تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم السبت العديد من القضايا الهامة، جاء على رأسها، قضية الطائفية فى الأزمة اللبنانية... والعنف الأسرى فى زمن كورونا.. بالإضافة إلى تسليط الضوء على الأزمة الليبية.
عبد الرحمن شلقم
عبد الرحمن شلقم: ماكرون بين فيروز وحسن نصر الله
قال الكاتب فى مقاله المنشور بجريدة الشرق الأوسط: "اندفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقوة متعددة السرعات نحو المستنقع اللبناني الواسع العميق. لبنان اليوم غير ذاك الذي غادرته فرنسا منذ سبعة وسبعين عاماً، وفرنسا ليست هي تلك التي كان زعماؤها يفرضون وصايتهم على لبنان.
الجيل المؤسس للبنان الكبير عند ولادته كان فرحاً محتفياً بكيانه المستقل. كان الوطن الوليد أكبر من الوظائف والمصالح. نعم، كانت الطائفية الحبل السري للكيان الوليد، لكنَّها شكلت حبل الوصل والربط، وليس أسواراً للعزل أو أثافي لنار ماعون المجتمع. كُتب الدستور، وتمَّ التوافق على ميثاق وطني، وبقي حافز الوطن الكبير هو الحادي لمسيرة الانطلاق. تعددت الأسماء التي تناوبت على المراكز العليا للدولة بسياق سلس إلى حد بعيد. الطائفية لم تغب، ولكن تماسك الكيان كان هو ما يصنع الإيقاع الذي يضبط خطوات الجميع. كان للعائلات حضور بأسمائها الكبيرة في المراكز العليا، وخاصة رئاسة الجمهورية والحكومة. شكل هؤلاء فرقة وطنية أشبه بأوركسترا سياسية ترى في شجرة الأرز التي تتوسط العلم الوطني المايسترو الذي يمسك بعصا القيادة، ويضبط حركة الجميع.
صار لبنان مبكراً ضوء الحرية والإبداع والفكر الذي يهفو إليه الكتاب والشعراء والمفكرون من كل أنحاء الوطن العربي. وأنتج قادة للرأي العام، وفي الأدب والسياسة والفن. ومنذ أواسط خمسينيات القرن الماضي، برزت توجهات سياسية عربية مختلفة، منها القومية والمحافظة، وكلها امتدت إلى لبنان الذي تحول إلى صالة للعرض، لم تخلُ من الأصوات العالية المتصادمة في أحيان كثيرة. انتقلت إلى لبنان أعراض الصحة والأمراض العربية، لكن الجسد اللبناني تحمل كل ذلك، وتعايش معه وعاش به إلى حد كبير. بعد قيام الوحدة بين مصر وسوريا سنة 1958، دخل لبنان حلقة مواجهة مستوردة من خارج حدوده، وشهد تماساً بين من يدفع نحو اصطفاف البلاد مع مسار الوحدة، ومن يقاوم ذلك بقوة، واضطرب الموقف إلى حد أنذر بمواجهة شديدة الخطورة. موقف الرئيس كميل شمعون من ناحية ومتشددي التيار الوحدوي شكل نقلة في المزاج السياسي اللبناني، ورفع من وتيرة الشقاق التدخل الأميركي الذي وصل إلى حد تحريك قوات نحو لبنان.
كان ذلك بداية تحول في منظومة العقل والفعل السياسي في لبنان. العواصف لها أكثر من رحم واتجاه. العاصفة التي هزَّت ما بناه الأولون كانت بلون غير لبناني مع قدوم الفدائيين الفلسطينيين إلى لبنان بعد خروجهم من الأردن، وإقامة ما عرف بـ«فتح لاند» (أرض فتح)، ودخولها في مواجهات مع إسرائيل، وخاصة في الجنوب، وتوسع العناصر الفلسطينية في فرض تدخلهم في الشأن اللبناني، واشتعال الحرب الأهلية، وانتهى الأمر بالهجوم الإسرائيلي على لبنان. بدأ اصطفاف أطراف لبنانية مع المقاومة الفلسطينية، وصار النفس الطائفي يرتفع، ولكن بما خالف مرحلة تأسيس لبنان. أصبح السلاح الصوت الذي حلَّ محل الإبداع السياسي والأدبى والفنى.
يوسف عبد الرحمن: العنف الأسرى فى الزمن الكورونى
ادخل المطاعم والمقاهي ستجد النسوة وأطفالهن دون رجال، واحتمال أن يتكرر المشهد في حال فتح المجالات للسفر!، من المسئول في الزمن الكوروني أن يتحول كثير من الرجال إلى أرقام مهمشة وتحولت (القوامة) من الرجل إلى المرأة، وقد رأيت حالات كثيرة المرأة تعيش على هامش حياة الرجل وبعضهن هي التي تصرف!
علمنا شرعا أن الرجل مكلّف بالصرف على زوجته وعياله، وإن هي صرفت من طيب خاطر (لا يمنع أبدا) وأرى العيب كله في رجل يأخذ راتب زوجته، والأدهى والأمر أن البعض يأخذ من زوجته (الكارت البنكي) وهو الآمر الناهي.. وكما يقولون: يا حيف على أمثال هؤلاء من الرجال!
لقد أوصى الإسلام الزوج خيرا بزوجته ليحمي الزوجة مصداقا لقوله تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) سورة النساء 34، اليوم في الزمن الكوروني تحولت كثير من الزوجات إلى أن تكون هي (المعيل).
فى زمن كورونا وإن غاب في بعض الأماكن دور الرجل، إلا أن ديننا يعلمنا أن (الدين المعاملة)، وهنا اليوم أكـــثر من صنف في هذه الحــياة، هــناك من لبسه لا يعطيك الانطباع المريح، وأيضا هناك من «ينحطون» على الرأس والعين قولا ولباسا وأخلاقهم حسنة.
هناك نساء ضُربن في سنة الكورونا، والدليل ما يُنشر في الميديا والإعلام والجرائد والمجلات والمسموع والمرئي والمقروء، في الزمن الكورونى لاحظت أن المرأة الكويتية تأتي مع عيالها وخدمها إلى الساحل كي يسبحون وتتمشى بينما الأسر الوافدة يحضرون أسرا مجتمعة مع بعض، وقد رأيت رجالا من أهل الكويت وزوجاتهم من مختلف الجنسيات يمارسون الرياضة وفرش السفرة على البحر والأكل والسباحة!
العنف في الزمن الكوروني الذي نعيشه مقدار السخرية على مستوى الرجال الذين مارسوا العنف ضد المرأة ويكشف كيف تأثر هؤلاء الرجال بالضيق والقلق والعصبية التي ظهرت في سنة الكورونا، خاصة من الرجال وعلاقتهم بأي أنثى يرتبطون بها زوجة، أختا... إلخ!
البيان الإماراتية: ليبيا... وآمال إنهاء الانقسام
قالت صحيفة البيان فى مقالها المنشوراليوم: "يسود تفاؤل حذر مسار المفاوضات الليبية الراهنة للبحث عن خيار منصف وعادل لصالح الشعب، يحمي الوطن من التدخل الأجنبي، فالمرحلة الحالية هي مرحلة مهمة في ليبيا، هي مرحلة نضال وطني لرأب الصدع وتوحيد الصفوف لإنهاء الانقسام.
التوصل إلى حل دائم للأزمة الليبية لن يتأتى إلا بجهود الليبيين أنفسهم، ولا شك أن هناك صعوبة في بناء توافق بين المصالح المتناقضة لعدد من المسؤولين الليبيين، إلا أنه بالإمكان الخروج من واقع الانقسام، نحو البحث عن آلية قد تمهد الطريق نحو بلورة موقف موحّد إزاء الأزمة الليبية، وهو الاتفاق على إنهاء التدخل التركي في هذا البلد، وقطع كل أوصاله، لا سيما بعدما لعبت أنقرة الدور الأكبر في تمديد الأزمة الليبية بتمويل أدوات الحرب، التي تمكّنها من عقد صفقات، حيث عطّلت مخرجات مؤتمر برلين، ورفضت المبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية «إعلان القاهرة»، ما تسبّب في تأجيج الصراع الليبي وتأخر الحل.
يقول المثل: «إذا عُرف السبب بطُل العجب!» إذاً، فالخطوة الأولى في حل الأزمة الليبية هي إدراك الخطر التركي على ليبيا، الذي لا يزيد فقط التعقيدات في الصراع الليبي، وإنما في التوتّرات بإرسال مرتزقة لنشر الإرهاب والفوضى في المنطقة، فكل الاتفاقات لا تصنع السلام إذا لم ترتبط بأفعال حقيقية لتغيير الواقع، وهي إنهاء التدخل التركي في بلاد عمر المختار، بما يساهم في الخروج من حالة التناحر، فالوقت الحاضر يقتضي التلاحم والتعاضد لأخذ زمام المبادرة لإخراج البلاد من أوضاعها الراهنة إلى حالة من الوحدة والأمن والاستقرار.