أعى تماما أن هذا المقال، سيثير غضب وسخط، كل مغرض، وحاقد وكاره، وخائن لهذا الوطن، لكن اعتدنا هنا فى هذه المساحة، أن نُعلى من شأن الحقيقة، ولا نخشى فى الحق لومة لائم، ولا نهاب، أو يرمش لنا جفن، من تهديد هنا، أو ملاحقة بالسباب والشتائم الوقحة والمنحطة، وتلفيق الاتهامات الباطلة، من هناك.
نؤمن، بكل من نخطه، وما نبديه من أراء، فى إطار من الاحترام، ولا نلجأ للشتائم الوقحة، وإننا نخوض معاركنا الوطنية والفكرية بكل شرف وإباء، ونحترم كل الآراء المختلفة والمعارضة، على أرضية وطنية، ومغلفة بفضيلة الاحترام، ونقف بقوة مفرطة أمام كل خائن ومغرض، لا يريد خيرا لهذا الوطن.
انطلاقا من هذه المقدمة، نؤكد أن مصر وتحديدا فى عام 1995 انسلخت تماما عن قارتها السمراء، وأعطى النظام الأسبق ظهره للأشقاء الأفارقة.. وبعد عام 2000 دخلت البلاد قمقم العزلة، شبه الكاملة عن العالم، وتقوقعت حول نفسها، وتراجع دورها السياسى فى المنطقة، ولم تعد دولة محورية مثلما كانت، حتى دخلت غيبوبة بعد عام 2005 ولم تفق منها، إلا على صخب 25 يناير 2011.
وبعد يناير 2011 وقعت مصر بين أنياب مخططات جهنمية، هدفها إشعال نار الفتنة، بين المصريين، ومحاولة إسقاط بلادهم فى وحل الفوضى، والتقسيم، حتى لا تقوم لها قائمة، من جديد، وكيف رأينا الخونة يشكلون كيانات، وشرعنوها، كما رأينا منتخب العالم للإرهاب، ينتهكون حدودنا، ويعبثون بأمن مصر القومى، بجانب الأحداث الدامية المؤسفة، والتى حملت شعارات، الثورية، ومظاهرات الحرية، ومليونيات كسر إرادة المؤسسات الرسمية، وكانت النتيجة وبالا، انفلات أمنى مريع، وتخريب متعمد للمنشآت العامة، وانهيار اقتصادى وصل إلى حافة الهوية، ونزيف حاد للاحتياطى النقدى، حتى وصل إلى أقل من 13 مليار دولار، ورأينا جماعة الإخوان الإرهابية ورفاقها، يختطفون البلاد، ويعيدونها لعصور الظلمات، والخرافات.
ولم يمر عام بالتمام والكمال، حتى فاجأ المصريون، العالم بخروجهم عن بكرة أبيهم، لتدمير المخططات، وتحطيم أحلام وطموحات الخونة، فى اختطاف مصر، والاستحواذ على مقدرتها، وتحويلها إلى ولاية، خاضعة للخلافة العثمانية، ومن بعدها، ولاية فى كيان وهمى، ليس له حدود معلومة أو راية واضحة، ونجحت ثورة المصريين الحقيقية 30 يونيو 2013 وطردت الخونة من المشهد العام، شر طردة.
وبعد 2014 ووصول عبدالفتاح السيسى لسدة الحكم، انتقلت مصر إلى مرحلة جديدة من عمرها، فى عملية "فرمطة" حقيقية، لإعادة شبابها، وقدرتها وتأثيرها الإقليمى والدولى، وتمكن النظام الحالى، أن يصنع المعجزات فى 6 سنوات فقط، فى مختلف المجالات، وسارت مصر بقوة نحو إيجاد مكان لها بين النمور الكبيرة، باقتصاد قوى، وسياسة واضحة وشفافة، تتسم بالأمانة والصدق والشرف، وجيش قوى، صار رقما صحيحا وفاعلا فى معادلة القوة، واحتل المرتبة التاسعة كأقوى الجيوش فى العالم، انطلاقا من أن "العفى محدش يقدر يأكل لقمته".
مصر الآن، ورغم وباء كورونا العالمى، تسير بخطوات واثقة نحو التقدم والازدهار، فى كافة المجالات، وهو النجاح الذى يثير غيرة وحقد ورعب الكثيرين، لذلك يواصلون تدشين المؤامرات، وترويج الشائعات والأكاذيب، وإثارة الفتن فى الشارع المصرى، إلا أن "القاهرة" تقف صلبة. عصية، على الرضوخ، وقاهرة كل الأعادى..!!