لم يستثن قاتل المصلين فى مسجد الروضة بسيناء فى مثل هذا التوقيت قبل 3 سنوات أحدا داخل بيت الله، ويروى الناجون لـ"اليوم السابع" من آباء وأبناء من كل محافظات مصر، جمعتهم فى هذا اليوم صلاة الجمعة بمسجد الروضة، تفاصيل الحادث، بينهم مجدى رزق ابن محافظة البحيرة وعيد مصطفى ابن محافظة الشرقية وبرفقتهم أطفالهم.
وتحل اليوم 24 نوفمبر الذكرى الثالثة لمجزرة مسجد الروضة، التى راح ضحيتها أكثر من 300 من المصلين و150 من المصابين أثناء تأدية صلاة الجمعة، بعد أن أطلقت عليهم مجموعة من الإرهابيين النار بدم بارد ولاحقوا كل من حاول الفرار بحثا عن النجاة.
وقال مجدى رزق أحمد، معلم رياضيات بمدرسة آل جرير الابتدائية، إنه من أبناء محافظة البحيرة ويقيم فى قرية الروضة منذ عام 1991معلما لأبنائها .
وأضاف أنه فى هذا الوقت ككل يوم جمعة اصطحب ابنه الطفل أحمد، وابنه البكر وتأخر عنهم قليلا ابنه الأوسط محمود، واتخذ موضعه فى الجلوس داخل المسجد للاستماع لخطبة الجمعة فى الناحية البحرية قرب الباب، وهذا أتاح له رؤية مجموعة المهاجمين وهم يقتربون وكان يظنهم مجموعه تلاحق أحدا وستمر من أمام المسجد حتى فوجئ بدخول أحدهم وأشهر السلاح وبدأ إطلاق النيران فتبعه بقيتهم وعلى الفور اتخذ موضعه بجوار أحد أعمدة المسجد وأطلقوا النار بكل عشوائية وبينهم من يرمى بقنابل أحدثت أصواتا فيتحرك المصلون هلعا وعندما يرون من يتحرك ولم تصبه النيران يطلقون عليه الرصاص .
وتابع: كتب الله لى النجاة، وعندما انتهى الكابوس المرعب أردت أن أتحرك لأبحث عن أبنائي ولكن فوجئت انى مصاب فى ركبتى والفخذ برصاص والدم يسيل منى من كل جانب أردت الاطمئنان وعرفت أن ابنى أمير استشهد وأحمد الصغير نجا .
واستكمل الحديث الطفل أحمد نجله بقوله إنه كان فى ذاك الوقت فى التاسعة من عمره ، ومع بقية أطفال القرية يصلون فى الخارج وعندما شاهد قدوم القتلة أسرع لداخل المسجد للاحتماء به وكان الناس حوله يتدافعون ووقع ولم يستطيع التحرك، حتى أفاق ليشاهد دماء حوله والنَّاس يصرخون وأول من رأى من الشهداء شقيقه وقد فارق الحياة .
واستكمل الحديث شاهد العيان عيد مصطفى عامل بمدرسة آل جري، بقوله إنه من أبناء محافظة الشرقية واستقر فى قرية الروضة فى عام 1997، لافتا إلى أنه فى هذا اليوم كان فى أول صف مصلين عندما انطلق الإمام فى خطبته وبدأ سماع أصوات النيران تقترب، فتسابق الجميع للفرار وقفز هو من شباك المسجد لخارجه .
وأضاف أنه بحث عن مخرج ووجد أمامه طفل يصرخ " ياعم عيد قتلو أبوى"، فحملته على كتفى وأسرعت به لمنزل بعيد اختبئت فيه حتى هدأت الأصوات لأعود بحثا عن ابنى .
وتابع: وقفت مذهولا لمدة خمس دقائق الجثث فى كل مكان والقاتل وجه رصاصه للرأس والقلب ووجدت ابنى بين المصابين .
وبدوره استكمل الحديث ابنه " محمد " الذى كان وقتها فى الصف الأول إعدادي بقوله إنه أيضا كان يصلى خارج المسجد حاول الهروب بداخله عندما رأهم قادمين إلا أنه وجد من يطلق النار بداخله .
وأجمع المتحدثين إنه بعد الحادث لم تتركهم الدولة وقدمت لهم مساعدات معنوية ومادية وقامت بترميم بيوتهم وصرف تعويضات لهم تصلهم شهريا حتى اليوم من التضامن والازهر الشريف .
ونقل المعلم " مجدى" مطالب لأسر الشهداء معربا عن أمله أن تتحقق لهم واهمها تخصيص يوم 24 نوفمبر الذى يصادف يوم مجزرة الروضة عيدا للشهداء المدنيين فى كل مكان على مستوى الدولة ، وتسجيل أسر شهداء ومصابى الروضة بقاعدة بيانات المجلس القومي للشهداء، واطلاق اسماء الشهداء المدنيين الذين سقطوا فى هذا الحادث بمحافظاتهم على أسماء الميادين والمدارس ، وقال إنه بشكل شخصى طالب محافظ البحيرة اطلاق اسم ابنه الشهيد أمير على ميدان او مدرسة ببلدتهم ولم تتم الاستجابة لمطلبه حتى اليوم .
مسجد الروضة
الناجين من المجزرة
شهداء مجزرة مسجد الروضة
الناجين من المجزرة
أحد الأطفال الناجين
الناجين من مجزرة الروضة
الناجين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة