فى الصباح الباكر طالعت خبرا على الصفحة الرئيسية فى "اليوم السابع" حول اللقاح المصرى لفيروس كورونا المستجد، الذى يتولى المركز القومى للبحوث الدراسات والتجارب الخاصة به، وقد كشف الخبر أن اللقاح اقترب من مراحله النهائية وبدأت مرحلة التجارب الاكلينيكية على المتبرعين، ومن المنتظر أن يحصل على التراخيص اللازمة خلال الفترة المقبلة، من جانب هيئة الدواء المصرية، حتى يدخل مرحلة التصنيع والإنتاج الكمى، كعلاج فعال وآمن ضد فيروس كورونا.
لا يخفى على أحد أن صراع اللقاحات على أشده بين الدول العظمى فى العالم، فالكل يسعى لإثبات نتائج لقاحاته، وتحقيق أكبر قدر من الفاعلية والنتائج الإيجابية، وإن كان اللقاح المصرى بعيد عن هذه المنافسة، نظرا لمجموعة من العوامل المتعلقة بالتسويق والدعاية والمنافسة مع الشركات متعددة الجنسيات الضخمة، التى تضخ مليارات الدولارات على أنشطة الدعاية، إلا أننا يجب أن نقف إلى جواره، حتى يصل إلى آخر مراحله كتجربة مصرية خالصة، ومنتج وطني محلى يجب دعمه.
مصادر من المركز القومى للبحوث أكدت لزميلى المتميز فى "اليوم السابع" محسن البديوى، أن اللقاح المعروف باسم covied vacc1 آمن تماما حتى هذه المراحل من التجارب على الحيوانات وقد حقق نجاحا كبيرا، وسيتم إجراء التجارب الإكلينيكية على 100 متطوع فى أقرب وقت ممكن بعد الحصول على الموافقات اللازمة، الأمر الذى يدعونا إلى ضرورة مساندة هذا اللقاح والمساهمة فى الدعاية المباشرة له والتأكيد على دور العلماء المصريين فى مواجهة وباء كورونا العالمى، حتى وإن كانت المنافسة على أشدها وأن حرب اللقاحات تحسمها الدول العظمى، لكن لو تم تبنى التجربة بالتأكيد سنخرج بنتائج مطمئنة.
يجب أن تقدم وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، الدعم الكامل لمشروع اللقاح المصرى لمواجهة فيروس كورونا، وتوفر المناخ الملائم والموارد المالية التى يحتاجها المشروع، والترويج والدعاية المناسبة له، ودعوة وسائل الإعلام المحلية والعالمية لمؤتمر صحفى كبير يتناول كل التفاصيل والإجراءات الخاصة باللقاح المصرى، حتى يعرف العالم كله المساهمة المصرية فى مواجهة هذا الوباء العالمى، والتسويق لقدرة مصر على إنتاج الأدوية واللقاحات.
حال نجاح المراحل النهائية من اللقاح المصرى، لن نتكلف عملة صعبة للحصول على لقاح من أى دولة، ولن نخضع لأى ضغوط أو مساومات، ولن نتأخر فى الحصول على حصتنا من اللقاحات العالمية وسط الصراع الدولى الشرس والتهافت على اللقاحات الناجحة، كما أن توفير اللقاح والدواء وإنتاجه فى مصر جزء أصيل من منظومة الأمن القومى المصرى، ويعطى الدولة قوة مضافة على خريطة القوى الكبرى فى العالم.