تكون الكتلة الشمسية الواحدة تساوي كتلة شمسنا.
وقال البروفيسور ألفيس: "ما لاحظناه هو أكبر بنية غازية متماسكة نعرفها في المجرة ، لا يتم تنظيمها في حلقة ولكن في خيوط ضخمة متموجة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة