في تطور جديد للصراع في إقليم تيجراى بدأت المنظمات الدولية في إطلاق مساعي لحل الأزمة وإنهاء الصراع الدائر بين قوات الجيش الاثيوبي وجبهة تحرير تيجراى قبل ان تتفاقم وتؤثر على المنطقة بأكملها وخاصة مع فرار الآلاف الاثيوبيين والإرتريين الى الحدود السودانية ودخول إريتريا على خط الصراع بعد ضرب مطار اسمرة بصاروخين، رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، أعلن أن الاتحاد عيّن 3 رؤساء سابقين كمبعوثين خاصين إلى إثيوبيا لمحاولة الوساطة بين الأطراف المتصارعة.
وقال رامافوزا في بيان إنه تم تعيين يواكيم تشيسانو الرئيس السابق لموزمبيق، وإلين جونسون سيرليف رئيسة ليبيريا السابقة، وكجاليما موتلانثي الرئيس السابق لجنوب إفريقيا، معبّرا عن "رغبته العميقة في إنهاء النزاع عبر الحوار بين الأطراف ".
وأضاف أن المبعوثين سيتوجهون إلى إثيوبيا لـ"تهيئة الظروف لحوار وطني مفتوح، لحل القضايا التي أدت إلى الصراع"، دون تحديد جدول زمني.
وأشار إلى أن تعيين هؤلاء المبعوثين الخاصين يهدف إلى "مساعدة الشعب الإثيوبي على إيجاد حل للمشاكل الحالية بروح من التضامن".
ومن جانبه رحب أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة بخطوة الاتحاد الأفريقي بتعيين ثلاثة مبعوثين رفيعي المستوى دعما لجهود الحل السلمي للصراع في إقليم تيجراي في إثيوبيا.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسمه، أشاد جوتيريش برئيس الاتحاد الأفريقي رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا، لمبادرته وأعرب عن دعم الأمم المتحدة الكامل وجدد الأمين العام تأكيد التزام الأمم المتحدة بدعم الجهود الهادفة لضمان السلام والاستقرار والازدهار في إثيوبيا.
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أفاد أنه سوف يلتقي المبعوثين الثلاثة الذين عينهم الاتحاد الأفريقي، لكن مكتبه نفى أيّ خطوة من جانب الأخير للتوسط في صراع دائر بين الحكومة الاتحادية ومنطقة تيجراي شمال البلاد وفقا لدويتشه فيله.
وكشف تقييم سري للأمم المتحدة أن القوات الوطنية الإثيوبية تواجه مقاومة شديدة و"حرب استنزاف" مطولة في المنطقة الشمالية من تيجراي، على الرغم من إعلان المسؤولين في العاصمة أديس أبابا ، أنه تم تأمين المدن الرئيسية ، فإن القوات شبه العسكرية والميليشيات التي نشرها الجيش لا تزال تكافح لتطهير وتأمين الأراضي.
وواصلت القوات النظامية المدججة بالسلاح التقدم في تيجراي مع اندفاعها للوصول إلى العاصمة ميكيلي وفقا للجارديان البريطانية.
ولفت التقرير إلى أن وثيقة الأمم المتحدة وأكثر من اثنتي عشرة مقابلة مع عمال إغاثة من منظمات دولية تؤكد المخاوف الدولية من أن الصراع المستمر منذ أسبوعين يهدد بأن يصبح معركة طويلة ، تهدد بزعزعه الأستقرار لواحدة من أكثر مناطق أفريقيا هشاشة.
وأشار تقرير الجارديان إلى أن قطع الاتصالات وحظر دخول الصحفيين تسبب في زيادة عدد الضحايا والمصابيين على أرض الواقع بالإضافة الى هروب الالاف من تيجراى للحدود السودانية خوفا من القتال الدائر.
وفى ذات السياق استمر الآلاف من الفارين من الصراع الإثيوبي في التدفق على الحدود السودانية في محاولة للحصول على ملجأ من الصراع.
ومن جانبها أعلنت وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اوصول الآلاف من النازحين إلى الحدود السودانية وأكدت الوكالة بدء استعداداتها لتلقي ما يصل إلى 200 ألف لاجئ آخر خلال الستة أشهر القادمة.
وقال أكسيل بيشوب، ممثل الوكالة في السودان: "لا أحد في هذه المرحلة يمكنه التنبؤ بأعداد اللاجئين الذين سيأتون (إلى السودان)".
ووصل عدد النازحين من تيجراي إلى المناطق الحدودية النائية في السودان إلى خمسة آلاف شخص يومياً في وقت يستمر فيه القتال بين الجيش الإثيوبي والقوات المحلية في الإقليم.
وقال حميد نورو، ممثل برنامج الغذاء العالمي في السودان: "ما هو واضح بالتأكيد أن القتال مستمر ومتقطع، ولا نعرف أبدا أين سيحدث، لذا فإن هذا الترقب وعدم المعرفة هو ما يسبب المزيد من الخوف ويجعل الناس يعبرون الآن".
وطبقاً لعبد الله فضل، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" في السودان، فإن الأطفال تحت سن 18 عاماً يشكلون نحو 45% من اللاجئين.