أنظار الجماهير المصرية والمغربية والعربية أيضا ستتجه بدءا من مساء السبت المقبل الى المغرب الشقيق والعاصمة الدار البيضاء لمتابعة منافسة عربية خالصة أو تنافس مصري مغربى في نصف نهائي بطولة دوري أبطال أفريقيا.
الأهلي يلتقي مع شقيقه الوداد مساء السبت على ملعب أو مركب محمد الخامس والزمالك يلتقي شقيقه الرجاء المنشى بفوزه ببطولة الدوري المغربي مساء الأحد على نفس الملعب.
المباريات ستقام بدون جماهير وهي خسارة للفرق الأربعة، لأنها كانت ستحظى بتشجيع كبير من الجماهير بما فيها فريق الزمالك الذى تربطه علاقات طيبة للغاية بنادي الوداد المنافس التقليدي للرجاء والذى سيلاقى النادى الأهلي.
وبالطبع نتمنى أن تجرى المباريات في جو من الروح الرياضية والود كما هي العادة دائما بين الفرق المصرية والمغربية وخاصة ان العلاقات بين البلدين هي علاقات تاريخية والذى يزور المغرب يجد كل ترحاب من شعب ودود يحمل كل الحب لمصر وللهجة المصرية والفن المصرى وخاصة سيدة الشرق أم كلثوم والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ صديق الملك الراحل محمد الخامس.
علاقة الشعب المغربي الشقيق بالفن المصري قديمة جدا تعود الى بدايات القرن العشرين رغم بعد المسافات وندرة وسائل المواصلات والاتصالات المعروفة الآن ومع ذلك يبدو تآثير الفن والفنانين المصريين القدامى واضحا في الحياة المغربية بشكل عام وبصورة خاصة المشهد الرياضي المغربي.. كيف حدث ذلك...؟
في عام 1937 دارت مناقشات وطنية لتأسيس واحدا من أقدم الأندية المغربية والعربية في اطار الحافظ على الهوية الوطنية في ظل الاحتلال الفرنسي للمغرب في ذلك الوقت. ولم يكن الأمر سهلا لتأسيس النادى في ظل تخوف سلطات الاحتلال الفرنسي من أن يكون هذا النادي مشروعا وطنيا يهدف إلى طردها من المغرب ويلتف حوله الشعب المغربى..وهى ذات التخوفات لسلطات الاحتلال الانجليزى في مصر وباقى الدول العربية من تأسيس الأندية الوطنية.. وفرض الاحتلال الفرنسي شروطا على مؤسسي النادي، وهي الابتعاد عن الشعارات الدينية والسياسية، وعدم اتخاذ أي مواقف عنصرية ضد الأوروبيين، والفرنسيين على وجه التحديد، بالإضافة إلى اقتسام شؤون تسيير النادي بين المغاربة والفرنسيين، ليتم تأسيس النادي في 8 مايو من عام 1937.
وتعددت الاجتماعات الأولى للمؤسسين ووقع الجميع في حيرة ومداولات كثيرة من أجل اختيار اسم يناسب الكيان الرياضي الجديد، دون معارضة من الاحتلال الفرنسي. فهذا أول نادى مغربي سوف يفتح الباب لأندية آخري في حالة تأسيسه والموافقة عليه.
وفى احدى المرات وخلال احدى الاجتماعات الكثيرة للجنة المؤسسة للنادى البيضاوي برئاسة محمد بن الحسن التونسي العفاني "الأب جيكو"، ومعه سبعة أشخاص ومن بينهم محمد بن جلون وهم من حاملي الجنسية الفرنسية. تم اقتراح عدة أسماء وفي أحد تلك الاجتماعات حضر أحد الأعضاء متأخرا، وكان اسمه محمد ماسيس وهو من مواليد 1907 في الدار البيضاء، وبرر تأخره بعد استفسار المسئولين، بأنه كان يشاهد فيلما سينمائيًا لأم كلثوم اسمه "وداد".
بالمصادفة تنطلق عدة زغاريد من أحد البيوت المجاورة لمكان الاجتماع كبشرة خير، فتفاءل بها المجتمعون، وأبدى حينها "بنجلون" تأييده لاختيار هذا الاسم، لكن تدخل بعض الحاضرين أدى إلى عدم الحسم النهائي في الاسم، إلا بعد حضور عدد كبير من المسؤولين واللاعبين، وتمت الموافقة على الاسم بعد عقد جمع عام، وكانت النتيجة اقتراح واختيار الوداد الرياضي اسما للنادي الأحمر.
بما يعنى أن كوكب الشرق أم كلثوم التي يعشقها الشعب المغربى الشقيق كان لها دورا مهما في تسمية الفريق المغربى بنادى الوداد الذى تزامن تأسيسه مع عرض فيلمها الشهير الذى يحمل نفس الاسم في المغرب عام 37 أي بعد انتاجه في مصر وعرضه بعام واحد فقط .
وفيلم وداد، أنتج عام 1936، وهو اول أفلام السيدة أم كلثوم في السينما ولعب بطولته مع كوكب الشرق أحمد علام ومختار عثمان ومنسي فهمي وكوكا ومحمود المليجي ويحيى نجاتي.
وفؤاد فهيم وفتوح نشاطي من انتاج ستوديو مصر الذى اسسه رجل الاقتصاد المصرى طلعت حرب وكتب الأغانى احمد رامى ولحنها زكريا أحمد ورياض السنباطي أما مخرج الفيلم فهو الألماني فريتز كرمب( 1903- 1996)و قام بالعمل في استديو مصر كخبير فني، وأسند إليه فيما بعد إخراج أول فيلم يقدمه الأستوديو، وهو فيلم وداد بطولة أم كلثوم وأحمد علام، في عام 1936. ثم قدم ثاني أفلامه في مصر، وهو فيلمه الأخير أيضا لاشين في عام 1938، من بطولة حسن عزت، نادية ناجي، حسين رياض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة