يحتفل المصريون اليوم بعيد الحب، وهو العاطفة الأبرز فى حياة الإنسان، فمهما تعرض الواحد منا لحوادث الزمان، فالحب كفيل بأن يصل به إلى شاطئ الأمان راضيا بما قدر له، ومن أشهر الذين تحدثوا عن الحب الفقيه الأندلسى الشهير ابن حزم (994- 1064 ميلادية) الذى قال في كتابه الشهير "طوق الحمامة فى الألفة والآلاف":
الحب - أعزك الله - أوله هزل وآخره جد، دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة، وليس بمنكر فى الديانة ولا بمحظور فى الشريعة، إذ القلوب بيد الله عز وجل وقد أحب من الخلفاء المهديين والأئمة الراشدين كثير، منهم بأندلسنا عبد الرحمن بن معاوية الدعجاء، والحكم بن هشام، وعبد الرحمن بن الحكم وشغفه بطروب أم عبد الله أشهر من الشمس، ومحمد بن عبد الرحمن وأمره مع غَزلان أم بنيه عثمان والقاسم واُلمطرف معلوم، والحاكم المستنصر وافتتانه بصبح أم هاشم المؤيد بالله رضى الله عنه وعن جميعهم وامتناعه عن التعرض للولد من غيرها. ومثل هذا كثير، ولولا أن حقوقهم على المسلمين واجبة - وإنما يجب أن نذكر من أخبارهم ما فيه الحزم وإحياء الدين وإنما هو شىء كانوا ينفردون به فى قصورهم مع عيالهم فلا ينبغى الإخبار به عنهم - لأوردت من أخبارهم فى هذا الشأن غير قليل.
وأما كبار رجالهم ودعائم دولتهم فأكثر من أن يحصوا، وأحدث ذلك ما شاهدناه بالأمس من كلف المظفر بن عبد الملك بن أبى عامر بواحدة، بنت رجل من الجبائين حتى حمله حبها أن يتزوجها، وهى التى خلف عليها بعد فناه العامر بن الوزير عبد الله بن مسلمة، ثم تزوجها بعد قتله رجل من رؤساء البربر.
ومما يشبه هذا أن أبا العيش بن ميمون القرشى الحسينى أخبرنى أن نزار بن معد صاحب مصر لم ير ابنه منصور بن نزار، الذى ولى الملك بعده وادعى الإلهية إلا بعد مدة من مولده، مساعدة لجارية كان يحبها حباً شديداً، هذا ولم يكن له ذكر ولا من يرث ملكه ويحيى ذكره سواه.
ومن الصالحين والفقهاء فى الدهور الماضية والأزمان القديمة من قد استغنى بأشعارهم عن ذكرهم: وقد ورد من خبر عبيد الله عتبة بن مسعود وشعره ما فيه الكفاية. وهو أحد فقهاء المدينة السبعة وقد جاء من فتيا ابن عباس رضى الله عنه مالا يحتاج معه إلى غيره حين يقول: هذا قتيل الهوى لا عقل ولا قود.
وقد اختلف الناس فى ماهيته وقالوا وأطالوا، والذى أذهب إليه أنه اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة فى هذه الخليقة فى أصل عنصرها الرفيع، لا على ما حكاه محمد بن داود رحمه الله عن بعض أهل الفلسفة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة