محمد أحمد طنطاوى

ومادام جيشُكِ يحمى حِمَاكِ ستمضى إلى النصرِ دوما خطاكِ

الثلاثاء، 06 أكتوبر 2020 11:42 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هذا بيت من نشيد الجيش المصرى، للشاعر الكبير فاروق جويدة، أفتتح به الحديث عن السادس من أكتوبر 1973، ذلك اليوم الذى نستنشق فيه هواء الكرامة، فخرا بما قدمه جيل الآباء من تضحيات غالية فى سبيل أن يرتفع علم مصر فوق أرض سيناء المقدسة، التى طالما توجهت إليها أنظار المحتل على مر التاريخ، وحاول أن يحتل ترابها غصبا وعنوة، إلا أن بسالة الجيش المصرى ونظاميته وقدرته كانت دائما الصخرة التى تتحطم عليها كل الأطماع، والعمود الصلب الذى يقف شامخا فى مواجهة المحن، دون أن تكسر عزيمته الشدائد، بل كان دائما عند حسن الظن.

إن ما قدمته العسكرية المصرية فى حرب أكتوبر المجيدة من بطولات وتضحيات سيظل مبعث فخر واعتزاز لنا ولأبنائنا ولمئات الأجيال القادمة على مدار السنين، مهما حاول الخونة والمرتزقة التشويش على عظمة هذا النصر، أو التقليل من الملحمة البطولية التى سطرها أبطال مصر على شاطئ قناة السويس بطول 170 كيلو متر، بعدما عبروا أصعب الموانع، واحتلوا نقاط العدو الحصينة فى وقت قياسى، جعلنا نصل إلى الضفة الشرقية للقناة ونقيم رؤوسا للكبارى، ونعبر بجنودنا ودباباتنا وعتادنا مع غروب شمس يوم السادس من أكتوبر، لترتيب الصفوف قبل الدخول فى أكبر معركة للدبابات يوم 8 أكتوبر 1973، كبدنا العدو خلالها أكبر خسائر فى تاريخه على مستوى الأفراد والمعدات، بعدما فتحنا عليه نيران الجحيم وتم اصطياد وحداته وعناصره المدرعة كما الفئران المذعورة.

إن بسالة وشجاعة الجندى المصرى لا يمكن الرهان عليها، فهذا المقاتل العنيد الذى كان يحمل سلاحه وذخيرته ويصعد بها ساترا ترابيا بزاوية حادة 45 درجة بطول 22 مترا، لم يكن إلا جنديا جسورا يواجه الرصاص بصدر مفتوح ويزأر على العدو كأسد كاسر، لدرجة أن بعض أبطالنا يحكى هذه اللحظات فيقول:" كان بعض جنود الصاعقة يغلقون "مزاغل" الرشاشات بصدورهم، حتى يعبر من خلفهم، والمزاغل عبارة عن فتحات فى النقاط الحصينة، يتم استخدامها للدفاع وصد الهجوم، وهذه شجاعة نادرة لا يقدمها إلا فدائى حقيقى يعرف معنى التضحية والشهادة فى سبيل الأرض والعرض.

الجندى المصرى كان بطلا فى كل مواقعه برا وبحرا وجوا، ولكل سلاح فى حرب أكتوبر بطولاته وأمجاده، وقد كان رجال المشاة "سادة المعارك" ومفارزهم الأمامية المتصلة فى قتال مباشر مع العدو صولات وجولات في هذه الحرب الخالدة، فقد غيروا مفاهيم العلوم العسكرية، لدرجة أن فردا يحمل " ار بى جى" يمكنه أن يدمر دبابة أمريكية الصنع، متطورة، بكامل طاقمها، بل إن هذه الدبابات كانت تفر بمجرد رؤية الجنود المصريين فى ساحة المعركة، والفخاخ التى كانت تنصب لها من ستائر المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات، فقد كانت أشبه بالجحيم على الوحدات المدرعة الإسرائيلية.

سيظل الجيش المصرى العظيم مبعث الفخر والشرف لكل مصرى، ارتباطا بما قدمه من تضحيات وبطولات على مر العصور، ليظل الدرع الواقية التى نحتمى   جميعا بظلالها، فكل التحية والتقدير للقوات المسلحة المصرية العظيمة، وجيل أكتوبر الذهبى، الذى قدم أسمى معانى التضحية والفداء وحسم المعركة بقوة وشرف.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة