تشعر وكأنك أمام مشروع جديد فى الأهلى.. امور تتغير واوضاع تستبدل وسط محاولة استنهاض همم بطل واستعادة أمجاد عصر مضى خفتت أضوائه التي أنارت جنبات القارة السمراء سنوات طويلة وممتدة، ولكنها تعطلت منذ سبع سنوات كاملة.. حيث توقف سيد القارة ثماني مرات وصاحب أكبر رصيد من التتويج، عن الصعود إلى كرسي العرش الأفريقي في انتظار منقذ جديد، بدا أنه عثر عليه مؤخرا.. أنه بيتسو موسيمانى قائد مشروع الأهلى الجديد.
وصول موسيمانى إلى الأهلى أعاد الروح إلى أوصال الفريق الأحمر.. الرجل الجنوب أفريقي يدرب الأهلى بروحه قبل فكره.. وكانه يجمع بين القلب والعقل في آن واحد ليخطف حب أنصار قلعة الجزيرة سريعا، في ظل تطور النتائج التي يصاحبها أداء ممتع داخل وخارج الأرض.
الأهلي صعد إلى النهائي الثالث عشر في تاريخه بدوري الأبطال، بسحق الوداد المغربي ذهابا وعودة في واقعة لم تحدث منذ 15 عاما، عندما فاز على الزمالك ذهابا وإيابا موسم 2005، في نصف النهائي 2-0 و 2- 1.. ليظهر مع ذلك أول سطر في دراسة جدوى المشروع الجديد، بخط يد موسيمانى.
مشروع الأهلى الجديد يمكن أن تتلمسه عبر قرارات مغايرة تراها تحدث وهى التي لم يساور الخيال إمكانية حدوثها من قبل.. هنا يظهر قرار تغيير الشناوي في الدقيقة 60 ونزول على لطفى بدلا منه.. استبدال توقع معه الجميع أن يكون أصاب الشناوى مكروها أو خوفا من حصوله على إنذار جديد يعطل مشاركته في النهائي.. إلا أن الواقع كان عكس ذلك، إذ أراد موسيمانى رفع الضغوط على الشناوى ومنحه ثقة الخروج من المباراة وهو محافظا على نظافة شباكه، وكأنه كان يشعر أن الوداد سيسجل هدف في نهاية اللقاء وأيضا سعي نحو اكساب علي لطفي حساسية مثل هذه المباريات الكبيرة ليكون جاهزا وعلي أهبة الاستعداد حال اللجوء إلي خدماته في أي وقت. .
أشياء كثيرة اختلفت في أداء الأهلي مع حضور موسيمانى، حيث تطور الشق الدفاعي بشكل لافت للنظر وبات من الصعوبة خسارة الفريق الأحمر مهما كانت قوة المنافس.. كما تخلص أغلب اللاعبين من لعنة هبوط المستوى الذى صاحبهم الفترة الأخيرة مقرونا بالرعونة في أدائهم .. والدليل هنا مروان محسن وحسين الشحات ويظهر البرهان في كيفية انهاء الثنائي للهجمات وإحراز الأهداف المعلوبة والجمالية، ومعهم اليود يانج الذى بات لاعب وسط نموذجيا يجمع ما بين القوة الدفاعية والقدرات الهجومية وصناعة الأهداف وهو الأمر النادر أن يجتمع في أى لاعب بهذا المركز.. ولك أن تعلم أرقام اللاعب المالى أمام الوداد ولا تتعجب، فقد حقق نسبة نجاح في التمريرات 93%، ونجح فى 8 مرواغات مع صنع فرصة هدف خطير، بالإضافة غلى صناعة الهدف الثانى الذى سجله حسين الشحات.
ما حدث من الأهلى أمام الوداد ، يكشف قدرة وشخصية المدرب الجنوب أفريقي في التعامل مع اللاعبين داخل وخارج الملعب والوصول بهم إلى المستوى التقنى المطلوب لتحقيق البطولات والصعود لمنصات التتويج، وقد يكون لقب دورى الأبطال 2020 هو البداية لنجاحات منتظرة لموسيمانى مع القلعة الحمراء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة