استمر الجيش الإثيوبي في حملاته العسكرية ضد قوات تحرير تيجراى بشمال إثيوبيا فيما خرج آلاف الإثيوبيين فارين من منازلهم بعد أن اشتد الصراع بالمنطقة والذي بدأ منذ ما يقرب من 10 أيام.
ومع تصاعد الصراع بين قوات الجيش الإثيوبي وقوات تحرير تيجراى بدأت القوات في تيجراى بتعبئة بعض المواطنين للدخول في خط الصراع في صفوفهم في الوقت الذي لاذ الآلاف من الإثيوبيين بالفرار من منازلهم في محاولة لإنقاذ أسرهم من الصراع الذي بات يهدد حياتهم.
وفقا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين فإن ما يقرب من 4 آلاف إثيوبي وصلوا الحدود السودانية في غضون 24 ساعة من منطقة برخت الإثيوبية، وقد دخلوا لمنطقة القضيمة خوفا من التوترات التي تشهدها المنطقة بإقليم تيجراى ومع صعوبة الأوضاع والخدمات في المنطقة الحدودية السودانية تم إيواء اللاجئين في مدارس القرى الحدودية في ظل عجز السلطات بالولاية والمحلية من تقديم اي دعم عيني او مادي.
فيما أفادت تقارير إعلامية وفقا لتصريحات مسئولين سودانيين بأنه وصل حتى اليوم ما يقرب من 25 ألف لاجئ إثيوبي إلى القضارف وكسلا على الحدود السودانية، مشيرة إلى أن اللاجئين الإثيوبيين على الحدود السودانية يعيشون أوضاعا صعبة بعد أن اضطروا للفرار جراء تصاعد الاشتباكات مع ضعف الإمكانيات بمناطق اللجوء التي وصول إليها.
هيسي مان مساعد المفوض السامي لشئون اللاجئين بالسودان قال : "إن موقف اللاجئين الإثيوبيين في منطقة حمداييت بولاية كسلا (شرق السودان)، صعب في ظل وجود أعداد كبيرة لللاجئين الإثيوبيين، الفارين من المواجهات العسكرية في إقليم "تيجراي"، لافتا إلى أنه جار مناقشة الترتيبات مع الحكومة للإمكانية نقل اللاجئين إلى معسكر "ام راكوبة" بولاية كسلا.
وناشد مساعد المفوض السامي لشؤون اللاجئين المنظمات والجهات الداعمة الاستمرار في تقديم الدعم للاجئين والاستجابة لمتطلبات الأعداد المتوقعة بالخطوات التي قام بها مجتمع المنطقة وعدد من الجهات للتصدي لاحتياجات اللاجئين في المرحلة الأولى.
من جانبه، أوضح ممثل والي كسلا، أن الوضع الإنساني حرج بدرجة كبيرة، الأمر الذي يتطلب وقوف كل المنظمات والمجتمعات للتضافر في هذه المحنة، ودعا ممثل جمعية الهلال الأحمر السوداني بمعسكر الاستقبال محمد عمر صالح، إلى ضرورة توفير الأدوية للحالات المرضية في المعسكر فضلا عن الاحتياجات الأخرى بشكل أسرع. وفقا لوكالة سونا.
أهالي ولاية القضارف قاموا بإطلاق مبادرة لمساعدة اللاجئين الأثيوبيين من الصراع في تيجراى وقاموا بتوفير بعض الاحتياجات لهم من اغطية وغذاء في محاولة للتخفيف عن الأوضاع الصعبة التي يمرون بها
ومن جانبه اعرب ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة عن قلق المنظمة بشأن تعطل وصول المساعدات الإنسانية لأكثر من مليوني شخص في تيجراي وعدم القدرة على تقييم الاحتياجات الإضافية التي يُرجح أنها ستزداد بسبب القتال في المنطقة.
ولفت دوجاريك إلى أن العاملين في المجال الإنساني يشعرون بالقلق المتزايد إزاء الوضع المتعلق بحماية المدنيين في تيجراي، مضيفا أن التقارير تشير إلى أن المدنيين يتنقلون داخل الإقليم وكذلك إلى إقليم أمهارا المجاور بحثا عن الحماية، ولكنه أشار إلى عدم توفر تفاصيل لدى الأمم المتحدة عن ذلك.
كما أبدى المتحدث القلق بشأن العدد الكبير من طالبي اللجوء الإثيوبيين الذين عبروا الحدود إلى السودان فرارا من الأعمال القتالية أو خوفا من تعرضهم للهجمات.
وقال ستيفان دوجاريك إن الغذاء والمواد الصحية والإمدادات الأخرى موجودة في المخازن بانتظار تحميلها للتوصيل الفوري إلى تيجراي.
وأضاف أن منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في إثيوبيا كاثرين سوزي تتواصل مع الحكومة الإثيوبية وآخرين لتيسير الوصول الإنساني الفوري بدون عوائق، وجددت الأمم المتحدة وشركاؤها الدعوة لتأمين الوصول إلى المحتاجين للمساعدة ولإجراء تقييم للاحتياجات، وإقامة ممر آمن للمدنيين الباحثين عن السلامة والمساعدة، وضمان أمن جميع عمال الإغاثة.
ودعا المتحدث باسم الأمم المتحدة السلطات الوطنية والإقليمية في إثيوبيا إلى السماح بالوصول الإنساني للمحتاجين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، مؤكدا التزام الأمم المتحدة بالبقاء في المنطقة وتوصيل المساعدات الإنسانية.