تحدثت فى مقال الأمس عن قطاع العاملين فى المبيعات بالمؤسسات المختلفة، وقد كانت شركات التأمين على الحياة نموذجا، وتناولت بالشرح كيف أن هذه الفئة لا تحصل على أجر يذكر، فقط تعمل بالإنتاج، أو "حسب الظروف"، فإذا تمكن من بيع وثائق تأمينية تبتسم له الدنيا ويمكنه الحصول على عائد، أما إذا عجز عن ذلك فلن يحصل على شيء، وهو منطق مستبد، وأقرب لفكرة حرمان المريض من الدواء لعدم امتلاكه الثمن، وهنا تتحكم المنفعة والمصلحة فقط دون رحمة أو اعتبارات إنسانية وأخلاقية، وهذه أكبر مشكلة يعانى منها مجتمعنا فى الوقت الراهن.
الكثير من القطاعات يعمل فيها آلاف الشباب دون أجر اعتمادا على فكرة العمولة، أو بالقطعة والإنتاج كما يطلق عليها البعض، ليظل قطاع كبير من الشبتاب مرهون بفكرة التارجيت وحافز الإنتاج، ليجد نفسه بعد سنوات طويلة من العمل والتعب صفر اليدين ولا يملك شيئ، حتى إن أصابه مكروه أو تعرض لمحنة أو مرض لا يمكنه أن يكسب قوت يومه.
الكول سنتر فى المؤسسات الخيرية التى تصدعنا رؤسنا ليل نهار حول ما تقدمه لخدمة الانسانية، يديرها آلاف الشباب، ويحصلون منها على الفتات، بأرقام زهيدة وهزيلة، يهاتفون الناس وكأنهم يتسولون، البعض يعاملهم بقسوة والبعض الآخر يغلق الهاتف فى وجوههم، والقليل فقط هم من يستجيبون إليهم، ليصبح المبدأ الحاكم فى هذه القضية، اجمع تبرعات لتحصل على مرتبك!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة