كشف باحثون بجامعة إمبريال كوليدج لندن أن وجود المزيد من الخلايا المناعية المقاومة للبكتيريا في الأنف والحلق قد يفسر سبب زيادة احتمالية إصابة بعض الأشخاص بفيروسات الجهاز التنفسي.
وفي الدراسة التي قادها الفريق الطبى ونشرت في مجلة Science ، وجد الباحثون أن المتطوعين الذين استسلموا للعدوى لفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، لديهم خلايا دم بيضاء أكثر تخصصًا تسمى العدلات في الشعب الهوائية قبل التعرض للفيروس، وذلك مقارنة بأولئك الذين تجنبوا الإصابة.
وفقًا للباحثين، فإن هذا النوع من الالتهاب الناتج عن خلايا الدم البيضاء في الأنف والحلق - والذي يرتبط عادةً بمكافحة الالتهابات البكتيرية - قد يضر بقدرة الجسم على محاربة الفيروسات الغازية ويجعلنا أكثر عرضة للعدوى الفيروسية.
بكتيريا القبصة الهوائية
يمكن أن تساعد النتائج الباحثين على فهم سبب استجابة الناس بشكل مختلف لنفس التهديد الفيروسي، والتنبؤ بمن هم أكثر عرضة لخطر العدوى، وحتى تؤدي إلى علاجات وقائية للحماية من الفيروس المخلوي التنفسي وفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى ، بما في ذلك الإنفلونزا وفيروسات كورونا.
نفس الفيروس ولكن الاستجابة مختلفة
قال الدكتور رايان ثويتس ، من المعهد الوطني للقلب والرئة في إمبريال لندنومؤلف الدراسة: "إذا فكرنا في مجموعة من 10 أشخاص تعرضوا جميعًا لنفس سلالة RSV في ظل ظروف مماثلة ، نتوقع حوالي 6 منهم للإصابة بالعدوى وتظهر الأعراض ، ولكن قد لا يتأثر البقية. حتى الآن ، لم نتمكن من شرح سبب ذلك بالضبط ولماذا ، في ظل نفس الظروف ، يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بعدوى فيروسية في الجهاز التنفسي. ولكن هذا تقدم الدراسة رؤى مثيرة حول كيفية تحسين دفاعاتنا ضد فيروسات الجهاز التنفسي ، وربما حتى COVID-19. "
RSV هو فيروس تنفسي شائع يسبب عادة أعراض نزلات البرد لدى البالغين الأصحاء. لكن بالنسبة للرضع وكبار السن ، يمكن أن يؤدي ذلك إلى دخول آلاف المستشفيات كل عام ويمكن أن يكون قاتلاً.
على عكس فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى ، مثل الأنفلونزا أو فيروسات الأنف، يمكن أن يصاب الأشخاص بنفس سلالة RSV أكثر من مرة، ويمكن للأشخاص أيضًا أن يتفاعلوا بشكل مختلف عند تعرضهم للفيروس في نفس الظروف، فقد يصاب البعض بعدوى خفيفة بينما تظهرأعراض كاملة على البعض الآخر، وقد يتجنب البعض العدوى تمامًا.
